الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مئوية الشيخ زايد الرجل الذي صنع التاريخ

مئوية الشيخ زايد الرجل الذي صنع التاريخ
6 مايو 2018 00:55
بقلم الإعلامي د. محمد سعيد القدسي في تاريخ دولة الإمارات محطات تاريخية فاصلة وأيام مجيدة تذكرها الأجيال من أبنائها تستحضر فيها ملامح تاريخية عظيمة اضطلع بها من تحدوا الصعاب بإيمان مطلق، ومضوا بسفينة الوطن إلى بر الأمان، يستلهمون منها الدروس والعبر، لتبقى راية الوطن خفاقة في الأعالي. من أهم هذه الإنجازات العظيمة بعد انطلاقة دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس الثاني من ديسمبر عام 1971، جاء أيضاً يوم الخميس السادس من مايو عام 1976 معلناً توحيد القوات المسلحة في اجتماع مجلس الدفاع الأعلى برئاسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبحضور الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، وأعضاء المجلس الآخرين في استراحة المغفور له الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان في بو مريخة على الطريق من أبوظبي إلى دبي، وبهذا الحدث المرتقب اكتملت أركان دولة الاتحاد وشمخ بناؤها عالياً بما يوفره جيشها الموحد من قوة لحماية مسيرتها وصون مكتسباتها وسيادتها، وتوفير الأمن والأمان فيها للحاضر والمستقبل، إلى جانب نجدة الشعوب الشقيقة والصديقة فيما تحتاجه من عون عسكري وإنساني على كافة الأصعدة بالإضافة إلى مواجهة تبعات الكوارث الطبيعية. ومما ساعد قوات الإمارات المسلحة على أن تقوم بهذا الدور المتفرد عربياً الاهتمام الخاص الذي أولاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والمتابعة الدؤوبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، من خلال إشرافه شخصياً على توفير برامج حديثة في التدريب والتسليح، وفق أحدث المعدات والأنظمة العسكرية وتكنولوجيتها، مما جعل من قواتنا المسلحة البرية والجوية والبحرية في مصاف الجيوش الأكثر تطوراً في العالم. البداية والحاضر جاءت البداية بتشكيل قوة ساحل الإمارات المتصالحة في شهر مايو عام 1951 تحت مسمى قوة «ساحل عمان» من خمس سرايا مشاة، وسرية إسناد، وسرية لاسلكي، وسرية للتدريب، وأخرى للمشاغل، وتتمركز في معسكر القاسمية في الشارقة ثم انتقلت إلى معسكر المرقاب حيث تغير مسماها عام 1956 إلى كشافة ساحل الإمارات المتصالحة، وفي أبوظبي كانت هناك قوة دفاع أبوظبي التي كانت أكثر عدداً وأفضل تسليحاً منذ أن تسلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الحكم في شهر أغسطس عام 1966. ومع قيام الاتحاد في شهر ديسمبر عام 1971 حظيت قواتنا المسلحة بالاهتمام البارز منه، طيب الله ثراه، ضمن متابعته تطوير دولة الإمارات من كل النواحي، وقد جاءت عملية تطوير وتحديث القوات المسلحة في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بدعم كامل ومفتوح من نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في ذلك الوقت - صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق أول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بحيث أصبحت الدرع المتين لحماية دولة الإمارات والحفاظ على مكتسباتها لشعبها وللأجيال القادمة. اجتماع توحيد القوات المسلحة مما يلفت النظر في حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على توحيد القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وراية واحدة ونظم واحدة تعدد لقاءاته بكبار ضباطها وقادتها، وطلب مستشار عسكري من الأردن الشقيق هو اللواء عواد الخالدي لترتيب هذه العملية التي كان، رحمه الله، يتطلع إليها منذ سنين مع تكليفه، رحمه الله، لمدير ديوان الرئاسة علي الشرفا الحمادي بالتواصل والمتابعة الدائمة مع اللواء الخالدي بهدف الوصول إلى اليوم المرتقب. ومن هنا جاء لقاء وزير الدفاع في دولة الإمارات في ذلك الوقت - صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يصحبه اللواء عواد الخالدي، وعلي الشرفا الحمادي - في منطقة ملاقط بالعين يوم 31 مارس 1976 للاطلاع على الخطوات التي تم استكمالها قبل اجتماع 6 مايو في أبو مريخة للمجلس الأعلى للدفاع، وكان للقاءات العديدة والمتتابعة التي أجراها اللواء الخالدي والشرفا مع أصحاب السمو الحكام أهميتها من خلال إطلاعهم على صورة توحيد القوات المسلحة، وبعض التفاصيل بهدف تسهيل اتخاذ القرار يوم اجتماع المجلس الأعلى للدفاع. وتكتمل هذه اللقاءات التمهيدية مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في جزيرة زركوه، حيث كان في زيارة تفقدية لهذا الموقع البترولي المهم، ومن هذا الترتيب الدقيق الذي أخذ قرابة ستة أشهر لم تستغرق جلسة مجلس الدفاع الأعلى يوم الخميس السادس من مايو 1976 أكثر من ساعة واحدة، انتهت بتوقيع الحضور جميعاً على محضر الاجتماع الذي تضمن قرار توحيد قواتنا المسلحة في يوم أضيف إلى أيامنا المشهودة، وتم تتويجه بتسمية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة. ويتجلى المزيد من الحرص والمتابعة جرياً على عادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في كل أمور الدولة في ترؤسه اجتماعاً في القيادة العامة للقوات المسلحة بعد إعلان توحيدها، وكان ذلك يوم 22 مايو، وطلب فيه - (من نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، ووزير الدفاع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، واللواء الخالدي) عقد اجتماعات أسبوعية لتنفيذ إجراءات توحيد القوات المسلحة وتصريف شؤونها. رمز قيادي عسكري مؤهل وتكتمل الصورة بعد ثلاث سنوات وتحديداً في سبتمبر عام 1979 حين عاد خريج ساند هيرست Royal Military Academy, Sandhurst الضابط الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أرض الوطن بعد إكمال دراسته العسكرية والتحاقه بالقوات المسلحة ليرتقي عبر السنين من رتبة إلى أعلى بموجب مرسوم أو قرار تماماً وفق ما يطبق على إخوانه المواطنين في القوات المسلحة، وبهذه الروح الوثابة يقود سموه مؤسسة عسكرية متطورة وحديثة إدارة وتدريباً، وتجهيزاً وفق أرقى المستويات التي عرفتها جيوش الدول الكبرى. وعلى هامش الحدث ومن أعماق مشاعر الوفاء والحقيقة التي يجب أن نعرفها جميعاً كمثال لرمز قيادي متميز، هو ما رواه لي أحد الذين عايشوا سموه في كلية ساند هيرست الملكية العسكرية كما يلي: أولاً أن أحداً من زملائه وطلاب دفعته لم يعرفوا منه أو عنه أنه شيخ، أو أن والده رحمه الله، هو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وثانياً أنه في أحد التمارين التطبيقية العسكرية خارج بريطانيا وتحديداً في قبرص كان هو المتفوق على جميع منتسبي دفعته. دور متميز لقواتنا المسلحة خلال العقود القليلة الماضية شاركت القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في العديد من المهام والواجبات العسكرية والإنسانية في مناطق مختلفة من العالم، إيماناً من خطها الملتزم في حماية حدودها البرية ومياه خليجها العربي وسمائها إلى جانب تلبية نداء الشقيق، ومد يد العون للصديق في الجوانب العسكرية والإنسانية، وقد أسهمت قواتنا المسلحة بفعالية في عمليات حفظ السلام الدولية، وكانت الدولة العربية الوحيدة فيها، وهي مشاركات عديدة وفاعلة اتسمت بقدر مشهود لها في تحقيق الأهداف المرجوة من وراء عمليات حفظ السلام الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وتقديم العون والمساعدات والإغاثة الإنسانية للبشر في مناطق الصراعات من دون تفرقة بين لون أو دين أو عرق. كانت قواتنا المسلحة بعثات للخير والعطاء، والتسامح ونشر القيم الإنسانية في مواقع الصراعات والكوارث الطبيعية من خلال مهامها في عملية حفظ السلام في العديد من المواقع في العالم للمساعدة في إعادة الأمن والطمأنينة لشعوبها بسبب حروب وصراعات وانتهاك لحريتها