الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرعاية المتوازنة للطفل تنمي إحساسه بالمسؤولية

الرعاية المتوازنة للطفل تنمي إحساسه بالمسؤولية
8 ابريل 2013 20:12
أبوظبي (الاتحاد) ـ تتعدد أساليب تربية الأبناء بتعدد مستويات ثقافة التنشئة الاجتماعية السائدة، وقد تتداخل وتتفاعل فيما بينها، لأداء أدوارها بدرجات متفاوتة، وذلك عبر مراحل دورة حياة الإنسان. وتلعب الأسرة دوراً حيوياً في تشكيل سلوك الفرد بطريقة سوية أو غير سوية، وذلك من خلال النماذج السلوكية المقدمة للأطفال والشباب، وأنماط السلوك والتفاعلات التي تدور داخل الأسرة. الدكتور أيمن غريب قطب، الخبير التربوي، يرى أن هناك العديد من الأساليب المتبعة في التربية، منها: أسلوب القسوة والتسلط، وهو المتسم بالضبط الصارم، والعقاب المتكرر، وعدم الاستماع لرأي الطفل أو الشاب أو رفض رغباته والحؤول من دون قيامه بما يرغب. وأسلوب الحماية الزائدة: وهو يسلب الطفل أو الشاب رغبته في التحرر والاستقلال، حيث التدخل في شؤونه باستمرار والقيام نيابة عنه بالواجبات، ومن ثم لا تتاح له فرصة اختيار أنشطته المختلفة بنفسه، وبالتالي يجد صعوبة في تحمل المسؤولية، خاصة في مستقبل حياته. وأسلوب الإهمال والنبذ: ويتمثل في عدم الاهتمام برغبات الفرد وحاجاته وإبداء الكراهية أحياناً له، وعدم الاهتمام بنظافته أو إشباع حاجاته الضرورية الفسيولوجية والنفسية، وهي من صور الإهمال. أما الأسلوب المتذبذب: ويعتبر من أشد الأنماط خطورة على الفرد على صحته النفسية. ويتضمن التقلب في المعاملة بين اللين والشدة فيثاب مرة ويعاقب مرة أخرى على السلوك نفسه. كذلك أسلوب التفرقة: كثيراً ما يلجأ الآباء إلى التفرقة بين الأبناء في المعاملة أوعدم المساواة بينهم بسبب الجنس أو السن أو ترتيب الابن أو لأي سبب آخر. الأسلوب المعتدل: ويتميز بالاعتدال والحزم والتواصل والحب والثواب والعقاب المتوازن وإعطاء تفسيرات لقواعد السلوك. وهذا الأسلوب من أنسب أساليب تحقيق الصحة النفسية للفرد. الأسلوب التساهلي: ويتمثل في ترك الحبل على الغارب، ويتميز بالدفء من دون صرامة، ووجود قليل من القواعد السلوكية، وندرة العقاب، وعدم الثقة في مهارات الفرد. ويؤثر هذا على السلوك سلباً في خلق شخصيات قليلة الاعتماد على نفسها أو عدم المسؤولية وانخفاض مستوى التحصيل. ويضيف الدكتور غريب: «قد أظهرت الدراسات أن لهذه الأساليب تأثيرها الحيوي على شخصية الفرد وأساليب سلوكه وطرق تكيفه. وقد تبين أن عادة إتلاف ممتلكات الغير تأتي من أطفال أو شباب نشأوا في جو أسري يعاني مشكلات حادة، وأن أساليب الإهمال للأطفال أو التساهل المفرط معهم تسبب انحرافات سلوكية. وهناك علاقة بين ممارسة العنف داخل الأسرة والعادات السلوكية السالبة لدى الأطفال. وأن أسلوب التقبل يجعلهم أكثر تعاوناً واستقراراً وهدوءاً وبعداً عن العدوانية. كما تبين أن الأطفال العدوانيين نشأوا في أسر تستخدم القسوة والنبذ. كما أن هناك علاقة بين نقص عاطفة الحب والحنان في البيت والنزوع الاجتماعي والانحراف السلوكي. وقد يبدو هذا السلوك نتاجاً لسوء التوجيه والرعاية الأسرية، وعدم وجود نماذج سلوكية جيدة. وقد يأتي هذا السلوك نتيجة فشل مؤسسات التربية في وضع أسس وقواعد ثابتة ومستقرة أو نتيجة مشاعر الفشل والإحباط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©