السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مئوية الشيخ زايد باني الإنسان وراعي النهضة والتنمية

مئوية الشيخ زايد باني الإنسان وراعي النهضة والتنمية
6 مايو 2018 00:53
عمر الأحمد (أبوظبي) بنى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دولة الإمارات على أسس متينة قائمة على التطور المستمر والتسامح والسلام، ما جعلها في غضون سنوات قليلة، بمقدمة دول العالم ضمن المؤشرات التنافسية، مع توفير كل أسباب السعادة للشعب الإماراتي، الذي يخطط اليوم لغزو المريخ، فضلاً عن ذلك، فقد سعى، طيب الله ثراه، لتوفير أرقى الخدمات العلمية والصحية والاجتماعية لشعبه، كما سن القوانين والتشريعات التي تحمي البيئة وتحافظ عليها وأمر بإنشاء المحميات الطبيعية، فكانت خير مأوى لحماية الكثير من الحيوانات المهددة بالانقراض، وأسس نظاماً إسكانياً لتهيئة العيش السعيد والاستقرار للأسرة الإماراتية، التي يقع على عاتقها المهمة الكبيرة في تنشئة أجيال ستحمل راية التنمية والتطور لتصل بالدولة إلى أعلى المراتب العالمية، إذ تصدح حناجر (عيال زايد) اليوم وتتغنى بمنجزات القائد المؤسس، «زايد» باني الإنسان وراعي التنمية والنهضة. زايد.. المعلم وحظي التعليم بمكانة كبيرة في فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث وفر له كل السبل، لدعمه وتطويره سواء في المؤسسات التعليمية داخل الدولة أو من خلال ابتعاث الطلبة إلى خارج الدولة ليتلقوا تعليهم في أرقى وأفضل جامعات العالم، وسخر كل الإمكانات لدعم هذا الهدف، وشجع الأجيال على الدراسة والتحصيل العلمي. وبعد قيام الدولة عام 1971، عمل «زايد» على المشروعات التي تنشئ أجيالًا على العلم والمعرفة، فأمر ببناء المدارس في كل بقاع الدولة وحث الأهالي والأسر على إرسال أبنائهم إليها، من خلال إعطاء رواتب للأسر التي ترسل أبناءهم، كما أسس جامعة الإمارات العربية المتحدة عام 1976، التي شهدت في عام 1981، تخريج أول دفعة من خريجي الجامعة بمجموع 472 طالباً وطالبة ليتخطى حالياً عدد خريجي الجامعة 63 ألف طالب وطالبة، يشغل عدد كبير منهم مناصب مهمة في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة في جميع أنحاء البلاد وخارجها. كما تم إنشاء كليات التقنية العليا عام 1988، التي وصل عدد فروعها في الدولة إلى 17 فرعاً، ليصل مجموع خريجيها منذ الإنشاء أكثر من 72 ألف خريج وخريجة، وجامعة زايد عام 1998 والتي تخصصت لمدة 10 سنوات في تخريج العنصر النسائي الداعم لمسيرة التنمية، ثم تحولت إلى قبول الطلاب والطالبات، بالإضافة إلى العديد من الجامعات الخاصة، لتصبح الإمارات مثالاً حياً يحتذى به في مجال دعم مسيرة العلم والمعرفة. زايد.. التأمين الصحي وفي مجال الرعاية الصحية، فقد أولى الوالد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، اهتماماً بالغا بصحة الإنسان، حيث قال: «لا شك أن النجاح في تأمين المناخ الصحي للمجتمع وحمايته من الأمراض، هو ترجمة أمينة وواقعية للسياسة البناءة، والتخطيط السليم، واليقظة الدائمة حتى يعيش أبناء وطننا أصحاء بدنياً ونفسياً واجتماعياً، ويتسنى لكل فرد الوصول إلى أفضل طاقاته الذاتية، والمشاركة الفعالة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، واليوم تعد الخدمات الصحية في طليعة العمل الوطني الشامل الذي تنهض به الدولة، لما لهذه الخدمات من تأثير إيجابي ملموس في مسيرة التنمية والبناء والاستقرار الاجتماعي. وقبل قيام الاتحاد عام 1971، كانت الخدمات الصحية المتاحة للناس محدودة كغيرها من سائر الخدمات، ولا تلبي احتياجاتهم، حيث كان الهاجس الأول الذي شغل القيادة والحكومة، كيف يمكن تأمين المناخ الصحي للمجتمع وحمايته ووقايته من الأمراض، وبما ينسجم ورؤية التنمية الشاملة التي ترتكن إلى الإنسان كهدف ووسيلة لهذه التنمية. وكانت الخدمات الصحية في الدولة في مطلع سبعينات القرن الماضي، تقتصر على 7 مستشفيات و12 مركزاً صحياً، حيث كان يوجد نحو 700 سرير فقط في المستشفيات الموجودة في الدولة من شرقها لغربها، لذا كانت خطط وزارة الصحة الاستراتيجية ترتكز على الاستمرار في تطوير نوعية وكمية خدمات الرعاية الصحية الأولية، لذا تمت زيادة العيادات المخصصة لرعاية مرضى السكر وخصصت عيادة لكبار السن، كما تمت توسعة خدمات طب الأسنان، وتم تأسيس وحدة طب الأسنان، وذلك لتقديم رعاية خاصة لهذه الفئة، وبالتحديد في مجال الرعاية الوقائية. وتم تزويدهما بخدمات المختبر والأشعة، بغرض تمديد الوقت المتاح للمواطنين والمقيمين للاستفادة من الخدمات المقدمة. وما كان لهذه الإنجازات أن ترى النور دون التنسيق والتعاون مع القطاع العام والجهات الأخرى في وزارة الصحة، كمشروع مكافحة السكري