واعتداء على سيادتها، ما يؤدي إلى تداعي اقتصادها وعدم قدرتها على توفير متطلبات شعوبها وحاجتها لمن يساعد في إبعاد الخطر الخارجي بل والداخلي عنها. قوات الردع العربية وقد جاءت البداية عام 1976 حين شاركت قواتنا المسلحة في قوات الردع العربية في لبنان بطلب من جامعة الدول العربية التي عقدت قمة عربية بنداء من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وامتد وجودها لثلاث سنوات بهدف المحافظة على لبنان من الحرب الأهلية فيه، والتي استمرت أكثر من عشر سنوات، وفي لبنان يتكرر المشهد عام 2001 حين تولت قواتنا المسلحة عملية نزع الألغام التي زرعتها إسرائيل قبل انسحابها. تحرير الكويت أما المشاركة القتالية الفاعلة فقد جاءت في حرب تحرير الكويت عام 1991 حيث كانت أول قوة عربية تصل لتنضم إلى قوات درع الجزيرة والقوات العربية المشاركة في حرب تحرير الكويت، وقد قدمت قواتنا ثمانية شهداء وواحداً وعشرين جريحاً، جسدوا روح الأخوة والتضامن فداء لبلد شقيق، وفي هذا السياق قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مخاطباً قواتنا المسلحة: «إن دولتنا جزء من الأمة العربية، ويوجد بيننا الدين واللغة والآمال والمصير المشترك، ومن حق أمتكم عليكم أن تشاركوها آمالها وآلامها، وأن تهبوا إلى نجدتها بكل ما أوتيتم من قوة تشكلون في العمق قوة ضاربة وسنداً قوياً للدول الشقيقة». قوات حفظ السلام الدولية كان دور قوات الإمارات المسلحة ضمن قوات حفظ السلام الدولية المشاركة بفعالية لمواجهة العديد من الاضطرابات. بل والحروب في العديد من الأقاليم والمناطق في العالم، بالإضافة إلى تقديم العون والمساعدات الإنسانية والطبية في حالات الكوارث الطبيعية. وترجمت مشاركة القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في عمليات حفظ السلام عقيدتها العسكرية القائمة على صون الحق، واحترام القانون والشرعية الدولية، والالتزام الثابت بالمبادئ والقوانين إلى جانب كونها أحد أبرز أدوات حفظ الأمن والسلم الدوليين، قدمت من خلاله نموذجاً للانضباط الأخلاقي والعسكري، وكانت القدوة والنموذج في العمل الإنساني من خلال أعمال الإغاثة والمساعدات الطبية والإنسانية التي كانت أحد محاور عملها بصورة تبرز وجه الإمارات الحضاري والإنساني المشرق. ومن هذا الواقع، لمس الجميع أن مهمة قوات حفظ السلام لدولة الإمارات تمثل رسالة خير للتواصل الإنساني بين الشعوب، وجهداً مشكوراً لتوسيع مساحات التفاهم والتواصل الحضاري وتكريس مفاهيم التسامح ونبذ العنف. فقد شاركت دولة الإمارات ضمن قوات حفظ السلام الدولية تحت راية الأمم المتحدة في عمليات عدة، كما شاركت أيضاً مع قوات دول حليفة لتحقيق مهمة حفظ الأمن والاستقرار في مناطق عدة. وتشارك قواتنا المسلحة وحتى الآن، ضمن قوات «ايساف» انطلاقاً من قناعة الدولة بأن مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين مهمة إنسانية بالدرجة الأولى، ولا تقتصر على العمل تحت راية الأمم المتحدة، ولكنها مسؤولية دولية ينبغي العمل على تحقيقها بمشاركة جميع الدول الصديقة تحقيقاً لمبدأ المساعدة في إغاثة المحتاجين ورفع الظلم عن الشعوب المقهورة وحماية المدنيين من ويلات الحروب وشرورها، ويرى بعض الخبراء أن الأمم المتحدة ، تعتمد في مشروعية هذه العمليات إلى حد كبير على فكرة أن المسؤولية الأخلاقية أمر تشترك فيه على نطاق واسع الدول الأعضاء بالمنظمة، منوهين بأن مهمة حفظ السلام هي من أصعب المهمات قاطبة. ومع تسلسل الأحداث أسهمت قواتنا ضمن قوات الأمم المتحدة في عملية «إعادة الأمل» بالصومال عام 1992 عقب الحرب الأهلية، وفي أول مبادرة لها في أوروبا عام 1999 أقامت قواتنا المسلحة معسكراً لإيواء آلاف اللاجئين الكوسوفيين الذين شردتهم الحروب في مخيم «كوكس» بألبانيا، كما قامت بالمشاركة في عمليات حفظ السلام في كوسوفا، وفي نطاق الإنسانية أيضاً برز دور قواتنا المسلحة