الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

غياب دور الأسرة واختلاف الثقافات من أسباب السلوكيات الخاطئة لطلاب المدارس

11 يونيو 2010 23:28
تعد البيئة المدرسية بيئة خصبة لتلقي المعلومات واكتساب المعارف والعلوم من قيم وسلوك ومهارات، وتسعى وزارة التربية والتعليم لتحقيقها من خلال البرامج والأنظمة والخطط الهادفة لغرس قيم أخلاقية بالتعاون مع أولياء أمور الطلبة وإدارة المدارس للعمل على تغيير السلوكيات الخاطئة المنتشرة بين طلاب وطالبات المدارس والحد من انتشارها. في جولة على المدارس التقينا بعدد من أولياء الأمور الذين تحدثوا عن بعض مظاهر السلوكيات التي عانى منها أبناؤهم وبناتهم في عدد من المدارس. تقول آمنة عبدالله محمد “لاحظت أن ابني، التلميذ في الصف السادس الابتدائي في حالة غير طبيعية ويكره الذهاب للمدرسة وأتشاجر معه كل صباح، وعندما جلست معه وسألته بهدوء قال إن طالباً في الصف السابع يقوم بلمسه في أماكن حساسة أمام أصحابه، فشعرت حينها بالألم وتوجهت لمديرة المدرسة وشرحت لها الموضوع وللأسف تبين أن هذا الطالب سلوكه مضطرب وعليه شكاوى كثيرة، وطلبت من الإدارة أن أتكلم مع الطالب بنفسي وأعنفه”. من ناحيتها قالت فاطمة علي سعيد “تغيرت سلوكيات ابنتي في الصف السادس الابتدائي، حيث كانت هادئة وخجولة ومتفوقة ثم لاحظت تغير تصرفاتها وتدني مستواها التعليمي، وشعرت بالضيق فذهبت للمدرسة وسألت الاختصاصية والمعلمات وتبين أنها تقوم بتقليد زميلاتها في الصف وأن زميلاتها أكبر منها سناً ويقمن بتهديدها.” ويقول يوسف جاسم وهو ولي أمر “انتشرت منذ أكثر من سنتين سلوكيات خاطئة بين طلبة المدارس وأصبحت واضحة للجميع، حيث تجد أن بعض الطلاب يقومون بإخفاء الهواتف النقالة في حقائبهم ليصوروا الطلاب خاصة المتفوقين والموهوبين لتهديدهم بنشر صورهم إن لم يستجيبوا لطلباتهم، مما يصيب الطالب بحالة نفسية تؤثر على دراسته وقد ينعزل عن زملائه وأسرته. لذلك لابد من التصدي لها ومعالجتها عن طريق تدعيم القيم السلوكية والأنشطة من قبل الاختصاصيين الاجتماعيين، حيث خصص توجيه جمعي لبرامج المحافظة على الممتلكات العامة، والسرقة، في المناهج التربوية تدعم القيم ومنها برامج صفية ولا صفية إضافة إلى مسابقة الهلال الطلابي والعمل التطوعي. يقول الطالب حسن محمد “من السلوكيات الخاطئة التي نلحظها في المدرسة، عبث بعض الطلاب بمقتنياتها وتخريب الأجهزة الكهربائية في الصف، ودورات المياه وعدم المحافظة على نظافة المدرسة والأكل والشرب داخل الفصول الدراسية ورش الروائح الكريهة، خاصة إذا كان الطلاب لا يرغبون في المعلم حيث يتفقون على إزعاج المدرس، وطالب حسن بمعاقبة الطالب الذي يقوم بذلك بشدة. أما الطالب خالد محمد أحمد (بالصف الثاني عشر) فيقول “ يتفق الطلاب في الفصل الواحد أو من فصول أخرى على إثارة غضب المعلم، لأنهم لا يريدون أن يدرسهم وكذلك يجتمعون لضرب طالب متفوق لأن المعلمين دائماً يشيدون بتفوقه وبصفاته الحسنة، ومن أبرز السلوكيات الخاطئة أيضاً الغش في الاختبارات، وانتشار الهواتف النقالة بين طلاب المدرسة، والانقطاع عن المدرسة دون أي سبب مقنع أو الهروب من المدرسة. ويضيف: يجب توعية الطالب بهذا الخطأ، وتوزيع نشرات تبين خطورة هذه التصرفات، وينصح زملاءه باتباع قيم الدين الإسلامي، وعدم مصاحبة رفاق السوء”. وتقول آمنة محمد الحمادي الطالبة بالصف التاسع: إن السبب الرئيسي لحدوث هذه التصرفات الخاطئة، هو تأثر الطالب بطالب آخر، ومشاهدة القنوات الفضائية غير اللائقة. أما الطالبة ميرة أحمد (بالصف الثاني عشر) فترى أن التغلب على مثل تلك السلوكيات الخاطئة، يأتي من خلال الالتزام والتقيد بالأنظمة والضوابط التي تضعها إدارة المدرسة، فيجب علي أن أحترم مُعلماتي، وأن أكون قدوة للطالبات الأصغر مني في المدرسة، لكي