الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس الأميركي المقبل والمعضلة الروسية!

17 أغسطس 2008 02:25
مهما كانت هوية الرئيس الأميركي المقبل، باراك أوباما أم جون ماكين، عليه أن يتوقع منذ الآن مواجهة محتملة مع روسيا في ظل برودة الفتور المتوقع أن يتصاعد في العلاقات بين موسكو وواشنطن بعد حرب جورجيا· في أي حال، لم ينتظر المرشحان انتخابهما ليتخذا موقفا واضحا من المشكلة الروسية، فقد دان المرشح الجمهوري ماكين المؤيد لسياسة متشددة مع موسكو، روسيا منذ دخول قواتها إلى جورجيا، ووضع نفسه في موقع التحالف مع تبليسي· وسلك المرشح الديموقراطي أوباما موقفا ازداد تشددا مع تطور الوضع على الأرض· فقد لمحت مستشارة أوباما لشؤون السياسة الخارجية سوزان رايس إلى ان سناتور ايلينوي قد يعيد النظر في مسألة العلاقات بين موسكو وواشنطن في ضوء النزاع بين روسيا وجورجيا· وتحدثت عن هذا النزاع أمس الأول خلال نقاش في مركز ''نيو أميركا فاونديشن'' قائلة ''يجب أن تكون هناك عواقب'' لما حصل· ويرى الخبير في السياسة الخارجية في معهد ''كاتو'' جاستن لوغان أن مقاربتي المرشحين الرئاسيين مختلفتان، إنما ''يجب عدم إعطاء أهمية بالغة لهذه الاختلافات حول هذا الموضوع''· بالنسبة إلى لوغان، حتى لو أن ماكين عدائي أكثر، فإن ادارة برئاسة أوباما ستكون أيضا في موقع المواجهة مع روسيا· وهذا ما يؤكده مساعد وزير الخارجية السابق شتروب تالبوت (في عهد بيل كلينتون) الذي يقول ''لا اعتقد أن هناك اختلافا كبيرا بين المرشحين· سيشكل ذلك، مهما حصل، تحديا كبيرا بالنسبة إلى الادارة المقبلة''· وهذا المعطى الجديد في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا يهدد بتحول المشكلة الروسية إلى مشكلة مستعصية للرئيس الأميركي المقبل الذي ستكون على جدول أعماله أيضا بعد تسلمه الرئاسة في يناير2009 ، ملفات معقدة مثل العراق وأفغانستان وإيران· ومهما كان اسمه، يفترض بخليفة جورج بوش أن يفكر في واقع غير مريح بالنسبة إلى الولايات المتحدة خلاصته عدم امكان الاستغناء عن روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي والقوة الناشئة، لتحقيق العديد من الأهداف الأميركية في مجال السياسة الخارجية· وأقر كل من ماكين وأوباما، بواقعية، أن موسكو لعبت دورا رئيسيا في بعض الملفات مثل الملف النووي الايراني· ويقول جيمس روبن الناطق السابق باسم وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين اولبرايت في تحليل نشره موقع ''هافنغتون بوست'' الالكتروني، إن ''الحكومة الروسية تسعى بأي ثمن إلى أن ينظر اليها الغرب على أنها قوة كبيرة محترمة''، مضيفا ''يجب أن تبقى هذه الفكرة حاضرة في ذهننا''· وهناك وسائل عديدة للرد على موسكو في متناول المرشحين، والخيار الوحيد المستثنى هو المواجهة العسكرية· وقد يتعهد الرئيس الأميركي المقبل بعرقلة دخول روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، وفي المقابل، يسرع دخول الدول الدائرة سابقا في الفلك السوفييتي مثل جورجيا، إلى حلف شمال الأطلسي· فيما يتحدث البعض عن احتمال مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي في روسيا في 2014 · ويتناقل البعض الآخر فكرة إمكان تنفيذ دعوة المرشح الجمهوري جون ماكين إلى طرد روسيا من مجموعة الثماني، ولو أن الدول الأخرى الأعضاء في المجموعة لا تبدو مستعدة للقبول بهذا الاقتراح· ويجمع خبراء على أن فكرة استخدام السلاح الاقتصادي لمعاقبة روسيا بسبب عملياتها العسكرية في جورجيا تصطدم بضوابط بالنسبة للولايات المتحدة مما يجعل التهديد غير فعال كثيراً· وقال ستيفن سيستانوفيتش الخبير في شؤون روسيا في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن: ''من المستبعد أن تفرض الولايات المتحدة على روسيا العقوبات المعهودة التي تطبق على الدول المارقة''· والتهديد بعدم تمكن موسكو من الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية فقَدَ وقعه بعد الفشل المدوي للمفاوضات الأخيرة حول دورة الدوحة· وقال بلايك مارشال، نائب رئيس شركة ''بي بي ان'' المتخصصة في الخبرات الاستراتيجية حول روسيا ودول الاتحاد السوفييتي سابقاً، إن فكرة فرض عقوبات على روسيا تصطدم بعقبات جدية، وأضاف: ''من الضروري أن تشكل الدول جبهة موحدة لتحقق العقوبات أهدافها فعلا في ظل عولمة الاقتصاد، إنه هدف صعب جداً''· وفي رأيه ''تظهر التجربة أن العقوبات الأحادية الجانب لا تعتبر غير نافعة فحسب، بل إنها تؤدي إلى معاقبة المؤسسات الأميركية''· وقالت نينا هاشيجيان من معهد ''أميريكان بروغرس'' إن ''الاقتصاد الروسي يعتمد أساساً على النفط، وحاولنا في الولايات المتحدة الحد من اعتمادنا على النفط، لكننا لم ننجح في مسعانا، ولن نتمكن من وقف واردات النفط الروسية''· وبشكل عام، كانت روسيا في المرتبة العشرين بين الدول المصدرة إلى الولايات المتحدة، وفي المرتبة الثلاثين بين الدول المستوردة من الولايات المتحدة عام ،2007 وبحسب هاشيجيان فإن ''العقوبات ليست الطريقة المثلى لمعالجة المشكلة، لأنه من الصعب تصور موافقة حلفاء واشنطن الأوروبيين على ذلك، إذ إنهم يعتمدون بشكل أكبر على النفط والغاز الروسيين''·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©