في عمليات الإغاثة الكبرى التي نفذتها خلال زلزال 2005 الذي ضرب شمالي جمهورية باكستان الإسلامية، وفي عام 2008 لعبت القوات المسلحة دوراً حيوياً في عمليات إغاثة في اليمن جراء السيول والفيضانات التي ضربت منطقة سد مأرب، وهو السد الذي تبرع لبنائه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إيماناً منه بأن هذا السد للعرب والمسلمين جميعاً طالما ذكره الله تعالى في كتابه الكري. وفي أفغانستان لا تزال قواتنا المسلحة المشاركة ضمن قوات «ايساف» في الوقت الراهن تؤدي دوراً حيوياً في تأمين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني، وتقديم الخدمات الطبية في كافة الجوانب، فضلاً عن قيامها بدور مواز في خطط إعادة الإعمار والحفاظ على الأمن والاستقرار. مواجهة الإرهاب والمتمردين ومن أبرز مهام القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة مشاركتها في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لضرب المجموعات الإرهابية التي تنضوي تحت اسم «داعش»، وتعيث فساداً في المنطقة العربية تحديداً، وفي مناطق أخرى من العالم. وعلى قدم المساواة، تشارك قواتنا المسلحة في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن وتعزيز قدرات شعبها ضد مجموعة متمردة خانت وطنها، واستعانت بقوى خارجية لنشر الفوضى والدمار في اليمن، وعلى مساحة الخليج العربي، وتقوم قواتنا المسلحة بملاحقة الانقلابيين على الشرعية في اليمن من الحوثيين، ومن يقف وراءهم في كل مكان يوجدون فيه، ومع قيام قواتنا المسلحة بمهامها العسكرية، فإنها بعد تحرير أي موقع أو مدينة أو بلدة تتجه إلى تقديم الدعم المدني لسكان المناطق المحررة على شكل مواد غذائية، ومستلزمات طبية وأدوية، وتنفيذ بعض مشاريع ترميم، وصيانة الكثير مما دمره أعداء اليمن. وعلى سبيل المثال، فقد حررت قواتنا المسلحة منطقة مأرب وفيها الرمز التاريخي الذي كان قد أعاد بناءه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقال محافظ مأرب سلطان العرادة بهذا الحدث البارز في أكتوبر عام 2015: «إن أبطال الإمارات سطروا أروع صور الشجاعة في المعارك ضد ميليشيات الحوثي وصالح». بينما قال القيادي الميداني في القوات الشرعية في محافظة مأرب سالم حمد العبيدي: «إن دولة الإمارات قامت بجهد جبار في مساندة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة مأرب، وقدمت الغالي والنفيس حتى تحررت المحافظة من الميليشيات». وقد أكد أن الدور الإماراتي لم يقتصر على العمليات العسكرية، بل يسهم في عملية التنمية وإعادة تطبيع الحياة وترميم ما خلفته الحرب من دمار، وقد قامت قوات الإمارات بإمداد المدينة والمناطق المجاورة لها بكل الاحتياجات العاجلة والمساعدات الإنسانية والطبية، إلى جانب إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية، مع صيانة الكثير من جوانب البنية التحتية. بالإضافة إلى ما تقدمه «الهلال الأحمر» الإماراتية من مساعدات وإعادة إحياء بعض المشاريع مثل الماء ومضخات الآبار والتيار الكهربائي وترميم مئات المساكن والمدارس وبتكلفة وصلت إلى أكثر من ثلاثمائة مليون درهم، إلى جانب عشرات المشاريع التي تناولت البنية التحتية ومرافق الخدمات المتنوعة والإطلالات الإنسانية، ومن أرقاها ما تم حديثاً من رعاية حفل زواج جماعي في عدن ضم قرابة مائتين من أبناء اليمن الشقيق. تكريم الشهداء وقد قدمت قواتنا المسلحة عدداً من شهداء الواجب الذين آمنوا بحق العيش الكريم لإخوانهم في اليمن لتخليصهم من الإرهاب الذي يتاجر بالدين من خلال الطائفية لتحقيق مآربه، وتذكاراً لهذه الكوكبة من شهداء الوطن، وجّه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإقامة نصب تذكاري للشهداء في أبوظبي في شهر سبتمبر 2015 تخليداً لأرواح من قضوا ضمن قوات التحالف العربي، كما جاء التقدير لأرواحهم من خلال قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشاء