الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدغار موران:ما زلنا برابرة

إدغار موران:ما زلنا برابرة
8 ابريل 2015 21:00
يواصل المفكر الفرنسي إدغار موران EDGAR Morinإنتاج فكرٍ غنيّ، موجَّه نحو المستقبل. فهذا الشيوعي السابق، وعالم الاجتماع والفيلسوف، الذي اقترض منه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، قبل بضع سنوات، مفهوم «سياسة الحضارة» أنتج كتاباً جديداً بعنوان «الطريق»، يطرح فيه معاينة قاسية ومؤلمة لأمراض عصرنا، ففيه يحاول أن يقدم بعض الأفكار لمستقبلنا الذي لا يمكن أن يتجاوز أزماته المزمنة، كتدهور البيئة الحيوية وانتشار السلاح النووي، وأزمة الحضارات التقليدية الواقعة تحت تطور العولمة الناتجة، في رأيه، عن الغوربة، وأزمة الحضارة الغربية التي تنتج حاضراً متسارعاً لم يعد فيه العِلم والتقنيات تخضع لأي مراقبة، وأضحى الربح فيه جامحاً، هذا المستقبل إذن لن يسير نحو الأفضل إلا بتغيير الحياة. «تغيير الحياة» الذي كان أيضاً شعارَ الشاعر آرثر رامبو، لم يعد يمثل تطلّع الفرد وحده، وإنما ينبغي أن يصبح شعار العصر الذي نعيش فيه. فالإنسانية تواجه تحدياً كبيراً: تحدٍّ يدعو إلى سياسة حضارية تفترض إصلاح الحياة أيضاً. هذا ما يدعو إليه إدغار موران في هذا الحوار. * لقد كرّستَ جزءا من كتابك «الطريق» لتعريف «إصلاح الحياة» الذي يرافق ويبرّر سياسة حضارية، ضرورية لمواجهة تحديات الإنسانية الكبرى. ما الذي تعنيه بإصلاح الحياة؟ ** إدغار موران: بالفعل، كتاب «الطريق» الذي أقترحه يرسم أفقاً آخر مختلفاً عن الأفق الذي يدفعنا إليه التاريخ الحالي. كوكب الأرض متورط في تطور جهنميّ يقود البشرية إلى كارثة متوقعة. وما من شيء يمكن أن يحل أزمات العالم الجسيمة الحالية – وهي متعددة - الإيكولوجية والاقتصادية والمجتمعية والسياسية التي تهدد بقاء حضاراتنا السائرة نحو الوحدة. في كتابي «الطريق» لا أرسم «برنامجاً» سياسياً بالمعنى الضيق للمصطلح، ولكني أرسم مساراً. مسارٌ يتكون من تمازج مسارات متعددة يجب أن نتحوّل نحوها لمواجهة تحدي أزمة الإنسانية. «السياسة الإنسانية» هذه تمر من خلال إصلاحات اقتصادية وسياسية وتعليمية، ومن خلال تجديدٍ للفكر السياسي الذي أحاول أن أرسم خطوطه العريضة. وتشمل هذه الإصلاحات الاجتماعية بطبيعة الحال «إصلاحاً للحياة» أيضاً. إن التطور عبارة عن ماكينة إنتاج/ استهلاك/ تدمير جهنيمة تجرّنا جراً نحو أزمات بيئية واقتصادية. وهذه العملية تجد ما يوازيها على المستوى الفردي: تطوير الفرد الذي ينظر إليه أساساً كتطور كمّي ومادي، وهي العملية التي تؤدي لدى الميسورين إلى سباق محموم نحو «طلب المزيد ثم المزيد بلا انقطاع»، ويؤدي إلى الشعور بالضيق حتى في قلب الرفاه نفسه، وهو المفهوم الذي ما انفك يتدهور في قلب الرفاه ولين العيش ذاته. ولذا يتعين ترقية حياة الرخاء واليسر الذي يشمل في آنٍ استقلالية الفرد واندماجه في مجتمع/ أو مجتمعات، والسيطرة على قياس الزمن الذي يفسد زمننا الحي، وتقليص