الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تناقش مصداقية خطر «حزب الله» اللبناني

7 ابريل 2012
واشنطن (رويترز)- جاء التحذير الذي أطلقه الشهر الماضي بيتر كينج رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب الاميركي واضحا، فقد خلص التحقيق الذي أجراه فريقه الى وجود “مئات” من الاشخاص الذين يصفهم “بإرهابيي ايران وحزب الله” داخل الولايات المتحدة. لكن المقابلات التي أجريت مع مسؤولي المخابرات الاميركية وأجهزة إنفاذ القانون وأيضا الخبراء المستقلين عن “حزب الله” الذي تدعمه ايران قدمت صورة ذات ظلال مختلفة. وهم يرون ان هناك خطرا، لكن هل يعد هذا خطرا وشيكا أو واسع المدى، فذلك أبعد ما يكون عن الوضوح. والجزء المثير للقلق في تقييم المسؤولين يركز على مهام المراقبة التي يقوم بها فيما يبدو دبلوماسيون ايرانيون ونشطون محتملون لحزب الله لأهداف حساسة، مثل قطار انفاق نيويورك والجسور ومحطات الطاقة النووية والانفاق في أماكن أخرى من الولايات المتحدة على مدى العشر سنوات الماضية. ويشير مسؤولون اميركيون أيضا الى ان “حزب الله” اللبناني تجنب بدرجة كبيرة مهاجمة أهداف أميركية منذ ان نفذ تفجيرات أوقعت عددا كبيرا من القتلى في الثمانينيات استهدفت السفارة الاميركية في بيروت وثكنات مشاة البحرية الاميركية هناك. ويجيء التركيز على “حزب الله” في وقت تصاعدت فيه المواجهة بشأن برنامج ايران النووي. ويرى مسؤولو مكافحة الارهاب الاميركيون ان “حزب الله” أكثر الجماعات تنظيما وقدرة حتى مقارنة بالقاعدة نفسها. ويرى عدد من المسؤولين الاميركيين ان توجيه ضربة جوية اسرائيلية أو اميركية للمواقع النووية الايرانية قد يدفع “حزب الله” الى تغيير الاستراتيجية والانتقال من عمليات المراقبة وجمع التبرعات في أميركا الشمالية الى شن هجمات ثأرية داخل الولايات المتحدة أو إسرائيل. وتحدث المسؤولون في هذه القضية شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لحساسية مناقشة قضايا الامن. وعلى الرغم من اعتراف زعماء اسرائيل بإمكانية قيام ايران او أنصارها برد انتقامي الا انهم في بعض الاحيان يهونون من خطر اتساع نطاق الصراع. وتفرقت مهام المراقبة التي تقف إيران خلفها في الولايات المتحدة على مدى سنوات. لكن حين توضع جنبا الى جنب بالاضافة الى مجموعة قليلة من الهجمات او المؤامرات في أنحاء شتى من العالم يسهم ذلك في التقييم السائد داخل الحكومة الاميركية، والقائل بأن أي ضربة للبرنامج النووي الايراني ستعقبها أعمال عنف ملموسة موجهة ضد أهداف اميركية سواء كان ذلك ضد منشآت ومشروعات اعمال في الخارج أو داخل الاراضي الاميركية. ويرى مسؤولو المخابرات وأجهزة انفاذ القانون الاميركيون وأيضا الخبراء المستقلون انه ما من شك في ان “حزب الله” عنده شبكة واسعة من المؤيدين وجامعي التبرعات والناشطين المحتملين داخل الولايات المتحدة. وقال مسؤول في اجهزة انفاذ القانون ان شرطة نيويورك تعتقد ان هناك ما بين 200 و300 متعاطف مع “حزب الله” يعيشون في مدينة نيويورك. وذكر المسؤول ان ما بين عشرة او عشرين من هؤلاء هم أقارب لقادة “حزب الله” او مقاتليه الذين قتلوا خلال عمليات. وكان نشاط شرطة نيويورك في مراقبة مسلمي المدينة قد أثار جدلا. وأضاف المسؤول ان لدى شرطة نيويورك تفاصيل كافية عن البنية التحتية لحزب الله وانها حددت ثلاث بلدات هي بنت جبيل ويارون وياطر يرتبط بها من يشتبه بأنهم متعاطفون مع “حزب الله”. وذكر المسؤول ان عددا قليلا على الاقل ممن يعيشون في نيويورك ولهم صلة بـ”حزب الله” تلقوا تدريبا عسكريا في لبنان. وقال تقرير أولي أصدره فريق محققي كينج وهو جمهوري من نيويورك ان تحديد عدد ناشطي “حزب الله” داخل الولايات المتحدة صعب نتيجة لاجراءات أمن العمليات التي تطبقها الجماعة. لكن لجنة كينج أوردت رغم ذلك تقديرات “لبعض المسؤولين” جاء فيها ان للحزب “على الارجح” ما يقدر “بعدة آلاف من المانحين المتعاطفين” داخل الولايات المتحدة و”مئات” من الناشطين. لكن مسؤولين آخرين مطلعين على أحدث المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بحزب الله يقولون ان هناك فارقا كبيرا بين شخص “مؤيد” لحزب الله وشخص مستعد للمشاركة في أعمال عنف. ويرى المسؤولون ان هذا الفارق يضيع في المناقشات العلنية بشأن التهديد المزعوم الذي يشكله “حزب الله” داخل الولايات المتحدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©