مكتب في ديوانه في شهر سبتمبر عام 2015 للاهتمام بأسر الشهداء وتقديم الدعم اللازم لهم. رسالة زايد الخير تنتهج مشاركة القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في قوات حفظ السلام الدولية إلى جانب تقديم المساعدات الإنسانية على اختلاف أنواعها وللشعوب كافة في العالم، المبادئ الأصيلة للدولة، والسياسة الحكيمة التي أرساها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي من شأنها نبذ الخلافات والصراعات وترسيخ الحكمة والدبلوماسية من أجل نشر الأمن والاستقرار في العالم، ويتابع نهجه صاحب السمو الشيخ خليفـة بن زايـد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الذي تعتبر توجيهاته الحافز لأبناء الإمارات لكي يمدوا أياديهم لكل المحتاجين ناشرين ثقافة السلام والمحبة في ربوع العالم من دون تمييز، وقد أكسبت هذه المشاركات أبناء الإمارات خبرات واسعة في التعامل مع شعوب وبيئات مختلفة والمزيد من الاحترام والتقدير، حتى أصبحت قواتنا المسلحة اللاعب الرئيس في إيصال رسالة «زايد الخير» التي تدعو للسلام والمحبة إلى جميع شعوب العالم.  وتأتي المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية تعبيراً صريحاً وترجمة دقيقة لمواقف دولة الإمارات وسياستها الخارجية حيال هذه الملفات، كما تعتبر أيضاً أداة مهمة لخدمة مصالحها الوطنية وكذلك الدفاع عن الدول الشقيقة والصديقة وتعزيز أمنها واستقرارها ودعم اقتصادها لما فيه خير شعوبها. ويشير الواقع إلى أن دولة الإمارات من خلال تدعيمها جيشها وتوفير فرص التعاون بينه وبين الجيوش المتطورة على المستوى العالمي، إنما توجه رسالة سلام إلى العالم الخارجي، لأن القوة تضمن الاستقرار وتمنع العدوان، وهذا ما يحكم رؤية الإمارات ودور قواتها المسلحة، وما يوجه سياستها بشأن تطوير هذه القوات وتحديثها. وضمن هذا التوجه، يؤكد صاحب السمو الشيخ خليفـة بن زايـد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أنه : «كان وما زال الدفاع عن الحق والذود عن المبادئ أمضى ما لدينا من سلاح وأقوى ما نملك من عتاد»، وهذا هو جوهر العقيدة العسكرية التي تحكم عمل قواتنا المسلحة، وترسم أهدافها منذ توحيدها، فهي قوة استقرار داخلي وإقليمي تقف دائماً إلى جانب الحق والعدل، وتشارك في كل ما من شأنه تعزيز السلام في العالم. ومن هنا رأى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن القرار التاريخي الذي أصدره المجلس الأعلى للدفاع في مايو 1976 كان نقطة الانطلاق لبناء هذا الجيش القوي بإيمانه وولائه وجاهزيته، وقال سموه: «لقد كان قرار توحيد القوات المسلحة هو الانطلاقة الحقيقية الكبرى لتطويرها في مختلف المجالات وعلى الأصعدة كافة، بدءاً بتطوير القوى البشرية ومنظومات التسليح والتنظيم العسكري والعقائد القتالية والتدريب، حيث كان هناك قرار واع بالانفتاح الرشيد على منظومات التسلح العالمية، بما تملكه من تطور تقني عسكري للحصول على أحدث أنظمة التسلح وفق تخطيط علمي مدروس». الخدمة الوطنية والاحتياطية وتأكيداً لمشاركة أبناء الإمارات في دعم قواتنا المسلحة وتطويرها، جاء إصدار القانون الاتحادي رقم 6 لعام 2014 حول الخدمة الوطنية والاحتياطية، ترجمة لتطلع القيادة الرشيدة في أن الدفاع عن الاتحاد أمر له الأولوية عند كل مواطن وأن أداء الخدمة الوطنية شرف له. ويشرف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على مجريات الانخراط في الخدمة الوطنية ومتابعة برامجها ودفعات المنتسبين إليها، بل وحضور تمريناتهم العسكرية والتي جاء آخرها يوم 8 أبريل الماضي في حضور سموه اختتام التمرين العسكري حماة الوطن 2، وعلى خطى هذا النهج أخذت قواتنا المسلحة وبتوجيه من القائد الأعلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دورها الفاعل في قوات مجلس التعاون ثم التحالف الدولي، والتحالف العربي مع ضمان