الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جعلوه متوحشاً !

26 أكتوبر 2009 23:47
ربَّما بعد هذه «الشخبوطة»، ستسبغون عليَّ لقب «نصيرة الحمير»! لأني سبق وأن استعرضت لكم، بعضاً من جرائم الإنسان في القرن الحادي والعشرين، في استخدامه الحمار كوسيلة لتنفيذ مآربه اللا إنسانية، واستغلال براءته بشكل سافر، سواءً في عمليات التهريب عبر الطُرق الوعرة، أو عمليات جرائم القتل الجماعي، عن طريق تفخيخ الحمير! أمّا ما استجد من طرق «فنيّة»، في استغلال هذا الحيوان المسالم، الذي لم يعدم الإنسان فيها لا الحيلة، ولا الوسيلة، لقلْب خصائصه الطبيعية، الفطرية الفسيولوجية، والشكلية معاً! وعلى عينك يا تاجر، في تحدٍ غير مسبوق، لم يخلُ من وسائل التحايل، والتمويه المبتكرة، للقفز على الواقع المزري الفلسطيني إجمالاً، أو عند سائر الشعوب المقهورة، المحتلة، كجزء من التعويض السريع، المبرمج، لاستكمال الصورة النموذجية، أو الشبه طبيعية في ذهنية المواطن البسيط، بالقفز على العقبات التي قد تعترض سيرورة حياته اليومية، في مشهد من المشاهد «التراجيدية» الغزاوية العصيبة، لتكون الحالة النموذج الأكثر تكريساً وتعبيراً للمثل المعروف عند العرب الذي يقول: «من قِلتّ الخيل، شدّوا على الكلاب سروجاً». أعزّكم الله! حال الأخوة في غزة، لا يحتاج تفسيراً، الذين تنبهوا مشكورين مؤخراً بعد حصارها الشرس، أنَّ الحمير الوحشية التي كانت تستقطب الزائرين في حديقة الحيوان قد نفقت، كغيرها من الحيوانات التي استسلمت لقدرها، أثناء الحصار، وبعده، ولتعويض النقص، الذي يُعد باهظاً بالنسبة للأخوة المشرفين على الحديقة، أو المسؤولين في السلطة الفلسطينية، ولأنَّ الحاجة هي أُم الاختراع، تمت الاستعانة بحمارين غير وحشيين، وبعد وضع لمسات حلاّق المنطقة الرجالي، الضليع والمتمرس في فن تزيين الرؤوس، وصباغة الشعر، تم تحويل الحمارين البريئين إلى حمارين وحشيين، لسد النقص، والسلام ! ولكن رواد الحديقة الذين بدت على وجوههم نظرات التعجب، والاستغراب من هدوء الحمارين المعدّليَن، فهيئة الحمارين تؤكد وبلا مواربة أنهما حماران وحشيان حقيقيان، أمّا السلوك، فكان هو الأقرب منه لسلوك الحيوان الوديع، المطيع، المستسلم لقدره.. وآآآآه يا أمة «بكت» من «قلة حيلتها» الأممُ! فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©