بالتنسيق بين وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، فمع بداية التسعينات، وصل عدد المستشفيات إلى أكثر من 50 مستشفى مع حلول عام 1995، لتضم نحو 6000 سرير، بالإضافة لـ 160 صيدلية حكومية. وحققت الإمارات قفزات نوعية على مستوى النهوض بالقطاع الصحي، وقد أكد التقرير السنوي للأمم المتحدة عام 1998 أن دولة الإمارات احتلت المرتبة الرابعة من أصل 78 دولة في مجال بذل الجهود وبرامج الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، كما حلت عام 1997 في المرتبة الأولى من أصل 8 دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال الرعاية الصحية والنهوض بالمرأة، حيث وصل عدد الأطباء إلى 1530 طبيبًا، أي ما يعادل طبيب لكل 3 أُسر، كما سجلت السنة نفسها إجراء 66 عملية جراحية في مختلف التخصصات في مستشفيات الدولة. واحتلت المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية عام 1996 في عدد الأطباء الذي وصل إلى أكثر من 6600 طبيب بزيادة قدرها 40% عن الفترة نفسها من عام 1980، وحققت نمواً في القطاع الصحي بلغ 400% في الفترة ما بين 1980- 1995، أما على صعيد الخدمات الصحية فقد تنوعت وتلونت وتجاوزت الرعاية بالمرضى إلى حدود الطب الوقائي والتدخل الاستباقي، وتم إصدار القوانين التي من شأنها تنظيم المناخ الصحي والتأمين واستحداث هيئات صحية جديدة. وبحسب تقرير التنمية البشرية العربية عام 2004، تعتبر دولة الإمارات واحدة من الدول التي نجحت في المحافظة على نسب منخفضة تتوافق مع المعايير العالمية في وفيات الأمومة والمواليد الجدد، وجاء ذلك نتيجة للرعاية الصحية وإتمام نحو 99% من عمليات الولادة في المستشفيات، وتحت إشراف طبي مباشر حيث وصلت معدلات وفيات حديثي الولادة إلى 0.554% و7.7% للأطفال و0.01 من كل 100 ألف للأمهات خلال الولادة. زايد.. رجل البيئة وكان الشيخ زايد أول من اهتم بالقضايا البيئية على مستوى العالم، وذلك من إيمانه بالارتباط الوثيق بين الإنسان والبيئة، وتحدى المغفور له كل نظريات الخبراء الزراعيين الذين أكدوا استحالة الزراعة في ظل الطبيعة الجغرافية والمناخية وندرة المياه ليدشن بعزمه المشاريع الزراعية، مشركا بذلك المواطنين عبر توزيع الأراضي الزراعية المستصلحة عليهم ليساهموا في زراعتها، حيث بلغت مساحة المزارع من خلال متابعته وتوجيهاته في العام 1997 نحو 879 ألفاً و234 دونماً، موزعة على نحو 22 ألفاً و930 مزرعة. وواجه المغفور له مشكلة ندرة المياه، فشق الأفلاج وحفر الآبار ودشن مشاريع تحلية المياه. ويعود للشيخ زايد، الفضل في نجاح خطط وبرامج الحفاظ على العديد من الحيوانات البرية التي شارفت على الانقراض منها المها العربي و«الحبارى» والصقور، وغيرها، إذ كان من أوائل الذين تنبهوا في بداية الستينيات إلى أن المها العربي أصبح مهدداً بالانقراض، فأصدر توجيهاته برعايتها والإكثار منها حتى بلغ عددها بحسب أحدث البيانات أكثر من 6000 رأس. وأمر الراحل في عام 1977 بإكثار طائر الحبارى الآسيوي في الأسر في «حديقة حيوان العين» حتى قبل أن يصبح مهدداً بالانقراض، وأُعلن في عام 1982 عن تفقيس أول فرخ في الأسر بدولة الإمارات. وفي عام 1989، تم تأسيس «المركز الوطني لبحوث الطيور» الذي أطلق برنامجه الطموح لإكثار الحبارى الآسيوية، حيث وصل إلى إنتاج ما يزيد على 200 طائر في عام 2004. كما وجه الشيخ زايد -طيب الله ثراه- بضرورة تعزيز التعاون وإجراء البرامج المشتركة مع الدول الواقعة في نطاق انتشار الحبارى من الصين إلى اليمن. ومن أهم مبادرات الشيخ زايد في مجال العناية بالصقور ورياضة الصيد بالصقور والمحافظة عليها، تأسيس برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور الذي نجح في إطلاق أكثر من 1787 صقراً، معظمها من نوعي الحر والشاهين المعرضين للمخاطر. زايد راعي الإسكان وفيما يتعلق بالمشاريع الإسكانية، فقد وجه الوالد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، عام 1999 بإنشاء برنامج الشيخ زايد للإسكان، والذي أصدر منذ نشأته 59 ألف قرار دعم سكني بقيمة 32 مليار درهم في مختلف إمارات الدولة توزعت ما بين قروض ومنح وتنوعت ما بين بناء مسكن جديد واستكمال مسكن وصيانة مسكن وإضافة على مسكن وشراء مسكن ومسكن حكومي ضمن مشاريع الأحياء السكنية المتكاملة المرافق والوفاء بقرض مسكن، وذلك حسب ما أعلنه معالي الدكتور المهندس عبدالله بلحيف النعيمي وزير البنية التحتية رئيس مجلس إدارة برنامج الشيخ زايد للإسكان في وقت سابق، وأضاف معاليه أن عدد المساكن المنجزة منذ نشأة البرنامج بلغ 30 ألف مسكن، فيما بلغ عدد المساكن في مرحلة التنفيذ 29 ألف مسكن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©