استمرار قواتنا المسلحة لتكون في المقدمة دائماً، تنظيماً وتدريباً وتجهيزاً وحداثة وجاهزية لمواجهة أي طارئ وحماية صرحنا الاتحادي الشامخ وإنجازاته ومكتسباته ذخراً للأجيال. ويضع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في فكره أهمية ومهام قواتنا المسلحة من خلال: أولاً الحرص على تطوير وتعزيز وتحديث جيشنا درع اتحادنا وفق أحدث المعايير وأرقى المستويات التي تبنى عليها جيوش الدول المتقدمة في العالم لحماية أمن وسلامة الإمارات. ثانياً: دعم الأشقاء في كل مكان. ثالثاً: منع العدوان وضرورة وجود القوة لتحقيق السلام. رابعاً: بناء جيل جديد واع من أبناء الإمارات على مستوى متطور من الثقافة والفكر، إلى جانب الإلمام بالعلوم العسكرية الأحدث. ويترجم قول سموه ما تعنيه لنا قواتنا المسلحة: «دعم القيادة للقوات المسلحة بلا حدود وثقتها مطلقة بإمكاناتها وقدرتها ». ويوضح سموه جاهزية قواتنا المسلحة لمد يد العون وإحقاق الحق في كل مكان قائلاً: «لقد أثبتت القوات المسلحة الإماراتية عبر المراحل المختلفة التي مرت بها والتحولات والأحداث في الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم، أنها قوة استقرار إقليمي تدافع عن الحق وتعزز منظومة الأمن الجماعي الخليجي والعربي، وتمثل سنداً للأشقاء، وإضافة إلى قوتهم وصانعاً للسلام، ومد يد العون في مناطق عديدة من العالم، وهذه هي عقيدتها الراسخة التي تستمدها من سياسة دولة الإمارات القائمة على الوقوف دائماً إلى جانب الحق، والإسهام في كل ما يحقق أمن العالم ورفض كل أشكال التهديد أو العدوان، والدعوة إلى تسوية أي نزاعات أو مشكلات مهما كانت شدتها بالحوار والطرق السلمية». ويكمل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جوانب الصورة المشرقة التي حققتها قواتنا المسلحة بدعم متواصل من صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة شخصية حثيثة من صاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقوله: «أتوجه معكم بالشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، مقدرين لسموه قيادته الحكيمة لدولتنا ودوره المهم في بناء صرح قواتنا المسلحة منذ لبناتها الأولى وقيادته لجهود تطويرها وتعظيم قدراتها، وسيفرد له تاريخنا صفحات مشرقة تعلم أبناءنا الحكمة والإخلاص والقيم والعطاء من دون حدود. وأحيي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي أمضى زهرة شبابه في صفوف قواتنا المسلحة، وقاد من الميدان تطويرها وتسليحها وتكوين كوادرها وقياداتها، وما زال يسهر على تقدمها ويتابع شؤونها واحتياجاتها، كافة، لتظل دوماً درع الوطن القوية وسيفه البتار وحصنه المنيع. وكثيرة هي لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإخوانه وأبنائه المواطنين في كل مكان ومنهم كبار المسؤولين والسفراء وضباط من قواتنا المسلحة في أحاديث دافئة، منهم وإليهم، يجمعه بهم حب الوطن والارتباط بأرضها والولاء لقيادتها وللإنجاز الشامخ الذي كان حلماً وجسده القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه، رحمهم الله، حقيقة وقدراً لا يمكن لأي كان على وجه الأرض أن يغير مساره، ومن كلمات سموه إلى مجموعة من هؤلاء المسؤولين قوله في دور جميع الفئات في الذود عن حياض الوطن: «كل منكم يمثل الإمارات في عمله ومجاله، وإتقانكم لعملكم وتفانيكم فيه مرآة لإتقان الإمارات كدولة ومجتمع لعملها وخطتها لتحقيق تطلعاتها، ونحن نعول عليكم وعلى أمثالكم من رجال الوطن الأوفياء في أن تحتضنوا جيل الشباب وتنقلوا لهم المعرفة والخبرة». بارك الله لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعباً وجيشاً يوم السادس من مايو عام 1976، وكل الأعوام المقبلة لما يرمز إليه من تحقيق عامل مهم من عوامل حماية اتحادنا فوق أرضه وفي سمائه وفوق مياهه في خليجنا العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©