شكا كثيرون من جمهور مترو دبي تعنت المراقبين وكثرة المخالفات وقلة المواقف المرافقة للمحطات، إضافة إلى الازدحام الشديد في ساعات الذروة.
وقالت لارا باتريس (موظفة) إنها حاولت أن تجرب المترو لأول مرة مع أبنائها بالتوجه إلى مركز ابن بطوطة، بعيداً عن استخدام السيارة، حيث وجدت أن الرحلة سهلة للغاية، مشيدة بمستوى الأمان الذي تحظى به العربات والمحطات خاصة بالنسبة للأطفال، مستدركة أن سعادتها بالرحلة لم تدم كثيراً حين فاجأها مراقب المترو بمطالبتها بدفع مخالفة الأكل داخل العربات، مشيرة إلى أن الأمر لم يتعد قطعة شيكولاته صغيرة في يد طفلها الذي لم يتجاوز الرابعة، وأنها عندما حاولت أن تشرح له أنها قدمتها للطفل لإلهائه وأنها ليست وجبة غذائية بالمعنى المفهوم، لم تجد منه أذناً صاغية، بل أصر على تحرير مخالفة لها بقيمة 100 درهم اضطرت في النهاية إلى دفعها.
وطالبت لارا بأن تكون هناك مرونة في تطبيق القوانين، حتى لا يهرب الجمهور من المترو الذي يعد وجهاً حضارياً لدبي.
واتفقت داليا محمود (طالبة جامعية) مع لارا، في وجود تعنت شديد وجمود لدى مفتشي المترو في تطبيق القواعد، موضحة أنها اعتادت على استخدام العلكة، ولم تعتقد أبداً أنها بين القوائم المحظورة باعتبارها صنفاً من أصناف الأغذية، لكن هذا لم يشفع لها لدى مراقب المترو ليوقع عليها المخالفة، مؤكدة احترامها لقوانين أي من وسائل المواصلات وعدم علمها بأن (اللبان) هو أحد أصناف الغذاء إلا من خلال المراقبين.
وقال أحمد (موظف) إنه تحول إلى استخدام المترو منذ بداية الشهر الماضي بعدما تخلى عن سيارته حيث أصبح يصل إلى مقر عمله في وقت أقل، رغم معاناته من الزحام في الفترة الصباحية.
وأضاف : “لكن المشكلة التي واجهتها مع عدد كبير من الناس هو عدم السماح بدخول الحقائب متوسطة الحجم، وهو ما يحول دون استعمال عدد كبير من زملائي الذين تفرض عليهم طبيعة عملهم أن يحملوا حقيبة للمترو”.
وقال آدم علي (فني كهرباء)، إن التوجه إلى عدد كبير من المناطق الصناعية والتجارية في دبي أصبح أكثر يسراً مع وجود المترو، خاصة وأن المحطات التي يصل عددها إلى 20 محطة، تغطي عدداً كبيراً من التجمعات السكنية، مؤكداً أنه لم يواجه سوى مشكلة واحدة هي إيجاد مواقف للسيارات بجوار المحطات الجديدة حتى يتمكن أفراد الجمهور من ترك سيارتهم لاستعمال المترو.
من جانبه أشار عدنان الحمادي المدير التنفيذي لمؤسسة القطارات بهيئة الطرق والمواصلات، إلى أن الهيئة تدرك أهمية وجود مواقف كافية بجانب محطات المترو، حيث تم إنشاء مواقف متعددة الطوابق بجانب كل من محطة الراشدية ونخيل “هابر آند تاور”، تضم ما يقارب 3000 موقف لكل منها، بحيث تخدم هذه المواقف القادمين من إمارتي الشارقة وأبوظبي، وذلك لتخفيف الزحام واستخدام المركبات على شارعي الشيخ زايد والإمارات، مشدداً على أهمية تعرف الجمهور إلى المنظومة المتكاملة للمواصلات العامة داخل دبي، حيث توجد العديد من الخطوط الخاصة بالحافلات التي تقل مستعملي المترو إلى مختلف المحطات من كافة مناطق المدينة.
وعن الزحام الشديد على أبواب المحطات في ساعات الذروة، أكد أنه أمر طبيعي في ساعات الذروة ويقل في الأوقات العادية، لذا عكفت مؤسسة القطارات على تقليل زمن التقاطر في ساعات الذروة إلى 6 دقائق لتسهيل حركة الركاب وتخفيف الازدحام في المحطات، وبحيث يعود زمن التقاطر إلى 8 دقائق في الأوقات العادية.
وفيما يخص الأزمة التي يواجهها البعض بالنسبة للحقائب قال الحمادي، إنه تم تحديد حجم الحقائب بما يتناسب مع المساحة المخصصة لها في عربات القطار، وذلك لتوفير أكبر قدر من السلامة للركاب، وتم الأخذ بعين الاعتبار أحجام الحقائب المحمولة من قبل جميع الفئات التي تستخدم مترو دبي بحيث لا يزيد طولها على 81 سم وارتفاعها على 58 سم، وعمقها على 30 سم.
وحول تعنت بعض المراقبين ومستوى التعليمات التي تصدر لهم حتى تكون لديهم بعض المرونة في التطبيق، قال الحمادي إنه تم تزويدهم بدورات تدريبية حول مهارات خدمة العملاء وإكسابهم جميع المهارات اللازمة في مجالات الاتصال والاستقبال والحوار، وتدريبهم على استخدام أحدث الأجهزة لرصد المخالفات وكيفية التعامل مع رد فعل الجمهور في حالة إصدار المخالفة، وإقناع المخالف بدفع الغرامة بأحدث الطرق. وأضاف أنه تم تدريب المراقبين كذلك على كيفية التعامل مع ضغوط العمل وأساليب السيطرة عليها. وكيفية السيطرة على المشكلات وأساليب التعامل معها، داعياً الجمهور إلى احترام القواعد المتبعة داخل محطات وقطارات مترو دبي، إسهاماً منه في إبراز الوجه الحضاري للمترو، مؤكداً أن المخالفات المحررة لركاب المترو خلال عام 2010 وحتى نهاية مايو الماضي لا تزيد على 2542 مخالفة، مما يدل إلى استيعاب الجمهور للقواعد المتبعة فيه، مؤكداً أنها تتناقص شهراً بعد آخر.
عدد اليوم
