الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الدبابات تطوق بانياس وتفريق تظاهرة في جامعة دمشق

الدبابات تطوق بانياس وتفريق تظاهرة في جامعة دمشق
12 ابريل 2011 00:42
طوقت دبابات الجيش السوري امس مدينة بانياس الساحلية التي شهدت اقفالا تاما للمحال التجارية وتوقفا للعمل في الدوائر الحكومية والمدارس. واكد مصدر مسؤول ارتفاع عدد قتلى الكمين المسلح امس الاول قرب المدينة الى 9 جنود. في وقت تحدث شهود عيان عن تفريق قوات الامن تجمعا طلابيا في جامعة دمشق تضامنا مع قتلى الاحتجاجات الدامية في درعا وبانياس. ونقلت وكالة “فرانس برس” عن ناشطين حقوقيين وشهود عيان ان نحو 30 دبابة للجيش طوقت امس مدينة بانياس (شمال غرب دمشق) حيث ووري الثرى اربعة مدنيين قتلوا الاحد برصاص قوات الامن هم سامر محمود لولو ومحمد طالب الضائع ونزيه حجازي وعماد سليمان. فيما اعلنت الحكومة السورية عن ان الكمين المسلح الذي تعرضت له وحدة من الجيش على طريق عام قرب المدنية اسفر عن مقتل 9 عسكريين بينهم ضابطان واصابة جنود آخرين بجروح. ونسبت الوكالة الى احد قادة حركة الاحتجاج ويدعى انس الشغري “ان شبيحة النظام (البلطجية) يتمركزون في منطقة القوز ويطلقون النار على الاحياء السكنية وايضا على الجيش لجره الى حرب مع الشعب”، مشيرا الى ان بعض عناصر الجيش قتل فيما جرح اخرون. وتابع “ان السلطات اغلقت الطرق المؤدية الى المدينة وقامت باعتقالات، كما قطعت التيار الكهربائي”. وأضاف أن الجيش نشر أفرادا من المشاة في بانياس، كما وضع نقاط تفتيش داخل المدينة وحولها. وقال ناشط حقوقي آخر رفض الكشف عن هويته “ان الجيش يطلق النار بشكل متقطع لاستفزاز الناس وحثهم على الرد، الا ان احدا منهم لم يرد باطلاق النار”، لافتا الى ان نداءات اطلقت من منابر الجوامع تناشد الجيش التوقف عن اطلاق النار”. وكشف ان ثلاثة جنود حاولوا الانضمام الى المحتجين بعد ان رفضوا اطلاق النار، الا ان المسؤولين عنهم اطلقوا النار عليهم مما تسبب باصابتهم”. ووجه امام جامع الرحمن الشيخ انس عيروط نداء استغاثة باسم سكان بانياس طالب فيه بالتدخل السريع لقوات الجيش ليقوموا بايقاف العصابات المتمثلة بأشخاص معروفين يمكن القبض عليهم وتمشيط مناطقهم في القوز وضهر محيرز والقصور”. واضاف ان قوات الجيش دخلت الى المدينة وفجأة بدأ اطلاق نار مكثف”، مؤكدا “ان اهالي المدينة بريئون من اي رصاصة تطلق على الجيش وانهم لا ينتمون الى اي جهة خارجية او اي شخصية معارضة كأمثال عبد الحليم خدام (نائب الرئيس السابق) ورفعت الأسد (عم الرئيس)، انما هم شعب اعزل يطالب بمطالب محقة ويقابل من ابناء العصابات ومن يتبعهم بالرصاص والقناصة المحيطين بالمدينة القديمة”. واعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي انه تم في ساعة مبكرة امس دفن القتلى الاربعة الذين قضوا في احداث الاحد في بانياس. بينما اشار ناشط اخر الى ان المحال التجارية لم تفتح ابوابها كما توقف العمل في الدوائر الحكومية وتعطلت المدارس. واكد ريحاوي توقيف اثنين من ابرز مساعدي خدام هما محمد علاء بياسي واحمد موسى، مرجحا ان يكون التوقيف تم على خلفية اتهامهما بادارة الاحتجاجات في بانياس التي يتحدر منها خدام والذي كان اعلن انشقاقه عن النظام سنة 2005 بعد ان انتقل للعيش في باريس. ودانت عشر منظمات حقوقية سورية امس بشدة احداث العنف الدموية التي