الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ربيع براغ بداية النهاية للمعسكر الاشتراكي

18 أغسطس 2008 00:57
قبل أربعين عاماً وفي 21 أغسطس 1968 سحقت قوات الاتحاد السوفيتي وأربع دول من حلفائها في معاهدة وارسو ''ربيع براغ'' وسط لا مبالاة الغربيين الذين كانوا منشغلين حينها بحركاتهم الاحتجاجية الداخلية· وكرس الاجتياح لتفادي انتشار ''الاشتراكية ذات الوجه الإنساني'' التي كان يدعو لها قائد الحزب الشيوعي التيشكوسلوفاكي حينها الكسندر دوبشك، مبدأ ''السيادة المحدودة'' التي كانت تمنحها موسكو للدول التي تدور في فلكها في أوروبا الشرقية· وفيما كان البعض يرى فيه اختلافاً بين فصائل شيوعية والبعض الآخر تصدعاً في المعسكر السوفيتي وفاتحة انهياره عام ،1989 أخذت تهب في ''ربيع براغ'' داخل الحزب الشيوعي الحاكم منذ 1948 رياح اصلاح خجولة لكنها غير معهودة في البلاد· ويرى المؤرخ فيليم بريكان ''أنها كانت أجواء فجر ثورة ديمقراطية لكن منطق الحرب الباردة حال دون نجاحها''· واعتبر المنشق السابق بيتر يوهل ''لو لم يحصل الاحتلال لتحولت تشيكوسلوفاكيا إلى ديمقراطية برلمانية في غضون بضع سنوات''· وكان ''ربيع براغ'' الذي قمع في أغسطس بدأ في الحقيقة في يناير 1968 بعد انتخاب السلوفاكي الكسندر دوبشك (1921-1992) رئيساً للحزب الشيوعي محل انطونين نوفوتني (1904-1975) القيادي في جهاز الحزب الذي لم يكن يحظى بشعبية في النظام الستاليني· وبادرت قيادة الحزب بإصلاح اقتصادي حذر لكن رفع الرقابة سرعان ما أدى إلى انفتاح غير مسبوق في الصحافة والنشاطات الثقافية· ونشأت منظمات غير شيوعية مثل ''كاي ''231 التي أسسها سجناء سياسيون سابقون أو ''نادي عدم المنتمين إلى حزب'' الذي قال اولدريتش توما مدير معهد التاريخ المعاصر في أكاديمية العلوم إنه كان مشروع انطلاقة حزب معارض· وأضاف توما أنها كانت بداية النهاية حيث ''إنه لو انفتح النظام الشيوعي وتخلى عن القمع وفرض الرقابة على الصحافة أو الحركات المعارضة كما حصل في تشيكوسلوفاكيا عام 1968 فربما استحال على الذين بادروا بالعملية وقفها''· وقوبلت ''الاشتراكية ذات الوجه الإنساني'' التي دعا إليها دوبشك ورفضها المتشددون في الحزب وعلى رأسهم فاسيل بيلاك وهو سلوفاكي أيضاً، باستياء واضح في الكرملين الحريص على الاحتفاظ بالسيطرة على ارض تابعة له في موقع استراتيجي بين ألمانيا الغربية والاتحاد السوفيتي· وفي الثالث من أغسطس 1968 طرح ليونيد بريجنيف على قادة ''الأحزاب الشقيقة'' التشيكوسلوفاكي والمجري والبلغاري والبولندي والألماني الشرقي المجتمعين في براتيسلافا نظريته في السيادة المحدودة· وقال المؤرخون إن بيلاك سلم ''دعوة في رسالة'' إلى الزعيم السوفيتي طالباً من موسكو وقف الإصلاحات بكل الوسائل· وبعد أقل من ثلاثة أسابيع اجتاحت ثلاثين فرقة سوفيتية مدعومة بوحدات بلغارية ومجرية وبولندية وألمانية شرقية، تشيكوسلوفاكيا ليبدأ احتلال دام عشرين سنة حتى ''الثورة المخملية'' عام ·1989 وأفاد المعهد التشيكي لدراسات الانظمة التعسفية أن قوات الاحتلال قتلت 108 أشخاص وجرحت نحو 500 آخرين ما بين 21 أغسطس ونهاية ديسمبر ·1968 واكتفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون المنشغلون بحرب فيتنام وحركات اجتماعية داخلية بالاحتجاج بشكل رمزي· وأقيل الكسندر دوبشك في إبريل 1969 فيما بدأ غوستاف هوساك رجل موسكو الجديد عملية تطبيع تعددت فيها المحاكمات السياسية· وانصاعت الأمة رغم تضحية الطالب يان بلاش الذي انتحر بإضرام النار في جسده آملا في توعية الضمائر·
المصدر: براغ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©