يتخذنني زميلاتي قدوة لهن في الكثير من التصرفات الحميدة”. وتضيف سارة عبدالله ناصر” شاهدت تصرفات خاطئة من قبل عدد من الزميلات، وهن يرتدين إكسسوارات عليها صور غير لائقة ويتشبهن بثياب الشباب وفي مشيهن أيضاً وبعضهن أصبحن لا يبالين بالمذاكرة ولا يلتزمن بالزي المدرسي، وللأسف الشديد فإن هناك الكثير من السلوكيات الخاطئة؛ كالغياب الجماعي وعدم حضور الطابور الصباحي. وتقول: قد يكون السبب في ذلك إهمال الأسرة للأبناء، وقلة الرقابة ونشر الوعي بينهم، وعدم مُعاقبتهم على ما يرتكبونه من أخطاء بالبيت ورفاق السوء الذين يُشكلون هاجساً سلبياً في اكتساب الطلبة للسلوكيات الخاطئة، وعدم الاهتمام بالأنشطة المدرسية، والعبث بالمرافق العامة للمبنى المدرسي، موضحة أهمية تبني برامج طلابية تفتح حواراً مباشراً بين الطلبة والإدارة والهيئة التدريسية للتعرف على متطلبات واحتياجات كل طرف. وقالت الطالبة فاطمة أحمد “كثيراً ما نلاحظ رمي المخلفات في الأماكن غير المخصصة لها، واللعب بالمياه في ساحة المدرسة إلى جانب هروب بعض الطالبات وإهمال الأنشطة الصفية، والواجبات المنزلية، والإجابة عليها في الحصة الدراسية، أو قلة المذاكرة بالبيت. من جهتهم يقول المعلمون والمعلمات إن السلوكيات الخاطئة بالمدارس كثيرة وعديدة، ويمكن تحويلها إلى سلوكيات إيجابية، فالنشاط الزائد يمكن استغلاله في ممارسة الأعمال الفنية اليدوية والتشكيلية، ويمكن اتباع أساليب لتعزيز السلوك الحميد كالكلمة الطيبة ورفع الروح المعنوية أمام الطلبة، والتحفيز بالهدايا والجوائز للسلوك الحميد. وترفض هدى عبدالله الحمادي رقابة الأبناء وتقول “لا يمكن لأولياء الأمور محاصرة سلوك الأبناء خاصة في هذا الوقت الذي نعيشه، وإنما علينا تعليم أطفالنا معنى الرقابة الذاتية، لتكون الحصن الحصين لما يستجد من مغريات وتحديات، ففيها يتعلم الطفل معنى الخوف من الله في السر والعلانية، ومعنى الخطأ والعقاب هذا أهم ما يجب أن نغرسه في نفوس بناتنا منذ الصغر، فالرقابة التي نرجوها ونقصدها ليست أن يراقب الأب خطوات ابنته بعد أن يوصلها إلى مدرستها أو جامعتها، وليست الرقابة أن تتنصت الأم على محادثات الفتاة في الهاتف أو تفتش غرفتها دون علمها، كل ذلك يؤثر في نفسية الفتاة سلباً.” جنسيات متعددة يقول إبراهيم الحمادي موجه الخدمة الاجتماعية بمكتب الشارقة التعليمي حول أسباب انتشار السلوكيات الخاطئة تتكون المدرسة من خليط ومن جنسيات وثقافات متعددة ومختلفة إلى جانب المجتمع الخارجي والإعلام خاصة التلفاز وما يحتويه من برامج سيئة، وكذلك الأمر بالنسبة للمجلات التي تنشر صوراً خليعة، وانتشار الإنترنت، وأصبح سهلاً تبادل الصور و”الإيميلات” الخليعة عبر الهاتف النقال والتسكع في الشوارع والتجمعات أمام محال البقالة والكافتيريات ووجود الخادمات في المنزل وغياب رقابة الأم، فإذا وجد الشخص كل المغريات أمامه وهو يفتقد وجود القدوة الحسنة، وبالذات الوالدين، ويعاني من غياب دور الأسرة وضعف الوازع الديني فطريق الانحراف سهل أمامه. ويضيف قائلاً: من الأسباب أيضاً انفصال الوالدين بالطلاق وانشغال كل طرف بنفسه وهو سبب كذلك في تدني مستوى الطلبة. وأوضح أن مجتمع المنطقة الشرقية من الشارقة يعد من المجتمعات المحافظة على قيم الزواج والتمسك بالعادات والتقاليد، مما يجعله يتصدى بقوة للسوكيات الخاطئة. يقول يوسف يعقوب المنصوري مدير دائرة الخدمات الاجتماعية “من خلال خط نجدة الطفل الذي تنفذه الدائرة بالتعاون مع المنطقة التعليمية، بوضع صناديق في مدارس البنين والبنات لوضع شكاوى وكتابة المشاكل التي يعانون منها، تبين أن أكثر المشاكل هي الاعتداءات الجسدية بالضرب أو الجلد أو الرفس في أماكن خاصة بالجسم والإيذاء الجنسي بالتعرض للطفل والتحرش به”.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©