الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحقق الحلم وكذب المشككون وانطلق «المونديال الأسمر»

تحقق الحلم وكذب المشككون وانطلق «المونديال الأسمر»
11 يونيو 2010 23:06
لا حديث هذه الأيام في جوهانسبرج سوى عن المعجزة التي حدثت والحلم الذي تحقق بعد طول انتظار، ففي السابق عندما كان يطرح أي شخص مسألة أن تقام كأس العالم في جنوب أفريقيا كان هذا الحديث يعتبر ضرباً من الجنون، ولكن الآن تغيرت الأمور وأصبح في وسع الأفارقة أن يشعروا بالفخر فها هي كأس العالم في حوزتهم وها هي البطولة التي انطلقت بالأمس تقام على التراب الأفريقي .. هذا التراب الذي لطالما ارتوى بالدماء من جراء الحروب وعانى من الخطوات المثقلة بالجوع والأمراض، وها هي الملاعب الرائعة تستقبل زوارها الذين جاءوا من كل مكان في العالم ليكتشفوا مجاهل القارة ويتجولوا بين أدغالها وليكتشفوا الحقيقة.. فهنا ناس يعشقون كرة القدم وها هو ملعب مدينة كرة القدم أو “سوكر سيتي” الذي يتسع لـ94500 عاشق للعبة قد ارتدى حلته القشيبة ويحتضن المباراة الافتتاحية لكأس العالم 2010. ها هي جنوب أفريقيا والقارة السمراء وعالم كرة القدم بأسره شهدوا بأم أعينهم لحظة تاريخية تضاف إلى دفتر ذكرياتهم الشخصية وقصصهم اليومية، ها هي كأس العالم تحط الرحال في جنوب أفريقيا بعد 16 عاماً من نهاية العصر العنصري عندما تحولت البلد إلى جمهورية ديموقراطية وكان الدور الأكبر للسويسري جوزيف بلاتر رئيس جمهورية كرة القدم في العالم الذي آمن بحلم الدولة الجديدة وتبنى مشروعها الكبير، فكذب كل أقاويل الأولين الذين لم يعتقدوا في يوم من الأيام أن أفريقيا لديها دولة قادرة على استضافة كأس العالم. تطور عصرية وبعد أن قضيت أربعة أيام في هذه البلد وحسب رؤيتي الخاصة لا تقل جنوب أفريقيا عن أي بلد أوروبي تطوراً وعصرية، فالبنية التحتية على أعلى مستوى وتضاهي أكثر دول العالم تقدماً، ولكن تتفوق جنوب أفريقيا والقارة الأفريقية بشكل عام على الدول الأوربية بالشغف الكبير بكرة القدم وهو ما يعبرون عنه ولا يتحرجون من إظهاره أمام الجميع وتخرج تعابيرهم على طريقة الغـناء والـرقص والاحتفال وهو يصل إلى درجة تفوق التصور. وهذا ما نقله لي نيل جوناس الصحفي الذي يعمل في إحدى الصحف اليومية والذي عبر عن سعادته المفرطة بمجيء البطولة إلى بلاده فقد كان حلم حياته أن يحضر في يوم ما كأس العالم ويعيش الحدث الذي كان يتابعه على شاشات التلفزيون ولكن التكلفة العالية المطلوبة ومقدرته المالية المحدودة وقفا عائقاً أمام هذا الحلم، ولم يعتقد ايفانز أن كأس العالم هي التي ستأتيه في عقر داره وتجنبه مشقة وتكاليف الذهاب إليها. يقول جوناس إن الفضل الأكبر في استضافة جنوب أفريقيا لكأس العالم يعود إلى داني جوردان وهو مهندس المشروع الذي فشل في المرة الأولى وظل يحاول مجدداً حتى تحقق النجاح، ويتقلد جوردان منصب رئيس اللجنة المنظمة المحلية وهو الذي قضى السنوات الـ16 الماضية يجري وراء الحلم وقدم عملاً رائعاً ومتكاملاً حتى أمسك به وحانت هذه اللحظة. ويرى جوناس أن هذه البطولة قد تشكل بداية جديدة لهذه الجمهورية التي تتمتع بطبيعة خلابة وثروات هائلة ولكن يبقى ماضيها وحاضرها يحمل صفحات سوداء داكنة من التفرقة العنصرية والجريمة والفقر الشديد وغياب العدالة. وكـان جـوردان قـد أجـرى مقابلـة تلفزيونيـة مع إحدى المحطات المحلية خلال الأسبوع الماضي قال فيها إن الحلم قد تحقق وأنها لحظة رائعة في تاريخ كأس العالم الممتد إلى 80 عاماً. وأضـاف جـوردان أن الناس ظنوا في البداية أنه لا توجد دولة أفريقيـة قادرة