تسمّماتنا الحضارية التي تجعلنا أتباعاً وعبيداً للتوافه والمنافع الوهمية. ما انفكت المجتمعات الغربية تعتبر نفسها مجتمعات «متحضرة» بالمقارنة مع المجتمعات الأخرى، التي تصفها بالهمجية. في الواقع أنتجت الحداثة الغربية هيمنة همجية جَلِيدية، مجهولة الهوية، همجية الحساب، والربح، والتكنولوجيا. ولم تكبح في نفسها بما فيه الكفاية «همجية باطنية خفية»، قائمة على سوء فهم الآخرين، والاحتقار، واللامبالاة. لقد قدّمت المجتمعات المعاصرة للكثيرين ما كان في الماضي حلماً بالنسبة لأسلافنا وأجدادنا: الرفاهية المادية ووسائل رغد العيش. إلا أننا نكتشف اليوم أن الرفاه المادي لا يجلب السعادة. والأسوأ من ذلك كله أن سعر الوفرة المادية أضحى ثمنه البشري باهظاً جداً: الإجهاد، والاكتئاب، والجري خلف السرعة، والإدمان، والشعور بالفراغ الداخلي. علاوة على ذلك، فعلى المستوى الإنساني، ما زلنا برابرة: العمى الذاتي، وعدم فهم الآخرين يتجسدان على مستوى المجتمعات والشعوب كما يتجسدان في العلاقات الشخصية، بما في ذلك داخل الأسر والأزواج. كثيرون ينفصلون ويتمزقون. والحال أن نزاعات هؤلاء الأزواج تشبه الصراعات العسكرية القائمة على الكراهية، ورفض فهم الآخر. فيما أزواج آخرون يكتفون بالتعايش على مضض، ليس إلا. ففي المؤسسات والمنظمات يسود حكم العشائر والزمر التي تتآكلها الغيرة والحسد والغل، والضغينة أحياناً. مشاعر الغيرة والحسد هذه تسمّم حياة أولئك الذين يحسَدون أو يكرهون، ولكنها تسمّم أيضاً الحاسدين والكارهين أنفسهم. وعلى الرغم من وسائل الاتصال والتواصل المتعددة ما انفك عدم الفهم تجاه الشعوب الأخرى يتعاظم ويزداد عمقاً. ثم إن اللاإنسانية والوحشية والهمجية مشاعر قابلة لأن تطفو في أيّ لحظة في قلب كل إنسان متحضر. رسائل التعاطف والشفقة والأخوة والتسامح التي ورثناها عن الروحانيات الكبرى، وعن الأديان والفلسفات الإنسانية بالكاد تلمس درع الهمجيات الجوانية. والحال أن التطلع نحو هذه الحياة الجديدة بدأ يطفو بالفعل على سطح المجتمعات، بحكم الأمراض والشرور الناتجة عن أنماط حياتنا الحالية. فانطلاقا من هذا الأفق الذي بدأ يلوح نستطيع أن نرسم الآن ما يمكن أن يصبح غداً إصلاحاً حقيقياً للحياة. فنّ العيش * ما هي المبادئ التي يستند إليها «فن الحياة» الجديد هذا؟ ** فكرة فنّ العيش فكرة قديمة. لقد كرّستْ فلسفات الهند والصين واليونان القديمة نفسها لهذا البحث. وهي اليوم تقدّم نفسها في ثوب جديد، في حضارتنا التي تتميز بالتصنيع والتحضير (التمدين)، والتنمية، وسيادة الكم. التطلع المعاصر نحو نمطٍ حياتي جديد يمثل في المقام الأول ردَّ فعل صحيّ على أمراضنا الحضارية، وعلى مكننة الحياة، وقياس الزمن. تعميم الشعور بضيق العيش، بما في ذلك في قلب الرفاه المادي نفسه، يحدِث كردّ فعلٍ، الحاجةَ إلى السلام الداخلي (الطمأنينة) والكمال والتفتح، أي التطلع إلى «الحياة الحقيقية». ويستند الرخاء النفسي إلى عددٍ من المبادئ: تفوّق النوعية على الكمية، وتفوّق الذات على التملك، والحاجة إلى الاستقلالية، والحاجة إلى التجمع التي يجب أن تتشارك وتتكامل، ثم شِعر الحياة وشاعريتها، وأخيراً الحب الذي يمثل قيمتنا، وهو أيضاً جوهرنا وحقيقتنا العليا. إصلاح الحياة هذا يقودنا أيضاً إلى التعبير عن الإمكانات الغنية الكامنة في قلب كل إنسان. * عملياً كيفية تطبيق ذلك؟ ** المهمّة الأولى تتمثل في تحرير النفس من طغيان الوقت. إيقاعات حياتنا الحالية قائمة على سباقات دائمة. السرعة، والتسارع، والتذبذب الذهني، كل هذا يجعلنا نعيش في وتيرة محمومة. يجب علينا أن نستعيد سيطرتنا على الوقت، هذه القيمة الأكبر من قيمة المال كما كان يقول المفكر سينيكا. فمثلما يوجد حركة «الطعام البطيئ» يجب كذلك تطوير «الوقت البطيئ»، و»السفر البطيء»، و»العمل البطيء»، و»المدينة البطيئة». أن نعيش الحياة خيرٌ لنا من أن نجري وراءها ونطاردها. استعادة الوقت يتطلب منظومة عمل جديدة في وسائل النقل، والإيقاعات المدرسية، وإيقاعات الحياة. وهذا يفترض أيضاً إعادة اكتشاف معنى اغتنام الفرصة Carpe diem»»: أي «تعلّم فن العيش، «هنا والآن»، على نحو ما تلقنه الحكمة القديمة. إصلاح الحياة يستدعي التباطؤ المعمّم، ويتطلب مدحاً وإطراءً للبطء. لأن إيقاف السرعة كيفيةٌ من كيفيات استعادة وقتنا الجواني. يجب استبدال التناوب الخبيث القائم على الاكتئاب والإثارة التي تطبع حياتنا الحالية بِزوجٍ يجمع بين الطمأنينة والحدّة. استبطان * وما المقصود؟ ** إن التجربة الإنسانية الكاملة لا يمكن أن تستند إلى تناغمٍ تلقائي بين ميولنا المتناقضة. فالحياة المكتملة تتطلب حواريةً دائمة ما بين مطالب العقل ومطالب الهوى والشغف والانفعال: لا يمكننا أن نضبط حياتنا لا على الحساب والعقلانية الباردة، ولا على الهوى وحده، الذي يؤدي، من دون ضبط النفس، إلى الهذيان في النهاية. يجب علينا أن نعمل على أنْسنة دوافعنا النفسية وانفعالاتنا بضوابط تأملية استبطانية: وهذا يعني أنه ينبغي أن نطور قدرتنا على احتواء العصبية، والحقد، والغيظ والغضب، الخ. لكن هذه السيطرة منا لا تعني بأي حال كبحَ الغرائز فينا. الجنس البشري هو الإنسان العاقل Homo sapiens والإنسان المجنون Homo demens في آنٍ: المشكلة هي تحقيق التَّمَفْصل بين هذين البعدين الأساسيّين في وجودنا. وهذا لا يمكن أن يتحقق من دون معرفةٍ للذات، ذاتِنا التي ظلت متخلفة في حضاراتنا الغربية. فالغرب أعطى الأفضلية للمعرفة وتطويع الطبيعة، بدلا من المعرفة والتحكم في الذات. لكي نعرف ذواتنا لابد من تنمية التأمل والاستبطان، والنقد الذاتي. إنه تمرين صعب، لأن الأمر يتعلق بالكشف عن الأفكار الاستحواذية المتسلطة الثابتة، وعن الروتينات العقلية في ذواتنا، وأن نخضع معتقداتها وقناعاتنا للنقد، وهو أمر ليس سهلا، لفرط ميلنا لانتقاد الآخرين وتشويه الخصم. التحليل الذاتي يفترض قدراً من «السخرية الذاتية»، هذه القدرة على الضحك على الذات التي تمثل شكلا من أشكال المباعدة عن الذات، والابتعاد عن مركزها. إصلاح حيواتنا يعني أيضاً إزالة السموم