الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«آبل» على قمة قطاع التكنولوجيا في العالم

«آبل» على قمة قطاع التكنولوجيا في العالم
11 يونيو 2010 21:58
أعلن وول ستريت يوم الأربعاء 26 مايو نهاية عصر وبداية عصر جديد، حين نجحت آبل (التي تصنع كلاً من آي بود وآي فون وآي باد) في تجاوز مايكروسوفت عملاقة البرمجيات لتصبح آبل أكبر شركة تكنولوجيا في العالم من حيث القيمة السوقية. هذا التغير يتوج آبل في أهم منعطف في تاريخ الشركة التي أوشكت على الانهيار من 10 سنوات فقط ويقلد رئيسها التنفيذي ستيفن بي جوبز وساماً مستحقاً. كما أن القيمة المتسارعة الزيادة التي ربطها المستثمرون بشركة آبل تشهد نقلة ثقافية مهمة وهي أن أذواق المستهلكين تغلبت على متطلبات الأعمال وأضحت هي القوة الرئيسية التي تشكل التكنولوجيا. هيمنت مايكروسوفت بما عندها من برامج ويندوز وأوفيس على العلاقة التي تربط بين معظم المستخدمين وأجهزتهم الحاسوبية لما يقرب من 20 عاماً وهو ما انعكس على مكانتها في سوق الأسهم. وتربعت أبل مكانها اللائق في الوقت المناسب. ورغم أنها لا تزال تبيع أجهزة كمبيوتر إلا أن ثلثي ايراداتها يأتي من أجهزة محمولة وبرامج موسيقية. يذكر أن صناعة التكنولوجيا باعت نحو 172 مليون هاتف ذكي العام الماضي مقارنة مع 306 ملايين كمبيوتر شخصي غير أن مبيعات الهواتف الذكية زادت بمعدل أسرع خمس مرات. وتعول مايكروسوفت في المقام الأول على الاحتفاظ بالحالة الراهنة، بينما تعتبر أبل نفسها في معركة مستمرة للارتقاء وابتكار شيء جديد - بحسب بيتر ثيل - المؤسس المشارك لشركة باي بال وأحد المستثمرين الأوائل في فيس بوك. في الأربعاء 26 مايو بلغت قيمة "آبل" في وول ستريت 222.12 مليار دولار ومايكروسوفت 219.18 مليار دولار. ومن الشركات الأميركية لم يسبق "آبل" من حيث القيمة السوقية سوى اكسون موبل التي بلغت 278.64 مليار دولار. وبلغت ايرادات مايكروسوفت 58.4 مليار دولار و"آبل" 42.9 مليار دولار. ولكن في آخر سنة مالية لهما بلغ صافي ايرادات ابل 5.7 مليار دولار ومايكروسوفت 14.6 مليار دولار. يذكر أن لدى مايكروسوفت نقداً واستثمارات قصيرة الأجل يفوق ما لدى "آبل": 39.7 مليار دولار و23.1 مليار دولار على الترتيب الأمر الذي يجعل القيمة التي حددتها السوق لأبل أكثر تميزاً. وقد استهان ستيفن بالمر رئيس تنفيذي مايكرسووفت بالتحول الذي طرأ صباح يوم الاربعاء. وقال لا توجد شركة تكنولوجيا على وجه الأرض أكثر ربحية من ميكروسوفت وذلك في زيارته إلى نيودلهي لترويج خطط ميكرسوفت المتعلقة بالحوسبة السحابية. وأضاف قائلاً إن سوق الأسهم تعتبر أداة تصويت في حدود اليوم الواحد، بينما في الأجل الطويل تعتبر أداة تقييم. ارتفعت أسهم ميكروسوفت الخميس 27 مايو بنسبة 4 في المئة في تداول بعد الظهر ما ساعد على ارتفاع مؤشر ناسداك على خلفية عودة تفاؤل المستثمرين بشراء أجهزة الكمبيوتر الشخصية ومتصفح الشبكة الجديد الذي أطلقته مايكروسوفت. كما زاد سعر تداول أسهم "آبل" بنسبة 2.8 في المئة. إن بلوغ أبل القمة يرسخ سمعة ستيف جوبز رئيس "آبل" الذي سبق له العمل في ظل بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت. ويقول جيم براير المستثمر في بعض أنجح شركات التكنولوجيا: "إن هذا يعد أهم منعطف أشهده في سيليكون فالي". وبينما تحتل أبل قمة مجالها تواجه منافساً جديداً وقوياً في جوجل التي تصارع أبل في مجال الأجهزة المحمولة بنظام تشغيلها أندرويد وفي برامج إعلاناتها المتنقلة. ويبدو أن جوجل البالغة قيمتها السوقية 151.43 مليار دولار ستتغلب على أبل في