الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد الحمادي يعيد تقديم لعبة «التيلة والحيلة» بقالب عصري

خالد الحمادي يعيد تقديم لعبة «التيلة والحيلة» بقالب عصري
8 ابريل 2013 20:11
انطلاقاً من حب التراث والتعمق فيه، وحرصاً على نقله للأجيال الصاعدة، عمد الإماراتي خليل الحمادي إلى ابتكار لعبة تراثية ذهنية تعرف بـ«التيلة والحيلة»، وقام بتسجيلها في وزارة الاقتصاد في أبوظبي، حيث قدمها بقالب عصري يستهوي الناشئة، ويحملهم على ممارستها خاصة أنها لعبة ذهنية تنمي قدرات التفكير، آملاً في أن تجد لها موطئ قدم بين الألعاب الإلكترونية التي اكتسحت الأسواق. غدير عبدالمجيد (أبوظبي) - «لعبة التيلة والحيلة لعبة رياضية ذهنية مقتبسة من مجموعة ألعاب شعبية خليجية، ومن التراث والفلكلور العربي العريق، انبثقت من أرض الإمارات، لتصبح باكورة تطوير الألعاب الشعبية، ووسيلة لإحياء وبرمجة جانبا من التراث»؛ يقول خالد الحمادي، الذي قام بابتكار اللعبة لتكون ميدانا للتسلية والمنافسة الشريفة، بتصميم يواكب هذا الزمان، وبقواعد وخطوات سلسلة» إن سبب اتجاهه نحو تطوير هذه اللعبة على وجه التحديد، «في ماضي الأمم والشعوب ألعاب رياضية شتى، تعتبر من الوسائل الرئيسة في التسلية والترفيه، وتعبر عن عادات هذه الشعوب وتقاليدها التي حكمتها ظروف بيئية واجتماعية مميزة، ومجتمعات دول الخليج العربي لها من هذه الألعاب الكثير، فمعظمها آخذ في الاندثار نتيجة للتطور المثير في البنية الأساسية للمجتمع الخليجي لمواكبة العصر، فضلاً عن ظهور الألعاب الإلكترونية ذات الطابع السهل المترف، علماً بأن بعض هذه الألعاب الإلكترونية مستوحى من ألعاب قديمة تم تطويرها لتلائم مقتنيات وتقنيات العلم الحديث». تطوير اللعبة ويتابع: «بدراسة علمية دقيقة قمت بها لألعابنا الشعبية، رأيت أنه بالإمكان تطوير بعض منها وبرمجتها تمهيداً لاستغلالها في أجهزة الحاسوب والأجهزة الإلكترونية الحديثة، ومن هذا المنطلق اجتهدت بتطوير لعبة رياضية جديدة ذات أسلوب مميز ونظام مستقل تعتبر باكورة تطوير إحدى ألعابنا الشعبية وهي لعبة «التيلة» أو «الإتيل» وما يشملها من ألعاب كالارط (المور) الحل، والكانة، والدقة (جقة حوش)، والصاد راد، كذلك لعبة الحالوسة (أم السبع) ولعبة الجيس واليحف، وألعاب أخرى تشتمل على كرات دائرية صغيرة أو حصوات مستديرة وفجوات أو حفر دائرية مع خطوط الرمي والتسديد كالشيش (المشد)، فقمت بدمج ألعابها أو بعض منها في لعبة واحدة مع تحديث عناصرها، واستغلال معرفتي بأساليب اللعب الحديث وبعض الألعاب الدارجة كالسنوكر والبياردو والكيرم، وكذلك لعبة زهر الطاولة مقتبساً بذلك أفكارا جديدة، والعمل على ترجمة هذه الأفكار لتطوير لعبة شاملة ذات تطبيق يلائم هذا الزمان وبه تنشيط للقوى الذهنية وإحياء التراث، وسهلة الممارسة لكل فرد وفي كل دار بهدف التسلية والترفيه بالفكر، وليسهل بعد ذلك برمجتها واستخدامها بالأجهزة المرئية». لعبة منزلية يقول الحمادي: «اللعبة المبتكرة تكاد تكون القاسم المشترك في جميع الألعاب سالفة الذكر، مع الأخذ في الاعتبار الأسلوب الحديث للرياضات الترفيهية والألعاب الإلكترونية، وعليه راعيت التعميم عند التصميم، بحيث تحوي اللعبة عنصراً مهماً من ألعابنا الشعبية، وتشمل الفئات كافة بمختلف الأعمار والأجناس، كما يمكن استخدامها في كل الأوقات، حيث إنها ستصبح لعبة داخلية يمكن ممارستها في المنزل بعد أن كانت خارجية، إذ إن موقعها الجديد بين طاولة