مراد المصري (دبي)
حينما ننظر إلى سجل الألقاب والإنجازات التي حققتها الرياضة الإماراتية على مر العقود الماضية، تبرز إلى الواجهة الدراجات المائية التي تعد واحدة من الألعاب التي لا تحظى بالاهتمام الإعلامي، لكنها شقت طريقها بقوة خلال السنوات الماضية وأثبتت قدرتها على استثمار طاقات الشباب نحو الإبداع والمنافسة على كافة المستويات الإقليمية والدولية، حتى باتت تشكل متنفسا للموهوبين الذين مزجوا بين البحر والتقينات الحديثة، وتركوا بصمة أبناء الدولة في المحافل العالمية.
ويبرز على الساحة البطل الإماراتي خليفة بالسلاح، الذي يسير بخطوات ثابتة نحو المنافسة على لقب بطولة العالم للمحترفين «UIM»، ويتصدر ترتيب بطولة العالم لفئة السلالم، حيث يتطلع لمواصلة مشاركاته الشهر المقبل مع إقامة بطولة إيطاليا، حيث جاء حديث بالسلاح مع «الاتحاد» في ختام مشاركته ببطولة دبي للدراجات المائية التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي، وتمكن خلالها من إحراز المركز الثاني في فئتي المحترفين واقف وجالس في نتيجة مميزة في ظل المشاركة الخليجية والدولية بالمنافسات.
وأوضح بالسلاح، أن حصوله على المركز الثاني في فئتي جالس وواقف للمحترفين، يعتبر أفضل حافز له لخوض المحطة المقبلة من بطولة العالم، وقال: «مشاركة هذه النخبة من السائقين من مختلف الدول الخليجية والأوروبيين جعل مستوى المنافسات مرتفع للغاية، جاء اليوم حافلا بالندية على شواطئ جميرا بدبي، لكن الأهم كان اللقاء مع الأشقاء الخليجين والفرصة لتبادل الخبرات معهم ومع المشاركين من أوروبا، الأجواء العامة في هذه السباقات تمنحك الفرصة للاستعداد بشكل جيد قبل المشاركة في البطولات العالمية».
وحول ما يتطلع إليه خلال الفترة المقبلة، قال: «هدفي الموسم الحالي حسم لقب بطولة العالم، الجولة الماضية في قطر عانيت من عطل فني تراجعت على أثره للمركز 25 مطلع السباق، لكن رفضت الاستسلام ونجحت بالعودة وتحقيق المركز الرابع على مستوى المحترفين، كانت نتيجة جيدة للغاية مقارنة بالظروف التي مررت بها التي تعتبر خارجة عن المألوف، لكن سعادتي كانت أكبر حينما حققت المركز الأول في بطولة السلالم التي أتصدر فيها الترتيب العالمي حاليا، وهو ما يجعلني متفائلا بقدرتي على حسم الأمور خلال الجولات الأوروبية المقبلة بداية من محطة إيطاليا التي تقام نهاية شهر مايو المقبل، حيث أسعى من خلالها لتعويض الأمور في فئة المحترفين وتعزيز تصدري للسلالم».
وتابع: «تعتبر هذه الرياضية بوابتي نحو العالمية بكل تأكيد، من خلالها شاركت في محطات وبطولات حول العالم، وتمكنت من تطوير قدراتي والعمل على مقارعة أبطال العالم في هذا النوع من السباقات، الدراجات المائية كانت هواية حتى تحولت بعد ذلك إلى أسلوب حياة بالنسبة لي، جميع الأمور متعلقة بها تجعلني أسعى دائما لتقديم الأفضل، التدريبات والسباق الذي تتحدى خلاله أبطال العالم، كلها عوامل تدفعني نحو المزيد من العمل».
وواصل حديثه: «شاركت في بطولة العالم على مدار السنوات الماضية، وتواجدت بالعديد من المحطات بمختلف الدول، وهذا الأمر منحني المزيد من الثقة والقدرة على تحمل ضغوطات المنافسة على المراكز الأولى، هذا النوع من السباقات يتطلب تركيزا عاليا طوال الوقت، خصوصا أن جميع المشاركين فيه يمتلكون الإمكانيات والقدرات لحصد المراكز الأولى، وهو ما يجعلك مطالبا بالتدريب المستمر وعدم منح المجال للمنافسين خلال السباق الذي تحكمه عوامل مختلفة من سرعة الرياح وارتفاع الموج وغيرها من الأمور التي تتطلب أخذها بالاعتبار لاتخاذ الأسلوب المثالي خلال المنافسات».
