آلات الطباعة تدور بإنتاج غزير من الكتب في الربع الأول من العام الجاري

تسابق الأدباء والشعراء والقصاصون على تقديم ما لديهم من إبداعات أدبية للقارئ العربي في الربع الأول من العام الجاري، حيث دارت آلات دور الطباعة لتنتج الكتب المتنوعة في حقولها الأدبية. تجاورت القصة والشعر، والرواية والسيرة، والمقال والعمود الصحفي تلبية لرغبة المؤلف أولاً من أجل أن يوثق كتابته، ورغبة القارئ ثانية كي يضم كتاب مؤلف يهتم بآرائه وبمنجزاته. وشهد سوق الكتاب في الأيام الماضية إصدارات على المستوى المحلي ومما يلفت النظر منها أن للمرأة قصب السبق والتجلي الابداعي فيها. ومن خلال استعراضنا لأهم الإصدارات نجد الشاعر سالم سيف الخالدي الذي صدرت له مجموعته الشعرية “تحت السيطرة” وقد سبق له أن أصدر ديوانين هما “صحراء المحابيب” و”أوتار الحنين”. وتضمن “تحت السيطرة” عشرات القصائد القصيرة المتنوعة المضامين، الوطن والحب والعشق وملامح تجربة الإنسان في الحياة والذات وهي ترصد الآخر. في ذات الوقت كان للأديبة هنادي المنصوري نتاج أدبي هو كتاب متنوع الحقول الأدبية بعنوان “جلست ذات يوم”، والمنصوري شاعرة وكاتبة نشرت قصائدها وكتاباتها في العديد من الصحف المحلية والخليجية، وضمت المنصوري في كتابها أنواعاً متعددة من الخطاب الأدبي بقلم رشيق وبعبارة شفافة تناولت فيه مختلف جوانب الحياة، معبرة فيه عن مكنونها اتجاه الحياة وما يجري حولها. وتسهم حصة أحمد في هذا الدفق الإبداعي الذي بدت فيه المرأة واضحة التأثير والمساهمة فتصدر “قلوب من ورق” وهو خطاب عقلاني وإنساني تمتزج فيه روح الشعر وعقلانية التحليل وحكائية السرد الجميل وهي تتحاور الواقع الاجتماعي بأسلوب أدبي. وسبق لحصة أحمد أن أصدرت كتابها الأول “الموجة والريح” وهي بكتابها الثاني “قلوب من ورق” تواصل إبداعها الذي يبث شجوناً وحكمة وتأملاً، ومن جهة أخرى نقرأ للكاتبة صالحة عبيد جديدها “شقائق الحلم” بعد أن أصدر كتابها الأول “زهايمر”. في “شقائق الحلم” يمتزج الشعر بالفكرة النثرية والخطاب الحلمي بالخطاب الواقعي والحكائية بالقصة، بروح شفافة ونقرأ من عذوبة قولها: لا أملك أن أبكيك ولا أستطيع أن أنزفك ففي الحالتين تتسرب وفي الحالتين أتلاشى وتتألق حصة أحمد في نسج خيالها ورؤاها حيث ينفطر القلب كلاماً شعرياً رائعاً فتقول: لا أريد وردة بيضاء، ولا تقل شيئاً لا تكتب شيئاً لأنها ستخبرني وبالإضافة إلى “زهايمر” أصدرت صالحة عبيد “قائمة” ومسرحية “وسقط سهواً” ومجموعتها القصصية “ساعي السعادة”. ويكرس الشاعر أحمد عبيد اهتمامه بإصدار أعمال الشباب حيث تمخض ذلك عن إصدارات جديدة منها رواية “جثمان حب” لآمنة أحمد الشحي ورواية “صمت وبرق” لعائشة العبدالله ومجموعة قصصية لمنى خليفة الحمودي بعنوان “حقائب السفر الفارغة” والتي ضمت ثلاث عشرة قصة منها “أضحية العيد” و”اغتيال الياسمين” و”التفاحة المحرمة” و”الحلم” و”أنثى ورقية” و”أهازيج النحيب” وغيرها. ويصدر أحمد محمد عبيد كتاباً جديداً ومهماً وهو “معجم أدباء دولة الإمارات” الذي أهداه إلى روح أحمد راشد ثاني ضم أسماء أدباء وشعراء وقصاصي دولة الإمارات ونتاجاتهم الأدبية وسيرهم الحياتية بشكل مبسط وإشاري، وهذا المعجم المصغر إضافة نوعية جديدة ودليل معرفي يقود إلى معرفة ساحة الثقافة الإماراتية ومضانها وحقولها الأدبية. في الإمارات اشترك العرب بإصدارات أدبية وشعرية ومن هذه الإصدارات ديوان شعر للشاعرة العراقية زينب الربيعي بعنوان “امرأة من رمل ملون”. تضمن الديوان خمساً وثلاثين قصيدة قصيرة ومنها “ورقة من قمر” و”اعرف.. ولكن” و “قميص حريري” و “سنجاب طفولتي” و “تداعيات مبررة” و “بيضة الطير” و “طارق الليل” و “حدث بحجم الصورة”.. وغيرها. احتوى الغلاف على صورة من رسم ابنتها وتضمن كلمات عن الديوان للشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد قال فيها “لو كان كتابك بين يدي لكتبت له أروع مقدمة”، كما قال الشاعر عبدالرازق الربيعي عن الديوان “كلماتها مدفونة بالأسى، مثقلة بأشجان الوطن البعيد، مخضبة بأحزانه”. والشاعرة في ديوانها هذا تحاول أن تتقدم عوالم أنثوية شفافة، لكن أهم ما في الديوان هو قصائدها القصيرة التي تمتلئ بالمفاجأة اللامتوقعة في خواتيمها. كما أصدر الشاعر اللبناني أسعد عفيف ديواناً بعنوان “شحرور في سما علما” ضم قصائده التي ألفها في هذا العام تنوعت بين الموشح والشعر اللبناني الحواري وفي الديوان خطاب اجتماعي ووطني وإنساني خلاق، هذا بالإضافة إلى ما فيه من روح الطبيعة والفكر. في الوقت الذي أصدر الشاعر السوري علي كنعان مجموعته الشعرية الكاملة وهي تجربة طويلة في ميدان القصيدة العربية الحديثة التي أسهم فيها كنعان بإبداع متأصل.