الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تلمح إلى قبول اتفاق «التخصيب» في الخارج

إيران تلمح إلى قبول اتفاق «التخصيب» في الخارج
27 أكتوبر 2009 00:18
ألمحت إيران أمس إلى أنها قد توافق على مشروع الاتفاق النووي الخاص بتخصيب اليورانيوم لدى طرف ثالث بالخارج، في أول إشارة إيجابية على لسان وزير خارجيتها منوشهر متقي الذي أكد أن بلاده سترد على العرض الذي اقترحه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الأربعاء الماضي ووافقت عليه كل من واشنطن وباريس وموسكو. وفيما يكشف عن الصراع الدائر وراء الكواليس حول صفقة التخصيب بالخارج، نقلت قناة العالم الإيرانية التلفزيونية الناطقة بالعربية عن علاء الدين بوروجردي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان قوله أمس، بأنه يجب على طهران إرسال اليورانيوم منخفض التخصيب على عدد من المراحل للخارج لمزيد من المعالجة، مناقضا موقف رئيس البرلمان علي لاريجاني ومشرعين محافظين الذين اعتبروا مشروع الاتفاق “خدعة” وعديم الجدوى. من جانبهم، أنهى مفتشو الوكالة الذرية أمس معاينة الموقع الإيراني الجديد لتخصيب اليورانيوم القريب من مدينة قم والذي عزز كشف أمره مخاوف المجتمع الدولي من أهداف البرنامج النووي الإيراني فيما أشار النائب بوروجردي نفسه إلى أنهم سيغادرون طهران ليلا بعد أن أدوا عملهم في الموقع. وأعلن متكي أمس، أن بلاده مستعدة لتسليم جزء مما تملكه من يورانيوم ضعيف التخصيب مقابل حصولها على الوقود لمفاعل الأبحاث في طهران، وأنها ستقدم قريبا ردها على اقتراح الوكالة الذرية. وقال “لضمان حصولنا على الوقود نستطيع، كما فعلنا في السابق، شراءه أو تسليم جزء من وقودنا (اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5%) الذي لسنا في حاجة إليه”. وأضاف أن “الاختيار بين هذين الأمرين قيد الدرس حاليا وسنعلن النتيجة في غضون أيام”. وأوضح الوزير الإيراني “هناك خياران مطروحان على المائدة...إما الشراء أو إرسال جزء من وقودنا للخارج لمزيد من المعالجة”. وتنتظر فرنسا والولايات المتحدة وروسيا منذ الجمعة الماضي، رد إيران على اقتراح للوكالة الذرية يهدف إلى تهدئة القلق الدولي حول طبيعة النشاطات النووية الإيرانية. وبحسب دبلوماسيين غربيين فإن مشروع الاتفاق يقضي بان تسلم ايران حتى نهاية العام 2009، 1200 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بأقل من 5% لتخصيبه بنسبة 19,75% في روسيا قبل نقله إلى فرنسا حيث يحول إلى قضبان وقود للمفاعل. وقد وافقت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا على الاقتراح الذي لم تعلن إيران ردها عليه بعد. وفيما توالت التصريحات الإيرانية المناهضة لمشروع الاتفاق منذ السبت الماضي، فإن النائب الإيراني النافذ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان قدم اقتراحا أكثر اعتدالا في صحيفة “خبر”. وكتب بوروجردي أن “النقطة الايجابية تكمن في انهم قبلوا فكرة ان تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم (...) النقطة السلبية أننا نحتاج إلى اليورانيوم المخصب الذي نملكه”. وأضاف “لكن إذا وافقت إيران على مشروع الاتفاق، نستطيع الحصول على الوقود بنسبة 20% لمفاعل طهران ومواصلة أنشطتنا لتخصيب اليورانيوم بنسبة 3,5%”. وتابع بوروجردي “لتفادي أي خداع، يمكننا أن نسلم في شكل تدريجي ما لدينا من يورانيوم ضعيف التخصيب”. ويبدو أن الجدل في