وقعت في بانياس، مشددة على ان حماية المواطنين هي من مسؤولية الدولة. وقالت في بيان مشترك “ندين ونستنكر بشدة العنف بصوره وأشكاله كافة وبغض النظر عن مصدره ومبرراته”، وطالبت “بالوقف الفوري لهذا العنف الدامي وبتشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة محايدة وشفافة بمشاركة ممثلين عن منظمات حقوق الانسان من أجل محاسبة المتسببين بالعنف”. من جهة ثانية، فرقت قوات الامن امس عشرات الطلاب الذين تجمعوا امام كلية العلوم في جامعة دمشق للتضامن مع من قضوا في تظاهرات الاحتجاج التي تشهدها سوريا منذ 15 مارس الماضي واعتقلت بعضهم. وقال ريحاوي “ان الطلاب كانوا يهتفون بالروح بالدم نفديك يا شهيد” وانه كان هناك تجمع اخر هتف بالروح بالدم نفديك يا بشار”. وذكر ناشط أنه تلقى رسائل نصية عبر الهاتف المحمول تفيد بأن قوات الأمن قتلت طالبا وطوقت الحرم الجامعي، لكن صفحة تابعة للحكومة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي قالت إن قوات الأمن سيطرت على هذا الانفلات الأمني ونفت سقوط أي قتلى. وبث موقع الفيديو “يوتيوب” شريطا يظهر تجمعا لعشرات الطلاب في ساحة الجامعة امام مبنى كلية العلوم في دمشق وهم يهتفون بشعارات تنادي بالحرية والوحدة الوطنية والفداء للشهيد. واشار صاحب الشريط الى ان الشريط يصور تظاهرة طلاب جامعة دمشق من كل الطوائف كردا وعربا والجميع في كلية العلوم بالبرامكة. كما بدا في الشريط بعض الطلاب الذين كانوا يراقبون المشهد عن بعد دون التدخل او المشاركة. واعلن مصدر حقوقي ان الاجهزة الامنية اعتقلت بعد ظهر امس الكاتب السوري فايز سارة واقتادته الى مكان مجهول دون ان تفصح عن سبب الاعتقال. وقال المحامي خليل معتوق رئيس المركز السوري للدفاع عن حرية الراي “ان عناصر من الاجهزة الامنية اعتقلت الكاتب سارة من منزله في الغزلانية (ريف دمشق) واقتادته الى جهة مجهولة”. وأعلن ريحاوي أن القيادي في حزب الشعب (الشيوعي المحظور) جورج صبرا والقيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي الديموقراطي (محظور) أحمد معتوق اعتقلا أيضاً وطالب بإطلاق سراحهما على الفور وإطلاق سراح فايز سارة ووقف الاعتقالات العشوائية. الى ذلك، دعت الجبهة الوطنية التقدمية التي تضم عدة احزاب على راسها حزب البعث الحاكم الشعب السوري على امتداد ساحة الوطن إلى وعي أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سوريا. واعتبرت في بيان ان سوريا تتعرض في هذه الآونة إلى تحديات خطيرة بفعل مؤامرات وضغوط خارجية وعملية تريد استثمار التحولات الجارية في المنطقة وتوظيفها لصالح المخططات المعادية والنيل من المواقف القومية والمبدئية لسوريا وما تمثله من دعم لقوى الصمود ضد سياسات الهيمنة والسياسات الإسرائيلية ومخططاتها التوسعية”. واتهم البيان أدوات المؤامرة الممولة والمدربة من قبل دوائر بقصد الأضرار بسوريا والإساءة إلى سمعتها بدفع عصابات مخربة وجهت أياديها الأثمة في بعض المناطق السورية لقتل المواطنين تارة ورجال الأمن تارة أخرى بقصد إثارة البلبلة والفوضى وإحداث الفتنة. وقال محام علوي نشط في مجال حقوق الإنسان إن العلويين شأنهم شأن أقليات أخرى يعانون من الأنظمة يخشون المجهول في حالة سقوط النظام، لكنه أضاف أن هذا لا يعني أنهم يؤيدون العنف الذي ينتهجه النظام.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©