على استضافة هذا الحدث واليوم تثبت جنوب أفريقيا أن القارة السمراء لا تستضيف كمن سبقها فقط بل هي قادرة على التفوق عليهم أيضاً. واليوم هذه هي الحقيقة فجنوب أفريقيا تستضيف كأس العالم ولم يعد الأمر يندرج في خانة الأحلام، بعد أن أصبح المشككون هم أنفسهم من يسلمون بهذه الحقيقة ويرونها رأي العين. لا تصدق كل ما يقال قبل أن أصل إلى جوهانسبرج كنت أتابع أحد البرامج الرياضية التي تناقش كأس العالم وتنظيمها للمرة الأولى في القارة الأفريقية، وتحدث أحد الضيوف عن الخطأ الفادح الذي قام به الاتحاد الدولي لكرة القدم بإسناد الاستضافة إلى جنوب أفريقيا التي تعاني من غياب الأمن وارتفاع معدلات الجريمة وكثرة اللصوص والمجرمين، كما تحدث عن ضعف توزيع التذاكر على حد قوله. واليوم وأنا هنا من قلب الحدث وبعد المشاهدة على أرض الواقع أقول إن كل ما قاله الضيف لا يمت إلى الصحة بصلة، نعم هناك مجرمون ولصوص ولكن هؤلاء يوجدون في كل دول العالم وما يقوم به رجال الأمن والشرطة من جهود جبارة من أجل توفير الحماية لضيوف البلاد يستحق الثناء فهم ينتشرون في كل مكان ويشعرونك بالأمان. ويكفي أن نعلم أنه قبل يوم من انطلاق الحفل الموسيقي الذي أقيم في ملعب أورلاندو قبل انطلاق البطولة بيوم وشاركت فيه المطربة الكولومبية شاكيرا قامت الشرطة بمداهمات في المنطقة التي أقيم فيها الحفل وألقت القبض على مجموعة من «المسجلين خطر» حتى توجه رسالة صريحة وواضحة لمن يحاول العبث بالأمن أثناء البطولة. وبالنسبة لحوادث السرقة التي تعرض لها بعض الإعلاميين من مبالغ مالية وأجهزة الكترونية وكاميرات فهذا لا يعني انعدام الأمن ولكنها حوادث فردية قد تحدث في أي مكان. وتبقى مسألة التذاكر التي قال صاحبنا إنها لم تشهد إقبالاً وأقول له إن الطوابير على شبابيك التذاكر لم تنقطع منذ أربعة أيام ومنذ وصلت إلى المدينة وأنا أسأل نفسي متى يختفي هذا الطابور، فهناك إقبال كبير على التذاكر خصوصاً أن المشجعين من مختلف الدول لا زالوا يتوافـدون بشـكل كبير، وبعد ما شاهدت رداً على ما سمعت آمنت بمقولة: «لا تصدق كل ما يقال»، فقد اكتشفت أن الكائن على أرض الواقع عكس كل ما قيل من قبل. سوق رائجة للباحثين عن الثروة راهن على جنوب أفريقيا لتربح المليون جوهانسبرج (الاتحاد) - هل تريد أن تراهن على الفريق الذي سيفوز باللقب ولربما أصاب معك التخمين وتكسب مقابله آلاف من الراندات، هكذا قال لي أحدهم وهو من المتاجرين بلعبة المراهنات ومع وصول كأس العالم إلى جوهانسبرج راجت المراهنات بشكل كبير، وعندما سألته عن اسمه قال لي هذا ليس مهماً وقال لي أنت لا تعلم أن هذه المراهنات تجتذب العديد من الناس خصوصاً الأفارقة القادمين من غانا ونيجيريا لأنها قد تفتح أمامهم أبواب الثروة. وأضاف أن المراهنات انتشرت في كل أنحاء جنوب أفريقيا مع بداية كأس العالم وكأنها حمى كرة القدم التي تسري في عروق البلد هذه الأيام، وعندما سألته عن أي المنتخبات الأكثر ترشيحا في المراهنات قال إن معظمها تصب في مصلحة إسبانيا والبرازيل في المقام الأول ومن ثم تأتي الأرجنتين وانجلترا وهولندا. وقال: هناك أناس لم يسبق لهم أن راهنوا في حياتهم وها هم يتسابقون على الدخول في اللعبة فقد يراهن الشخص بعشرة راندات ويربح مقابلها 20 ألفا، وأكد أن هناك الكثير من الناس الذين سيأتون لمتابعة البطولة وتستهويهم لعبة المراهنات وهو ما يفتح أمامنا عالماً جديداً من الفرص، ولا تقف المراهنات على الفريق الذي سيتوج بطلاً لكأس العالم بل تتعداها لتشمل هداف البطولة وأفضل لاعب وأفضل حارس وطرفي المباراة النهائية. وعندما سألته كم سوف أكسب لو رشحت جنوب أفريقيا للقب وحدث هذا؟