الأوساط الإيرانية يتركز حاليا على حجم اليورانيوم الذي ستسلمه إيران للخارج. ويعتقد محسن رضائي أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري “أن الاتفاق النووي لا يطرح مشكلة (مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني) لكن علينا أن نحتفظ في البلاد بـ1100 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 5,3%” من أصل مخزون اجمالي يبلغ 1500 كيلوجرام. وكانت طهران قالت الجمعة الماضي إنها ستعطي ردا “الأسبوع الحالي” على الخطة التي صاغتها الوكالة الذرية لخفض مخزون نووي يخشى الغرب أن يكون بالإمكان استخدامه في تصنيع أسلحة نووية، متجاهلة مهلة انتهت في 23 أكتوبر الحالي ومتحدية أساس الاتفاق. وألمح مشرعون إيرانيون إلى أن طهران تفضل شراء اليورانيوم المخصب من الخارج على أن ترسل اليورانيوم الذي تمتلكه لمعالجته بالخارج. من جهتها، أنهت بعثة الوكالة الذرية عملية معاينة موقع التخصيب الثاني قرب مدينة قم الذي تفقدته أيضا أمس الأول بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الطلابية “ايسنا” عن بوروجردي. وقال “لقد انهوا عملهم وما داموا سيكتفون بتفتيش موقع فوردو (قرب قم) فمن الطبيعي أن يغادروا”. ولاحقا، أكد مصدر في الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية ان مفتشي الوكالة الذرية غادروا إيران مساء أمس. إلى ذلك، حذر متكي من أن إسرائيل “ضعيفة” للغاية ولا تمتلك “الجرأة” لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية, بحسب ما نقلت عنه وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء أمس. وقال متكي “نعتبر أن النظام الصهيوني هو اليوم أضعف من أي وقت مضى ...لا نعتقد أن لديه القدرة على القيام بعمل ضد جيرانه”. كوشنير: علينا التحرك بسرعة للاتفاق لمنع «الضربة» الإسرائيلية لندن (رويترز) - أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن إسرائيل واثقة من أنها "ستتخذ إجراء عمليا" إذا ما أتيح لطهران امتلاك سلاح نووي، ما يفرض على القوى الأجنبية التوصل إلى صفقة مع الجمهورية الإيرانية وبشكل عاجل حول برنامجها النووي. وأبلغ كوشنير "الديلي تلغراف" البريطانية أمس، أنه يفضل في الوقت الراهن دعم فرض المزيد من العقوبات على إيران لصالح التركيز على خيار الحوار في الوقت الحالي. وشدد الوزير الفرنسي بقوله " إنهم (إسرائيل) لن يقبلوا بقنبلة نووية إيرانية..نحن مدركون لهذا.. كلنا يعلم ذلك..وهذا ما يجعل الأمر أكثر خطورة.. ولهذا ينبغي علينا تهدئة هذا التوتر ونصل إلى حل للمشكلة. نأمل أن نكون في الاتجاه الذي يوقف الاندفاع باتجاه المواجهة". وأضاف بقوله "لدينا الوقت الذي تلتزم فيه تل أبيب بضبط النفس قبل إقدامها على اتخاذ إجراء عملي.. لأنها ستتحرك بمجرد تأكدها أن الخطر يقترب". وكانت باريس تتبع نهجا متشددا في التفاوض مع طهران وأشارت أكثر من مرة أنها ستدعم عقوبات إضافية إذا لم يتحقق تقدم ملموس في العملية الدبلوماسية. غير أن كوشنير أبلغ الصحيفة أنه شخصيا يشك في جدوى العقوبات. وقال "العقوبات لا تمس الفئات الحاكمة لكنها ستطال الفئات الأخرى في المجتمع الإيراني" وزاد بقوله "لدينا أناس يحتجون في الشوارع.. نساء وشباب.. هناك معارضة تقود التظاهرات بكل شجاعة.. لماذا نستهدفهم بالعقوبات" خاتما بقوله "نحن في الوقت الراهن لا نسعى لعقوبات إضافية على طهران".
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©