مجال جديد واعد وهو أجهزة التلفزيون المتصلة بالإنترنت. كما أن جوجل توجه المستهلكين نحو طراز جديد من الحوسبة الذي تتحكم فيه تطبيقات الإنترنت وليس تطبيقات آي فون أو جهاز الكمبيوتر المكتبي وهو ما يسمى بالحوسبة السحابية. ويقول تيم باجارين محلل التكنولوجيا الذي يتابع أبل منذ عام 1981 "إن المعركة تحولت من معركة بين ميكروسوفت وأبل إلى معركة بين أبل وجوجل، صحيح أن لدى أبل مزايا كبرى، ولكن جوجل ستكون منافساً قوياً". وكانت أبل ومايكروسوفت بدأتا ثورة الحوسبة الشخصية في أواخر سبعينيات القرن الماضي، ولكن سرعان ما تفوقت مايكروسوفت على "آبل" وكبرت لتصبح إحدى أكبر الشركات ربحاً في التاريخ. ومنذ أكثر قليلاً من 10 سنوات كان هُناك اعتقاد واسع النطاق بأن "آبل" التي عزلت عام 1985 جوبز في طريقها إلى الزوال. بل إن مايكل اس ديل مؤسس ديل ورئيسها التنفيذي ذهب إلى أبعد من ذلك مقترحاً أنه ينبغي على أبل أن تغلق وتعيد المال لمساهميها (يذكر أن ديل اليوم تساوي عُشر أبل من حيث القيمة السوقية). وفي تلك الآونة تقريباً ذهب مدير تكنولوجيا ميكروسوفت إلى تسمية أبل "الجثة الهامدة". غير أنه بعودة جوبز إلى أبل عام 1996 ومن خلال استثمار ميكروسوفت مبلغ 150 مليون دولار في أبل - بدأت الشركة بخطوات بطيئة نحو التعافي. وبدأت "آبل" فعلياً تولد من جديد حين طرحت مشغل الموسيقي آي بود وبدأ جوبز يكتسب سمعة أن لديه القدرة على توقع ما يريده المستهلكون. وتمكنت "آبل" من تنحية سوني جانباً في سوق المشغلات السمعية وأصبحت تهيمن على نشاط توزيع الموسيقى من خلال مخزن آي تيون على شبكة الإنترنت. ثم تمكنت أبل بعد ذلك من تجاوز نوكيا الاسم الطاغي في عالم الهواتف المحمولة من خلال طرحها آي فون عام 2007 وعاد جوبز ليزلزل الأشياء مجدداً في عامنا هذا مع استحداث آي باد الكمبيوتر اللوحي الذي يعد فئة جديدة من أجهزة الكمبيوتر ويشكل مرة أخرى الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع أجهزتهم. ساعد جوبز على اختراع أفضل كمبيوتر مكتبي وأفضل جهاز موسيقي محمول وأفضل هاتف ذكي واليوم أفضل كمبيوتر لوحي بحسب ستيف بيرلمان صاحب المشروعات الذي سبق له العمل مديراً في كل من "آبل" ومايكروسوفت وهو يتولى حالياً إدارة شركة أون لاين التي تعمل في مجال ألعاب الفيديو على شبكة الإنترنت، وفيما كانت أبل تطور براعتها وابتكاراتها وجدت مايكروسوفت صعوبة في اضافة تطويرات جاذبة على منتجاتها الرئيسية وفي خلق أعمال في مجالات منها منصات الألعاب ومشغلات الموسيقى والهواتف والبحث في شبكة الإنترنت. يذكر أن ميكروسوفت التي تشارك في تشكيل مؤشر داو جونز خسرت نصف قيمتها منذ عام 2000. وقال بالمر إنه رغم أن لمايكروسوفت بعضاً من المنافسين الأقوياء جداً إلاّ أن الشركة ذاتها تعتبر منافساً قوياً جداً غير أن بالمر اعترف على ما يبدو بأن مايكروسوفت يلزمها تطوير ذاتها في بعض المجالات. ولا تزال مايكروسوفت شركة هائلة القوة والربحية. إذ أن برنامجها ويندوز يشغل 90 في المئة من أجهزة الكمبيوتر كما أن أكثر من 500 مليون نسمة يستخدمون برنامجها أوفيس لأداء مهام يومية. وهذان المجالان يشكلان معظم إيرادات مايكروسوفت. غير أن لدى آبل حالياً ميزة كبرى هي قوتها الدافعة. وقال سكوت ماكنيرلي مؤسس ومدير تنفيذي سن ميكروسيستمز إن ستيف استشف مبكراً وقبل مايكروسوفت بفترة أنه لابد من اقتران البرامج بالأجهزة في شيء لا يحتاج مجهوداً من المستخدم، ولذلك نجحت آبل في الانتشار وترسيخ قيمتها السوقية. عن «انترناشيونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©