الضيافة، داخل المنازل، وكذلك الأندية الرياضية ما يحقق وسيلة حديثة لوسائل التسلية والترفيه والمنافسات الذهنية والرياضية الشريفة». وعن مكونات لعبة التيلة والحيلة المطورة والتي اقتبس اسمها من أحد الأمثال الشعبية «إلي ماله حيلة، يلعب تيلة» الحمادي، يقول «تتكون اللعبة المطورة من أداة اللعبة والتسديد الإتيل (جمع تيلة) وهى كرات زجاجية صماء بلورية أو أحجار كريمة صلدة، كاملة الاستدارة، ملساء، ذات ألوان مختلفة ومصنفة تصنيفاً يحدد مركزها، وجميعها ذات حجم متوسط واحد ومتساوي الأقطار، وغطاء الملعب، وهو من الزجاج الذي يوفر حماية للملعب أثناء الممارسة، محاطاً بإطار من الخشب لتقوية الزجاج وحماية أرضية الملعب من السوائل وبتصميم خاص يمكن الاستفادة منه في تدوين وحفظ الأبيات الشعرية والأقوال المأثورة، بالإضافة إلى طاولة الملعب، وهي طاولة للضيافة والقهوة العربية، ذات تصميم عصري وحصري، وابتكار يميز شكلها الفريد، فهي مستطيلة الشكل، محددة الأبعاد، لها قاعدة من الرخام الأملس أو المكسو بالقماش ومحاطة بإطار من الخشب، ويتوسط جوانبها الداخلية إطار من المطاط لارتداد الكرات (الإتيل) في نطاق الملعب، كما يوجد درجان يتوسطا عرض الملعب، أسفل أرضية الملعب أمام ولكل لاعب/فريق، يستخدمان في حفظ الإتيل وكتيب الإرشادات، الذي يستخدم لترتيب وتنظيم الكرات التيلة، وتحديد موقعها في مركز الملعب قبل بداية اللعب». شروط اللعبة حول شروط ممارسة لعبة التيلة والحيلة المطورة، يقول إنه «لا بد من وضع الطاولة التي تمارس عليها اللعبة على أرض مستوية بحيث تبقى أفقية الملعب ومتساوية الأطراف في مستوى الارتفاع، ويجب إبعاد اللعبة عن الأطفال دون سن الخامسة، وعلى اللاعب أن يستخدم أصابع اليدين في ترتيب التيل قبل الشروع في اللعب، وأن يستخدم المواد والإتيل الخاصة باللعبة فقط، ويجب استبعاد المراهنات والشروط الشخصية قبل وأثناء اللعب، بالإضافة إلى جلوس اللاعب واستخدام أصابع اليد الواحدة أثناء اللعب». ويمكن أن تلعب لعبة التيلة والحيلة المطورة، وفق الحمادي، بمعدل لاعبان اثنان للعبة الفردية- لاعب لكل طرف، أو أربعة لاعبين للعبة الزوجية- لاعبان لكل فريق، أو ثلاثة لاعبين- لاعب لطرف ولاعبان للطرف الأخر، وهي حالة خاصة يشترط الاتفاق عليها مسبقاً بين كل الأطراف المتنافسة، حيث يتناوب لاعبان مشتركان بفريق، ضد لاعب محترف خصم، أما بالنسبة لعدد تيل اللعب فيذكر خليل أن مجموع هذه التيلة الرئيسة داخل الملعب ثلاثة وعشرون تيلة بمعدل تسع تيل واثنان من الجيس لكل لاعب/ فريق وتيلة أخرى مشتركة حمراء اللون، بالإضافة إلي إجمالي سبعة إتيل احتياطية مختلفة للفريقين، تستخدم في حالات الاستبدال ليصبح إجمالي التيلة للمنظومة الواحدة ثلاثون تيلة، ومجموع التيل في اللعبة الواحدة موزعة علي أرضية الملعب توزيعاً متناسقاً يبين مكانتها ومهامها. أجواء مريحة من أجل تقريب صورة اللعب بلعبة التيلة والحيلة على الطاولة المخصصة لها إلى الأذهان يشرح الحمادي طريقة اللعب، قائلاً «بداية لا بد من تهيئة موضع الطاولة بوضعها أفقياً على أرض مستوية ومفروشة، بالنسبة للاعبين اللذين يفضلان الجلوس على الكراسي بكافة أنواعها أو ذوي الاحتياجات الخاصة ذوي الكراسي المتحركة تستخدم الأرجل الطويلة للطاولة (750مم)، ويمكن الاستغناء عن الأرجل كلياً أثناء الرحلات البرية بوضع أرضية الملعب على الأرض بحيث تبقى اللعبة داخل المحيط الخاص بها، ويبقى المستطيل على الأرض مباشرة مع وضع أيه