الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل ينقل ميسي ورونالدو تألقهما الأوروبي إلى المسرح العالمي؟

هل ينقل ميسي ورونالدو تألقهما الأوروبي إلى المسرح العالمي؟
11 يونيو 2010 23:05
تتوجه الأنظار في نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 إلى نجمي المنتخبين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو اللذين يعتبران دون أدنى شك أفضل اللاعبين في العرس الكروي العالمي الأول في القارة الأفريقية، لكن هناك سؤالا يطرح نفسه بقوة: هل سينجح الاثنان في نقل تألقهما من المسرح المحلي- الأوروبي إلى العالمي؟. ستنتقل “المقارعة الإسبانية” بين أفضل لاعبي في العالم لعامي 2008 و2009 إلى الملاعب العالمية لمدة ثلاثين يوماً في حال قدر لمنتخبهما الوصول حتى النهاية، وذلك بعد أن خطفا الأضواء الموسم الماضي في “لا ليجا” وكانت الغلبة لميسي الذي قاد برشلونة للفوز بلقب الدوري المحلي، فيما خرج رونالدو خالي الوفاض مع نادي العاصمة ريال مدريد الذي دفع مبلغا قياسياً قدره 94 مليون دولار للحصول على خدماته من مانشستر يونايتد الإنجليزي. من المؤكد أن النجم الأرجنتيني تفوق في كل شيء على نظيره البرتغالي، أولاً بقيادة فريقه للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2009 على حساب رونالدو وفريقه السابق مانشستر، ثم انتزع جائزة أفضل لاعب في العالم من البرتغالي التي توج بها عام 2008 قبل أن يقود النادي الكاتالوني للاحتفاظ بلقب الدوري المحلي ونيل جائزة الهداف برصيد 34 هدفاً، فيما اكتفى نظيره بمركز الوصيف مع النادي الملكي وبالمركز الثالث على لائحة الهدافين. كما خرج ميسي فائزاً من مواجهتي “الكلاسيكو” التي جمعت برشلونة وريال مدريد خلال الموسم المنصرم وعلى اللاعبين أن ينتظرا حتى موسم 2010-2011 ليتواجها مجدداً وجهاً لوجه إلا في حال وصول الأرجنتين والبرتغال إلى المباراة النهائية. والمفارقة أن اللاعبين تشاركا بقاسم مشترك وحيد وهو أن منتخبي بلديهما كانا مهددين بشكل فعلي بالغياب عن النهائيات، حيث احتاجت الأرجنتين إلى حسم مباراتها الأخيرة مع أوروجواي لكي تضمن بطاقتها، فيما مرت البرتغال عبر الملحق الفاصل، حيث تواجهت مع البوسنة وفازت عليها ذهاباً وإياباً خلال التصفيات الأوروبية التي فشل فيها رونالدو بإيجاد طريقه إلى الشباك حتى في مناسبة واحدة. ويسعى ميسي إلى الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التي وضعها على عاتقه مدربه في المنتخب دييجو مارادونا الذي قال علناً إن “ليو” هو خليفته، إلا أن النجم الملقب بـ”البعوضة” لم ينجح في نقل التألق الملفت الذي قدمه مع فريقه الكاتالوني إلى المنتخب الوطني وبقيت عروضه “خجولة” حتى الآن. من المؤكد أن ميسي هو الوريث الحقيقي لمارادونا، لا بل يعتقد البعض أن جوهرة نادي برشلونة ينقصه التتويج بلقب كأس العالم كي يتجاوز مارادونا ويصبح اللاعب الأهم في تاريخ الأرجنتين وربما في تاريخ اللعبة. وتطرق ميسي إلى هذه المسألة قائلاً “لا يمكنني أن احقق أفضل من العام الذي اختبرته (عام 2009) سوى من خلال الفوز بكأس العالم، وأمل أن ارفع اسمي عالياً في المنتخب الوطني، أمل أن أقدم الأداء الذي قدمته مع برشلونة”، معترفاً بأنه لم يجد الأسباب التي تقف خلف الفارق في أدائه مع فريقه والمنتخب الوطني، لكنه وعد بأنه سيعطي