، فقال لي على الفور: قد تربح المليون وعلى الفور تركني عندما اكتشف أن ضالته ليست عندي. مكارثي يشرب من كأس «الابتعاد» جوهانسبرج (الاتحاد) - أثار استبعاد النجم بيني مكارثي من صفوف منتخب جنوب أفريقيا “بافانا بافانا” ردود فعل متباينة بين الجماهير ووسائل الإعلام في جنوب أفريقيا وكنت في جلسة جمعتني مع مجموعة من الصحفيين المحليين وكان النقاش محتدماً حول هذا الأمر، حيث قال أحدهم وهو معارض لاستبعاد مكارثي إن غيابه سيكون خسارة كبيرة لمنتخب الأولاد الذي يحتاج إلى لاعب في خبرة مكارثي، أما الثاني وهو مؤيد لاستبعاده فيقول إن الذاكرة يجب أن تعود إلى الخلف عندما رفض مكارثي الانضمام إلى المنتخب في إحدى المناسبات ويرى هذا المؤيد أن التاريخ يعيد نفسه وأن مكارثي يتجرع من الكأس الذي سبق وسقاه للمنتخب، عندما رفض تمثيله فكان أن تم استبعاده من البطولة التي رغب بالمشاركة فيها، أما الرأي الأكثر اعتدالا فكان من ثالثهم الذي قال إنه يحترم الطريقة التي تقبل بها مكارثي القرار وأنه يجزم أن مكارثي سيعود يوماً ما إلى صفوف الفريق. استبعد الأرجنتين من المنافسة كاريمبو: على فرنسا أن تبحث عن زيدان جديد جوهانسبرج (الاتحاد) - في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»، قال النجم الفرنسي السابق كاريمبو إن فرنسا خسرت كثيراً باعتزال النجم زين الدين زيدان ولكي تستعيد مكانتها على الصعيد الدولي، عليها أن تبحث عن زيدان جديد. وأضاف أن المنتخب الفرنسي قد لا يبدو للمراقبين صاحب حظوظ كبيرة في المنافسة على اللقب ولكنه قد يصنع المفاجأة كما فعل في البطولة الماضية عندما شق طريقه إلى المباراة النهائية وخسرها بركلات الترجيح أمام إيطاليا ولكنه عاد ليقول: ولكن المشكلة هذه المرة أن زيدان ليس موجودا مع الفريق. وقال النجم المتوج مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم 1998 إن فرنسا تمتلك الفريق ولكنها تفتقد إلى اللعبة والطريقة التي تقودها إلى الانتصارات، ويرى كاريمبو منتخب إسبانيا كمرشح أول للمنافسة على اللقب ولكنه استدرك قائلاً إن البرازيل كذلك دائما ما تدخل المسابقة كأحد المرشحين وأضاف إليهما منتخبي انجلترا وألمانيا وقد يلعبان دوراً كبيراً في السباق على اللقب. واستبعد كاريمبو الأرجنتين من المنافسة على الرغم من وفرة النجوم في الفريق ولكنه يعتقد أن الفريق لا يؤدي كمجموعة متناغمة ومتناسقة والدليل أنه تأهل إلى المونديال بصعوبة بالغة، كما قال إن النجم ليونيل ميسي مع المنتخب يختلف عن ذلك اللاعب المبدع في صفوف برشلونة ولكنه أضاف قائلاً: هذه كأس العالم ومن يدري كيف ستجري الأمور خلال البطولة. خيال أم جنون بعد أن تحقق الحلم.. الآن يفكرون في اللقب جوهانسبرج (الاتحاد) - يرتفع سقف الأحلام عند البعض ليلامس حد الخيال .. هذا هو حال بعض عشاق منتخب الدولة المستضيفة أو “البافانا بافانا”، وهم لا يمانعون ذلك طالما أن مسألة استضافة كأس العالم بالنسبة إليهم والتي كانت ضرباً من الخيال في يوم من الأيام قد تحولت إلى حقيقة على أرض الواقع. والآن يشطح البعض بخياله إلى عوالم أخرى حيث يردد البعض حلم أن يأتي يوم الحادي عشر من شهر يوليو القادم ليحمل الأنباء السارة لعشاق منتخب الأولاد ويرون لاعبيهم يرفعون كأس العالم. ويكفي أن تعلم أن البعض رفع لافتة كتب عليها “دعوها لا تغادر أرض الوطن”، ورفع البعض لافتة مرسوم عليها الكأس ومكتوب بأسفلها أهدوها لمانديلا .
المصدر: راشد الزعابي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©