إسلام آباد: إجراء إقالة مشرف يطرح على البرلمان غداً

أعلن وزير الدفاع الباكستاني احمد مختار أمس أن طرح إجراء إقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف على البرلمان سيتم بحلول غد الثلاثاء، مع تزايد التوقعات بشأن اتفاق يمكن الرئيس من التنحي من دون محاكمة· في حين استبعدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس منح لجوء سياسي الى مشرف قائلة ''إن هذه المسألة غير مطروحة للنقاش''· وقال وزير الدفاع الباكستاني إن ''مذكرة اتهام مشرف ستطرح على البرلمان بحلول الثلاثاء''· وظهرت توقعات في باكستان أمس بقرب التوصل إلى اتفاق يمكن مشرف من التنحي دون أن يحاكم ليتجنب بذلك عملية مثيرة للجدل تتضمن مساءلته· وقال مسؤول أمني باكستاني بارز لرويترز إن ممثلين عن المملكة العربية السعودية يحاولون التوصل لاتفاق لحماية مشرف وحفظ ماء وجهه· وأضاف المسؤول ''وصلت بعض الشخصيات المهمة إلى هنا للتوسط، وحطت طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية في قاعدة تشاكلالا الجوية لذا فقد يستغرق الأمر يوما أو يومين''· ونفى طرفا الجدل في باكستان ما جاء في تقارير حول توسط السعودية، وقال فرحة الله بابار وهو متحدث باسم زرداري زعيم حزب الشعب أمس ''قد تكون بعض الشخصيات المهمة وصلت إلى هنا لكننا لا نعلم ولم يتصل أي منهم بالسيد زرداري''· وردا على سؤال حول إمكانية إعفاء مشرف من المحاكمة في حالة تنحيه قال بابار ''موقفنا واضح جدا فالأمر في هذه الحالة يتوقف على قرار الائتلاف والبرلمان''· وأعد الائتلاف الحاكم اتهامات بالتقصير لتوجيهها لمشرف ترتكز على اتهامه بانتهاك الدستور وإساءة التصرف· وأفادت تقارير أيضا بأن الائتلاف يبحث اتهام مشرف بإساءة استغلال الاموال في رحلات سفره الخارجية· وأصابت طبيعة الاتهامات معسكر مشرف بالقلق من إمكان محاكمته حتى ولو قرر التنحي دون مقاومة، لكن المتحدث باسم مشرف أصر على أن الرئيس الباكستاني لن يتنحى وأنه سيواجه الاتهامات· وقال مسؤولون في الائتلاف الحاكم إن القرار الذي اتخذه مشرف يوم 3 نوفمبر بفرض حالة الطوارئ يمثل اتهاما رئيسيا على قائمة اتهامات التقصير ضده· وفي حين تسري شائعات حول استقالته المفترضة ابلغ مشرف انه لا ينوي البتة التخلي عن زمام الامور في باكستان التي تعتبر قوة نووية وعسكرية· واعلن طارق عظيم وزير الاعلام السابق في الحكومة الموالية لمشرف الاسبوع الجاري ان ''المفاوضات جارية ومن مصلحة الكثيرين تسوية هذه القضية بشكل ودي دون الوصول الى الإقالة''· لكن أنباء في وقت لاحق قالت ان جهود الوساطة لإقناع مشرف بالاستقالة تعثرت بسبب إصراره على مواجهة المحاسبة· ونقل عن المستشارين القانونيين تأكيدهم ان مشرف تجاهل نصائحهم رافضا ان تكون الاستقالة احدى الخيارات امامه وطلب منهم دراسة الحيثيات القانونية التي تساعده على تطبيق المادة'' 58-2 ب'' من الدستور لحل البرلمان وإقالة الحكومة واللجوء الى المحكمة العليا الاتحادية للطعن في لائحة الاتهام التي ستطرحها الحكومة الائتلافية خلال اليومين المقبلين· وقالت الانباء ان المستشارين أوضحوا لمشرف أن المحكمة العليا لا تستطيع التدخل في شؤون البرلمان· وذكر رضا رباني رئيس مجموعة الائتلاف الحاكم في مجلس الاعيان أمس ان الرئيس مشرف سيمنح وقتا كافيا للرد على ما جاء في لائحة الاتهام دون ان يحدد فترة زمنية · واكد مسؤولان في الائتلاف الحكومي اجراء مفاوضات مع المعسكر الرئاسي، وافاد احد المصادر ان مشرف قد يستقيل مقابل ضمان عدم ملاحقته بسبب فرضه حالة الطوارئ في الثالث من نوفمبر 2007 بعد شهر من اعادة انتخابه بشكل مطعون في شرعيته· وفي السياق اعلنت رايس أمس ان مسألة منح او عدم منح اللجوء السياسي لمشرف في حال إقالته امر غير مطروح على طاولة البحث· وقالت في تصريح لشبكة فوكس الاميركية التلفزيونية ''الأمر ليس مطروحا على طاولة البحث وأريد ان اكتفي بالتركيز على ما يتوجب علينا القيام به مع الحكومة الديمقراطية في باكستان''· وفيما إذا كانت إقالة مشرف تصب في مصلحة باكستان، قالت رايس ''انها مسألة يجب أن يحلها الباكستانيون''، واضافت ''لقد دعمنا الانتخابات الديمقراطية التي جرت في باكستان، وعملنا جاهدين من أجلها''· وأوضحت ان الولايات المتحدة اثبتت دعمها للحكومة الجديدة، مشيرة الى اللقاء الاخير الذي عقد بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني· وقالت ان مشرف ''حليف جيد''، مضيفة ان واشنطن لم توافق على قراره اعلان حال الطوارئ في الثالث من نوفمبر الماضي· أمنيا اندلعت اشتباكات طائفية في إحدى المناطق القبلية النائية فى باكستان أمس مما رفع حصيلة قتلى الاشتباكات خلال الايام الـ12 الماضية إلى أكثر من 200 شخص· وقال مسؤول بارز في الادارة المحلية إن 24 شخصا على الاقل لقوا حتفهم، فيما أصيــب العشرات في اشتباكات مسلحة استمرت طوال الليل وحتى الساعات الاولى من الصباح بين الشيعة والسنة بمنطقة كورام القبلية المتاخمة لافغانستان· وأغلب القتلى من العناصر المتشددة المؤيدة لجماعة ''طالبان'' الذين تدفقوا من منطقة شمال وزيرستان القبلية المجاورة إلى مناطق مختلفة في منطقة كورام ذات الاغلبية السنية· وقال المسؤول إن ''الفصائل المتنازعة أحرقت ثلاث قرى على الاقل في ''لوار كورام'' مما أسفر عن تدمير عدد من المنازل''·