ثوابت تحت أطراف الطاولة بارتفاع قليل لسهولة سحب التيل من أسفل الملعب. كما يمكن الاستغناء عن الأرجل الصغيرة والطويلة، ووضع الطاولة على طاولة الطعام الأعلى والأكبر حجماً إذا رغب اللاعبون، ولذوي الاحتياجات الخاصة أيضا، ومن ثم يجلس اللاعب وجهاً لوجه مقابل اللاعب الخصم حول طاولة اللعبة قبالة الضلع الأصغر بحيث يبقي الخط الوهمي بين اللاعبين ماراً بالدائرة المركزية وموازياً لضلعي الملعب الجانبين، بعد ذلك يتفق اللاعبان/ الفريقان على ضربه البداية، فإذا اتفقا فعلى كل لاعب الاستعداد بالجلوس مقابل درج الملعب الحاوي للتيل بأسفل الطاولة، وحيث أن أحدهم يملك ضربة البداية (بالاتفاق)، فإن عليه التأكد من استخراج جميع التيل وفصلها إلى مجموعتين (للاعب وللخصم ) وإعادة باقي التيل (الاحتياط) إلى مكانها بدرجي الملعب. أما إذا اختلفا، تستخرج عدد (2) جيس من الدرج (جيس باختيار كل لاعب) ويبدأ كل لاعب بتسديد الجيس من منطقة التسديد الخاصة به إلى الدائرة المركزية «م» والتيلة الأقرب إلى مركز الدائرة (نقطة التيلة الحمراء) يحقق للاعبها ضربة البداية، ويطلق على صاحب ضربة البداية (لاعب) وعلى اللاعب الآخر المنافس/ الخصم». طريقة اللعب يتابع الحمادي تفاصيل طريقة اللعب، موضحاً «يقوم اللاعب باختيار الملعب والتيل والجيس (من حقه أن يختار الملعب بل ويأمر الخصم باستخراج وترتيب الإتيل)، ويجوز لأي لاعب اختيار ألوان التيل المناسبة له وكذلك إحضار التيلة والجيس الشخصي للعب بهما، شريطة أن تكون مطابقة لمواصفات وأحجام تيل اللعبة. وعلى اللاعب استعادة التيل الخاصة به بعد انتهاء اللعب، ويجوز اكتساب اللاعب للتيل الخاصة باللاعب الآخر والاحتفاظ بهم إذا اتفقا، إلا في حالات المراهنة المادية حيث أن ذلك أمر مرفوض ومغاير لهذه اللعبة ولا ينطبق على شروطها وقوانينها. يلي ذلك قيام اللاعب/ الخصم باستخراج التيل الخاصة بالملعب من درجا الطاولة وتوزيع التيل بالشكل المطلوب ومن ثم إزاحة كل لاعب الإتيل بمثلث يديه إلى منتصف الملعب داخل الدائرة المركزية، ومن ثم يسحب اللاعب/ الخصم يديه من الدائرة المركزية بعد ثبات التيل، وفي حال عدم استقرار أي تيلة يجب موازنة ميول الطاولة ( أسفل الأرجل)، ويستخدم الباودر داخل الدائرة المركزية في حالة الأرضية الرخام، غير المكسوة بالقماش». ويلفت الحمادي إلى أنه بمجرد أن يبدأ اللاعب أو الفريق بالتسديد من منطقة التسديد (الشيش) بملعبه محاولاً تكوين التيل الخاصة به، فإذا ما فشل في التكوين انتقل اللعب إلى الخصم ليبدأ بدوره التسديد من منطقه الشيش (المشد) بملعبه محاولاً تكوين التيل الخاصة به وهكذا، وتتطلب أفضل طرق التسديد الدقة المتناهية داخل منطقة التسديد، لذا يجب ملامسة الجيس/ الروز لأرضية الملعب عند التسديد، ولا بد من الاستخدام الصحيح لإصبعي اليد والسبابة والوسطى في عملية التسديد حيث تقوم السبابة بكبح الوسطى حتى لحظة الانطلاق المناسبة، وهي من أفضل طرق التسديد في الماضي للعبة. تسميات مختلفة يشير خالد الحمادي إلى أن الألعاب الشعبية التي اختارها كانت في السابق مقتصرة على الصبيان فقط ولها مواسم معينة، تمارس فيها بأوقات محددة كلها تنتهي قبل الغروب لتعثر الرؤية، مضيفاً أن تسميتها تختلف باختلاف الشعوب وكانت اللعبة موضوع الابتكار»التيلة» تسمى في مصر السودان بِليه، وفي بلاد الشام الكلال والبنانير والدحل، وفي الهند الجولي، وفي الغرب ماربل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©