اعتقلت قوات الحسن وتارا بعد قصف قامت به القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة أمس الرئيس العاجي المنتهية ولايته لوران جباجبو واقتادته إلى فندق جولف المقر العام لوتارا في أبيدجان، وفق ما أعلن سفير فرنسا في ساحل العاج جان مارك سيمون. فيما أنذر جيوم سورو رئيس وزراء واتارا قوات جباجبو بالانضمام إلى الحرس الجمهوري التابع لوتارا على الفور لتجنب التعرض للملاحقة .
وقال سيمون إن “القوات الجمهورية في ساحل العاج (الموالية لوتارا) اعتقلت لوران جباجبو واقتادته إلى فندق جولف”. ويأتي اعتقال جباجبو بعد ضربات جديدة وجهتها القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة للمقر الذي تحصن فيه جباجبو رافضا الاستسلام، بعد أزمة دامية تلت الانتخابات في ساحل العاج واستمرت أكثر من أربعة أشهر.
وأعلن سفير ساحل العاج في الأمم المتحدة يوسف بامبا إن جباجبو “في صحة جيدة” وسيحال إلى القضاء لمحاكمته. وقال السفير للصحفيين “تم اعتقال جباجبو ، إنه حي وفي صحة جيدة وسيحال إلى القضاء للجرائم التي ارتكبها”.
واعتقل جباجبو إثر مواجهات عنيفة مع قوات الحسن وتارا الرئيس المعترف به دوليا. وأضاف بامبا إن العملية التي أدت إلى اعتقال جباجبو تمت “سريعا وفي شكل محترف” مشددا على أن القوات العاجية نفذتها دون سواها. وتابع إن “الكابوس انتهى بالنسبة إلى سكان ساحل العاج.. جباجبو معتقل حاليا في مكان آمن في انتظار المراحل الأخرى لمثوله أمام القضاء”.
وأكدت آن اولوتو المتحدثة باسم وتارا إن جباجبو وزوجته سيمون وصلا قرابة الساعة 13,00 (بالتوقيتين المحلي والعالمي) أمس إلى فندق جولف المقر العام لوتارا في أبيدجان بعيد اعتقالهما. وقالت المتحدثة إن جباجبو “موجود هنا مع زوجته وابنه ميشال”، مضيفة “إنني أراهم”.
من جانبه، قال جيوم سورو رئيس الوزراء الذي عينه الحسن واتارا إن على قوات لوران جباجبو أن تنضم إلى الحرس الجمهوري التابع لواتارا على الفور لتجنب التعرض للملاحقة في ساحل العاج. وأضاف سورو في كلمة إلى شعب ساحل العاج نقلتها محطة إي-تيلي الفرنسية “لجميع القوات أوجه مناشدة أخيرة للتجمع معنا.. لا يمكن أن تكون هناك ملاحقة.. انضموا للقوات الجمهورية”.
وباعتقال جباجبو تنتهي أزمة دامية استمرت أربعة أشهر منذ انتخابات الرئاسة التي أجريت في 28 نوفمبر واختلف على نتائجها.
وفي أول رد فعل دولي على الاعتقال، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن اعتقال جباجبو يوجه “رسالة قوية” إلى جميع الديكتاتوريات بأنها لا يمكنها أن “تتجاهل” أصوات شعوبها.
وأطلقت مروحيات فرنسية أمس النار باتجاه مقر جباجبو بعد ساعات من ضربات بالتعاون مع الأمم المتحدة. وقال شاهد إنه بعيد إطلاق النار بدأت “معارك بالأسلحة الفردية” في جادة تقع تحت مقر جباجبو وتوصل إلى فندق جولف حيث مقر الحسن وتارا الرئيس المعترف به دوليا.
وأوضح هذا الشاهد وهو من سكان المنطقة “حلقت مروحيات تابعة لقوة ليكورن (الفرنسية) فوق المقر وأطلقت صواريخ عدة. وارتفعت سحابة كثيفة من الدخان الأسود من جهة مقر إقامة” جباجبو.
وأضاف “استهدفت رشاشات ثقيلة مضادة للطائرات مروحية لكنها لم تصبها”. وقالت الأمم المتحدة وفرنسا أنهما استهدفتا منذ بعد ظهر الأحد حتى الليل العديد من المواقع الاستراتيجية بينها مقر الإقامة حيث يتحصن جباجبو وذلك بهدف “التصدي للأسلحة الثقيلة” التي يملكها معسكر جباجبو”.
عدد اليوم
