نظارات الرؤية المجسّمة تغزو الأسواق قريباً بـ «موديلات» وأشكال جديدة

قريباً، سوف تنتشر تقنية الشاشات المجسمة لكل من أجهزة الكمبيوتر والتلفزيون في كل البيوت. وتعدّ النظارات الخاصة بالاستظهار المجسّم للصور جزءاً لا يتجزأ من هذه التقنية؛ إذ لا يمكن رؤية الصور في الأبعاد الثلاثة من دونها. ولقد أعدّ صنّاع هذا النوع من النظارات عدّتهم لتلبية الطلب الكبير الذي ستشهده هذه الأجهزة الجديدة على مستوى العالم وحيث ينتظر أن تباع منها مئات الملايين. ويقول محلل أسواق الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية جيري ديكولو في مقال نشره في صحيفة “وول ستريت جورنال” إن ابتكار الأجيال الأولى من هذه النظارات انطوى على الخطأ الشهير الذي يرتكبه المبتدئون في كل شيء، وذلك عندما عمدوا إلى ابتكار نظارة خاصة بكل نوع من أنواع أجهزة التلفزيون ولا يمكن استخدامها في الأنواع الأخرى. وفي بداية شهر يونيو الجاري، أطلقت شركة “نفيديا” المتخصصة بالحلول الرقمية، في الأسواق الأميركية الجيل الثاني من النظارات المخصصة لأداء وظيفة الاستظهار المجسّم للصور في كل أنواع التلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر من دون استثناء. ويأمل المتخصصون في تطويرها بأن تساهم في انتشار تكنولوجيا الشاشات المجسّمة بعد أن حلّت هذا الجزء المهم من المشكلة. ويبلغ سعر النظارة الجديدة 100 دولار ومن المؤكد أن هذا السعر سيشهد انخفاضاً كبيراً عندما سيشتد الطلب عليها. وتنطلق الشركات المتخصصة بصناعة الشاشات المجسّمة من النجاح الهائل الذي حققه الفيلم المجسّم “أفاتار” الذي بلغ دخله الإجمالي أكثر من مليار دولار خلال بضعة أشهر ليحتل بذلك مرتبة الفيلم ذي العوائد الأكثر ضخامة في التاريخ من دون منازع. وكانت شركات عالمية كبرى قد أطلقت قبل بضعة أشهر بالفعل أجهزة التلفزيون ثلاثية الأبعاد ومنها “سامسونج” و”سوني” و”باناسونيك”؛ وهذه الأجهزة كلّها، تعمل بالنظارات المغلقة النشيطة التي تبدو كالشاخصة التي تغطي العينين تماماً. وهي مصممة بحيث تحوّل الموجات تحت الحمراء الصادرة عن الصور التلفزيونية إلى إشارات متقطعة تعطي لمركز الرؤية في الدماغ الانطباع الذي يوحي بأنها موجودة في الأبعاد الثلاثة وليست مسطّحة. وقال ردهي باتيل من شركة “إي سابلي” المتخصصة بمتابعة تطور أسواق الأجهزة الإلكترونية: “كان من الضروري أن يسعى الخبراء إلى توحيد المعايير التي تسمح باستخدام نوع واحد من النظارات لتجسيم الصور في كافة الأجهزة الإلكترونية لأن ذلك يشجع المستخدمين أكثر على شرائها. ولا بد أن يؤدي ذلك إلى نمو أسواقها بسرعة أكبر”. ولا زالت نسبة قليلة جداً من أنواع أجهزة التلفزيون مزوّدة بتقنية الاستظهار ثلاثي الأبعاد. وتشير دراسة أجرتها “إي سابلي” إلى أن من أصل 170 مليون جهاز تلفزيون ينتظر أن تباع هذا العام (2010)، سوف يكون 4.2 مليون جهاز منها مزوّداً بهذه التقنية أو ما يعادل أقل من 2.5 بالمئة. ولن تزيد أسعارها بقيمة تذكر عن أسعار الأجهزة العادية خلافاً لما كان متوقعاً من قبل حين أشار خبراء إلى أن هذه الأجهزة سوف تكون باهظة الثمن. ويقدّر معدّل سعر جهاز التلفزيون ذي الشاشة المسطّحة ثلاثية الأبعاد بنحو 2000 دولار (7340 درهماً)؛ وهو لا يختلف عن سعر جهاز التلفزيون المسطج العادي. وكانت شركة “نفيديا” سبّاقة لإنتاج أول نوع من النظارات المجسّمة الصالحة للاستخدام في أجهزة التلفزيون والكمبيوتر على حد سواء. وتنطوي ميزة النظارات ذات المعايير التقنية المتطابقة مع مختلف أنواع الأجهزة، على أهمية خاصة؛ ومن دونها سوف يستحيل على المستخدم أن يتابع أي حدث تلفزيوني من عند جار أو صديق أو قريب إلا إذا عمد إلى شراء نظارة موافقة للجهاز. عن صحيفة “وول ستريت جورنال”