القاهرة (الاتحاد) - قتل شخص في الصدامات التي وقعت أمس أمام مقر كاتدرائية الأقباط الارثوذكس في القاهرة، بعد جنازة غاضبة ردد فيها المشيعون شعارات مناهضة للرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها. وقال نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية أحمد الأنصاري إن “شخصا توفي متأثراً بجروح أصيب بها بعد نقله إلى مستشفى الدمرداش” الذي يقع قبالة مقر الكاتدرائية.
وكانت هيئة الإسعاف المصرية أعلنت إصابة 66 شخصا في الاشتباكات التي شهدها محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة أمس أثناء تشييع جثامين أربعة أقباط لقوا مصرعهم في أحداث مدينة “الخصوص” بالقليوبية أمس الأول.
وشهدت الشوارع المحيطة بالكاتدرائية حالة من الكر والفر بين المئات من الأقباط ومجهولين هاجموا الكاتدرائية بعد تشييع جنازة ضحايا أحداث الخصوص. وأغلقت الكاتدرائية بوابتها الرئيسية بعد أن وصلت الاعتداءات أمام البوابة مباشرة. وتسلق مجهولون أسوار الكاتدرائية من الخارج وتبادلوا الرشق بالحجارة مع متظاهرين أقباط داخل الكاتدرائية. فيما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل متقطع في محاولة منها لتفريق الجانبين.
وعززت قوات الأمن المركزي من وجودها في محيط الكاتدرائية بنشر عربتين مدرعتين أمام البوابة الرئيسية للكاتدرائية، فيما استخدم الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع لإبعاد عدد من الشباب الأقباط الذين يعتلون السور ويرشقون قوات الأمن بالحجارة. وفرض جنود الأمن المركزي طوقا أمنيا حول البوابة الرئيسية للكاتدرائية. فيما تحولت الشوارع المحيطة بالكاتدرائية إلى ساحة لأعمال العنف وأصيب كثيرون بحالات اختناق داخل الكاتدرائية جراء قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الأمن والتي سقط بعضها داخل الساحة الرئيسية.
وتعرض عدد من المشيعين لدى تنظيمهم وقفة احتجاجية أمام الكاتدرائية للرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة، من قبل بعض الأهالي فردوا بالمثل، كما قطع المئات من المشيعين الأقباط حركة المرور بشارع رمسيس. وسمع دوي إطلاق خرطوش وطلقات نارية لم يعرف مصدرها في محيط الكاتدرائية، كما تم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وقال مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية انه أثناء تشييع جنازة ضحايا حادث “الخصوص” بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية أمس قام بعض المشيعين أثناء سير الجنازة بشارع رمسيس بإتلاف عدد من السيارات مما أدى الى حدوث مشاحنات ومشاجرات مع أهالي المنطقة وان قوات الأمن تدخلت للفصل بين الأطراف المتشاجرة.
وكان آلاف الأقباط قد توافدوا على مقر الكاتدرائية بالعباسية أمس لتشييع جثامين الأقباط الاربعة ضحايا حادث الخصوص. وامتلأت القاعة الكبرى في الكاتدرائية وحمل الأقباط الصلبان الخشبية ورددوا صلوات وترانيم كنسية فيما ردد آخرون هتافات تطالب بالقصاص وهتافات بسقوط حكم المرشد، فيما اتشحت النساء بالسواد. وألقت الأجهزة الأمنية بالقليوبية القبض على أربعة متهمين جدد في أحداث الخصوص، كما قامت بتكثيف التواجد الأمني بالمنطقة ونشر عدد من قوات وسيارات الأمن المركزي بمحيط كنيسة ماري جرجس بالمدينة تحسبا لأي حالات طارئة او تجدد الاشتباكات بين المسلمين والأقباط. وأكد مصدر أمني القبض على 4 متهمين جدد في الواقعة حضروا من محافظة أسيوط لمناصرة أقاربهم المسيحيين وبحوزتهم 8 قطع سلاح ناري. كما أكد المصدر أن الحالة الأمنية بمنطقة الخصوص هادئة ومستقرة ولم تحدث أي اشتباكات جديدة.
وأمر اللواء أحمد حلمي مساعد وزير الداخلية لمصلحة الأمن العام بزيادة الحراسات الأمنية بمنطقة الخصوص، خاصة المنطقة المحيطة بكنيسة ماري جرجس تطبيقا لشروط جلسة الصلح العرفية التي شهدتها المنطقة بحضور الدكتور محمود عزب، ممثل شيخ الأزهر، وتفريق المواطنين الموجودين في محيط الكنيسة.
من جانب آخر ، أسفرت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط دار القضاء العالي بقلب القاهرة وفي مدينة المحلة الكبرى والتي اندلعت مساء أمس الأول واستمرت حتى صباح أمس في الذكرى الخامسة لتأسيس حركة 6 أبريل عن إصابة 55 منهم 44 متظاهراً حسبما أعلنت وزارة الصحة و11 من رجال الشرطة حسبما أعلنت وزارة الداخلية. وقال مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية إنه بالنسبة للأحداث التي شهدتها القاهرة والمحلة أمس الأول واستمرت حتى فجر أمس فإن بعض العناصر حاولت اقتحام الأبواب الرئيسية لمبنى دار القضاء العالي بوسط القاهرة، وديوان قسم شرطة ثان شرطة المحلة،
وإلقاء زجاجات المولوتوف والألعاب النارية والشماريخ قبلهما، واستخدام الأسلحة الخرطوش تجاه القوات.
وأوضح المصدر الأمني أن تلك الأحداث أسفرت عن نشوب بعض الحرائق بنوافذ مبنى دار القضاء العالي وإتلاف واجهة قسم شرطة ثان المحلة، قبل أن تقوم القوات بالتعامل معهم وتفريقهم والسيطرة على النيران.
عدد اليوم