الناتجة عن كل إدماناتنا على الاستهلاك. وهذا لا يعني أن نتخلى عن ملذات الأكل لكي نعيش في الزهد، وفي الاعتدال في الأكل، والتقتير الدائم، والصرامة وأشكال الحرمان. الاستهلاك السليم يعني أن نتعلم كيف نعيد اكتشاف طعم الأشياء ونكهاتها. في حياة غنية وممتلئة قائمة على التناوب بين فترات القناعة والاعتدال وبين فترات غبطة الأعياد. ويجب أن تعقب فتراتِ مراقبة الذات فترات الافراط والغبطة والفرح. على المجتمع اليوم أن يعالج نفسه من «حمّى الشراء»، من الاستهلاك المفرط، وهذا بالطبع لا يمنع مشترات الاشتهاء والاغتباط. استعادة الغبطة * إصلاح الحياة إذن ليس فقط تمريناً طوعياً بسيطاً. إنها دعوة أيضاً لإعادة السحر والغبطة لحيواتنا؟ ** نعم، ولكن مع الوعي باستحالة العيش في النعيم بشكل دائم. وضْعنا الإنساني يفترض تداولا بين «حالات ركيكة» وبين «حالات شاعرية»، وهاتان الحالتان هما قطبا حياتنا. «الحالة الركيكة» تنطبق على النشاطات والضغوط الإلزامية والقيود التي تفرَض علينا. وأما «الحالة الشاعرية» فهي تنطبق على اللحظات الإبداعية، والأعياد، والحوار، وتبادل الحب. فالحالتان تتتابعان وتتشابكان في حياتنا اليومية: فلا شعْرَ من دون نثر. ومن غير المجدي أن نأمل في حياة ساحرة مغتبطة تكون الحالة الشاعرية فيها متواصلة ودائمة. فمثل هذه الحياة تتلاشى في نهاية المطاف من تلقاء نفسها. نحن مجبولون على التكامل وتناوب الشعر/ النثر معاً. طموحان * الكثير أمام ويلات الفردانية وإفراطات الاستقلال يطالبون اليوم بالعودة إلى التقمص الوجداني، والتضامن والإيثار. ما رأيك؟ ** إصلاح الحياة ينبغي أن يتضمّن في وقت واحد طموحَين اثنين يعتبران من أعمق الطموحات الإنسانية المكمّلة، ألا وهما إثبات الذات، «الأنا» في الحرية والمسؤولية، وإدماج الـ «نحن» التي تبنِي «التواصل» مع الآخرين، من حيث التعاطف والود والحب. إصلاح الحياة يشجعنا على الاندماج في المجتمعات من دون أن نفقد فيها شيئاً من ذواتنا واستقلالنا. وإحدى أولويات إصلاح الحياة ينطوي على تعلم أشكال جديدة من المؤانسة والألفة الاجتماعية. إن ما ندعوه سياسة الرعاية السياسة والعناية إزاء الآخر يندرج ضمن الورش الكبرى لإصلاح الحياة. المساعفة والمساعدة والتضامن ينبغي أن تجري في «بيوت تضامن» تشمل مساعدات طوارئ تقدَّم لكل استغاثة، وخدمة تضامن مدنية لفائدة الشباب. وهو ما يبيّن بوضوح أن الإصلاحات الحياتية تستند ليس فقط إلى الضمائر الفردية، وإنما أيضاً إلى مجموعة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. التقمص الوجداني والرفق والحسنى، واللطف والإيثار، والاهتمام بالآخرين، مشاعر موجودة عند جميع البشر، في شكل استعدادات فطرية أساسية: نلاحظ ذلك لا سيما خلال الكوارث الكبرى حيث تنشط عفوياً اندفاعات الكرم والسخاء، حتى إزاء المجتمعات النائية. فهذا الاستعداد الفطري الكامن فينا يحتاج إلى رعاية وتغذية، وتحفيز وتشجيع، وتلقين. إصلاح شامل * ولكن هنا تحديداً كيف يتسنى لنا تحقيق إصلاح الحياة هذا؟ وأي إصلاح مؤسسي يقتضيه؟ ** إصلاح الحياة يتطلب في آنٍ تعلماً وإصلاحاً شخصياً. ففي وقت واحد يدعونا هذا الإصلاح إلى إصلاح التعليم، فضلاً عن إصلاحات اقتصادية واجتماعية، ويدعونا إلى وعي استهلاكي جديد، وإلى إعادة أنْسَنَة المدن، وإلى إنعاش الأرياف من جديد. إني أعدّد في كتابي «الطريق» كافة حقول الإصلاحات الضرورية. الانتقال إلى مسار جديد لا يتحقق على المستوى الشخصي وحده، ولا على المستوى الجماعي وحده. فالأمر يتطلب إصلاحات متعددة، تتطوّر معاً وتصبح متضامنة فيما بينها. لقد ذكرت في كتابي الكاتب أندريه جيد الذي تساءل إن كان يجب أن نبدأ بتغيير المجتمع أم بتغيير الفرد أوّلا؟ أرى أنه يجب أن نبدأ في نفس الوقت بكلا الجانبين معاً. قال غاندي: «يجب أن نحمل في ذواتنا العالم الذي نريده». ولكن هذا لا يكفي، مثلما لا يكفي إزالة نظام الاستغلال، الذي سرعان ما يحل محله نظامٌ استبدادي آخر، كما رأيناه في مثال الاتحاد السوفييتي الذي فشل في نهاية المطاف. أنا لست مثالياً ساذجاً. فالمثاليون السذج يعتقدون أن نمطاً إصلاحياً واحداً يمكن أن يحسّن الحياة البشرية والمجتمع. وذاك لأني أرى أن كل شيء متصلٌ بعضه بالبعض الآخر - وهذا هو الفكر المعقد – ولأني أستنتج أن الطريق الوحيد هو تضامنية الإصلاحات المتداخلة. بالطبع، يظل هذا أمراً غير مؤكد إلى حد كبير. ففي كل مكان في العالم نكتشف كمًّا هائلا من المبادرات الخلاقة التي تبيّن لنا وجود إرادة في العيش لا عِلم للبيروقراطيين بها ولا الأحزاب. ولا شيء يربط فيما بين هذه المبادرات حتى الآن، فبمعنى من المعاني نحن فقط في بداية بداية. ففي التاريخ، كل تحوّل كبير - دينياً كان أو أخلاقياً أو سياسياً أو علمياً - بدأ بصورة منحرفة، مقارنة بالمجرى الرئيسي للأشياء، ومتواضعاً بالمقارنة مع حالة الأشياء. وهذا يتيح لنا الأمل، الذي ليس يقيناً على أي حال. إصلاح الحياة مغامرة جوانية، مشروع حياةٍ، ومشروعٌ جماعي في آن! ...................................................................... عن مجلة العلوم الاجتماعية «SciencesHumaines» الفرنسية 6 مبادئ للرخاء النفسي يستند الرخاء النفسي إلى عددٍ من المبادئ: تفوّق النوعية على الكمية، وتفوّقُ الذات على التملك، والحاجة إلى الاستقلالية، والحاجة إلى التجمع التي يجب أن تتشارك وتتكامل، ثم شِعرُ الحياة وشاعريتها، وأخيراً الحب الذي يمثل قيمتنا، وهو أيضاً جوهرنا وحقيقتنا العليا. إصلاح الحياة هذا يقودنا أيضاً إلى التعبير عن الإمكانات الغنية الكامنة في قلب كل إنسان. هيمنة همجيّة الحداثة الغربية أنتجت هيمنة همجية جَلِيدية مجهولة الهُوية هي همجية الحساب والربح والتكنولوجيا، ولم تكبح في نفسها «همجية باطنية خفية» قائمة على سوء فهم الآخرين والاحتقار واللامبالاة. إطراء البطء إصلاحُ الحياة يستدعي التباطؤ المعمّم ويتطلب مدحاً وإطراءً للبطء لأن إيقاف السرعة كيفيةٌ من كيفيات استعادة وقتنا الجواني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©