الجميع جواباً حول هذه المسألة على أرضية الملعب. وكما حال ميسي، يسعى رونالدو أيضاً إلى فرض سطوته على المسرح العالمي وخطف الأضواء في جنوب أفريقيا بعد أن نجح في تحقيق هذا الأمر في الملاعب الإنجليزية والإسبانية وعلى المسرح الأوروبي. من المؤكد أن رونالدو يعشق أن يكون في الأضواء لدرجة الغرور والتعجرف، لكن هاتين الصفتين لا مكان لهما في العرس الكروي العالمي لأن المنافسة نارية ولا مكان للفرد إلا اذا كان يعمل لمصلحة الجماعة، والدفاع عن ألوان المنتخب الوطني يختلف تماماً عن ارتداء قميص أي فريق كان. يدرك رونالدو حجم المسؤولية الملقاة عليه والصعوبة التي تنتظره وهو تذوق مع منتخب بلاده شدة المنافسة اعتباراً من التصفيات عندما اضطر البرتغاليون خوض الملحق الأوروبي من أجل التأهل إلى النهائيات. لم ينقل رونالدو تألقه على ساحة الأندية إلى المسرح الدولي ومنتخب بلاده بشكل كامل ولم يرتق حتى الآن إلى المستوى المنتظر منه وهو سيكون بالتالي أمام فرصة اسكات منتقديه عندما يخوض غمار النهائيات في مجموعة تؤمن له فرصة أن يكون في الأضواء بأفضل طريقة ممكنة لأن منتخب بلاده سيواجه البرازيل وكوت ديفوار، إضافة إلى كوريا الجنوبية. ارتقى رونالدو, واسمه الكامل كريستيانو رونالدو دوس سانتوس افيرو، إلى مستوى التحدي الذي انتظره الموسم الماضي في ريال مدريد وظهر بمستوى مميز في موسمه الأول مع النادي الملكي بتسجيله 26 هدفاً في الدوري المحلي، لكن فريقه خرج خالي الوفاض إن كان محلياً أو أوروبياً بعد أن خسر الدوري المحلي لمصلحة غريمه التقليدي برشلونة، وودع مسابقة الكأس المحلية بطريقة مذلة على يد هواة الكوركون، ودوري أبطال أوروبا من الدور الثاني على يد ليون الفرنسي. من المؤكد أن رونالدو اليوم يختلف تماماً عن رونالدو اليافع الذي وصل إلى مانشستر عام 2003 قادماً من سبورتينج لشبونة، إذ حقق النضوج المطلوب خلال مشواره مع “الشياطين الحمر” وكانت أبرز لحظات مسيرته حين توج مع الفريق الانجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2008 ومعه الدوري المحلي وجائزة أفضل لاعب في العالم وهداف الدوري الممتاز أيضاً، مسجلاً ما مجموعه 42 هدفاً في جميع المسابقات. على الصعيد الدولي كان لمشوار رونالدو مع مانشستر تأثير على موقعه في المنتخب، إذ نضج كثيراً أثناء عامه الأول مع “الشياطين الحمر” ولعب دوراً رئيسياً في وصول منتخب بلاده إلى نهائي كأس أوروبا عام 2004 في البرتغال قبل أن يخسر امام اليونان، كما وصل مع المنتخب الأولمبي إلى نهائيات مسابقة كرة القدم في أولمبياد أثينا 2004 حيث خرج منتخب بلاده من الدور الأول، والى نصف نهائي مونديال ألمانيا 2006 قبل أن تخسر أمام فرنسا، “عندما اعتزل اللعب أريد أن يتذكرني الجميع باني كنت لاعبا رائعا يحتذى به”، هذا ما قاله رونالدو، مضيفا “أريد أن ادخل التاريخ”، ولكي يتمكن البرتغالي من تحقيق الأمر عليه أن يقود “برازيليي أوروبا” إلى اللقب العالمي للمرة الأولى لكن الأمر لن يكون سهلا على الإطلاق بوجود منتخبات عريقة مثل البرازيل وإيطاليا وألمانيا وهولندا وفرنسا التي تملك في صفوفها لاعبين متميزين، قد لا يكونوا بحجم ميسي أو رونالدو لكن قادرين على حمل بلادهم إلى العرش العالمي كما فعل في 2006 المدافع فابيو كانافارو!.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©