وأضاف بالسلاح: «بدأت بممارسة هذه الرياضة قبل 7 سنوات، حينما كنت أبلغ من العمر 14 عاما، ورغم ممارستي لألعاب الفنون القتالية المختلطة والكونغ فو وغيرها، إلا أنني اخترت بنهاية المطاف ممارسة هذه الرياضة التي وجدت فيها فرصة حقيقية للتفوق على كافة الأصعدة، إلى جانب الإلهام الذي حصلت عليه من عائلتي المتفوقة في سباقات الزوارق السريعة العالمية، وقال: «الفضل الأول لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، صاحب الدعم اللامحدود والسخي لنا، كما نحظى برعاية من مؤسسة سكاي دايف دبي، التي نخوض المنافسات تحت مظلتها، وبشكل عام الأمور جيدة للغاية، لكن نتمنى المزيد من الدعم والالتفات من المجتمع، نحقق نتائج جيدة وننافس على المستويات العالمية والإعلام يحاول تقديم أفضل ما لديه لإبراز هذه الجهود، لكن نتمنى المزيد من التفاعل من المجتمع، خصوصا أن هذه الرياضة تمارس على نطاق واسع هنا مع وجود البحر الذي ارتبط بدولتنا منذ القدم».
وحول الدور الذي قامت به العائلة التي كانت وراء تغير وجهته الرياضية من الألعاب القتالية، نحو سباقات الدراجات المائية، وتحديدا خاله راشد المري بطل العالم بالزوارق السريعة «أكس كات»، وقال: «إنه قدوتي بالتأكيد، وأتمنى أن أسير على خطاه وأحصد الألقاب العالمية، لقد جعلني أتعلق برياضات المحركات المائية، وأمارسها على مدار السنوات الماضية، كنت قريبا للغاية من خالي وتابعته خلال السباقات التي يخوضها».
وتابع: «بالنسبة لي، لن أخوض سباقات الزوارق السريعة وسأكتفي بالمشاركة والتركيز على الدراجات المائية التي تعتبر التخصص الأصلي، والتي أسعى من خلالها لمواصلة مسيرتي على الصعيد الدولي».
ترويسة 7
تقام محطات بطولة العالم للقوارب المائية في العديد من الدول حول العالم، حيث تستضيف الدولة منافسات نهاية العام، فيما تقام بطولات أخرى بقطر وإيطاليا والصين وإسبانيا والبرتغال وفرنسا.
مساندة بن حريز
دبي (الاتحاد)
يحظى خليفة بالسلاح بدعم ومساندة متواصلة من حريز المر بن حريز مدير فريق دبي للدراجات المائية، الذي يضم أيضا المر بن حريز فئة واقف محترفين، وسيف عمر بن حريز واقف ناشئين، حيث يحرص دائما على متابعة التدريبات، وتوفير أفضل المعسكرات التدريبية إلى جانب التواجد معهما بالأحداث الكبرى، وقد أشاد ابن حريز بالمستويات التي ظهر عليها بالسلاح خلال الفترة الماضية، والتي عكست رغبته بمواصلة التفوق والمنافسة على الألقاب العالمية.
وأوضح ابن حريز، أن بالسلاح يعتبر من الرياضيين الملتزمين داخل إطار المنافسة وخارجها، ولديه من القدرات التي تؤهله لمزيد من التطور ومقارعة نجوم العالم لسنوات طويلة للغاية، معبرا عن فخره بالإنجازات التي حققها خلال السنوات الماضية.
التفوق العلمي
دبي (الاتحاد)
يعتبر بالسلاح من الرياضيين الذين تفوقوا على الصعيد العلمي، حيث أنهى الثانوية بالمرتبة الأولى بمدرسته محققا علامة 98?، وعن هذا يقول: «إن التوازن بين الدراسة وممارسة الرياضة مهم للغاية، حاليا أواصل دراستي الجامعية، ووضعت هدفا منذ سنوات طويلة ألا أدع الرياضة تؤثر على تحصيلي العلمي، وبصراحة بالإمكان تحقيق ذلك في حال توفرت رغبة حقيقية للمساواة بين الأمرين، لا يمكن إلقاء اللوم على الرياضة بوصفها تشتت الانتباه، على العكس إنها تمنحك الفرصة لتعزيز قدراتك المهنية، وبناء جسدك بطريقة صحيحة، وهو الأمر الذي يمكن أن يجني الناشئون ثماره في ختام المراحل الدراسية».
عدد اليوم
