السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء الخاجة جَدة هوايتها ركوب الخيل

نساء الخاجة جَدة هوايتها ركوب الخيل
8 ابريل 2012
تحسب نساء الخاجة العمر بالإنجازات التي تقدمها، وتعتبر أن الوقت ملائم دائما للقيام بالأعمال الجيدة، فبعد تألقها في عملها وفي قيادة فريقها الإداري بنجاح، وبعد أن تفرغت لتربية أبنائها مدة طويلة، توجهت لممارسة رياضة ركوب الخيل، ليس من أجل الحفاظ على لياقة بدنها وتحسين صحتها فقط، حيث إنها تسعى إلى إثبات حضورها في هذه الرياضة سيما وأنها شاركت في سباق القدرة، إلى جانب مشاركتها في مسيرات احتفالية أقيمت في العاصمة. لكونها تؤمن بأن العراقيل تخلق التميز، اختارت نساء الخاجة رياضة بها من الصعوبات الشيء الكثير مصممة على ضرورة المواصلة رغم العقبات التي تجاوزت بعضها، ولاتزال في طريقها لتحطيم الأخرى منها، حيث تنوي المشاركة في القفز على الحواجز، متطلعة إلى مشاركة دولية في هذا الإطار. وقد بدأت الخاجة، مسؤولة تسويق مجلة «الإعلام والعصر»، وهي الأم والجدة، تعلم ركوب الخيل قبل سنتين، وحققت نجاحات كبيرة أهمها مشاركتها في السباق التأهلي لمسافة 40 كم، إلى جانب 186 فارساً وفارسة، تأهل منهم 100 كانت هي من بينهم. طاقة إبداعية كانت اهتماماتها كلها تصب في عملها ودراستها وتربية أبنائها، لكن اجتاحتها رغبة في تأكيد حضورها على الساحة الرياضية، هذا الإحساس دفعها للممارسة رياضة ركوب الخيل خاصة أن في عائلتها من النساء من تمارس هذه الرياضة. إلى ذلك، قالت الخاجة «كنت أبحث دائماً على رياضة أمارسها، أو عملاً فنياً أظهر فيه ما أملكه من طاقة إبداعية، فاخترت رياضة ركوب الخيل، ولأن بنات خالي الثلاث يمارسن الفروسية، أردت أن أحذو حذوهن، ومن جهة ثانية أنا أحب الخيل، وهو الحيوان المفضل لدي، وعندما اقتربت منه شعرت أنه يتجاوب مع الإنسان خاصة الحصان العربي، فهو حنون جدا، حتى أنني عندما أسقط من على ظهره فإنه يقف إلى جانبي ولا يغادر أبدا إلى حين الاطمئنان علي، كما أن الحصان ذكي حيث يعرف خوف الإنسان ويشعر بقوته أو ضعفك». وأضافت «كنت أعاني من انزلاق في غضروف فقرات الظهر «ديسك» ونصحني أطباء بممارسة السباحة أو ركوب الخيل، ولهذه الظروف مجتمعة بدأت بممارسة رياضة ركوب الخيل»، مشيرة إلى أن الخيل رمز وجاهة وعزة، ولها حضور في الموروث الثقافي العربي، حيث اشتهر العرب بحفاوتهم بالحصان. وأوضحت الخاجة أنه رغم ممارستها لرياضة ركوب الخيل متأخرة، إلا أنها استطاعت أن تحقق نتائج مهمة، إلى ذلك قالت «في البداية مارست هذه الرياضة في اسطبلات خاصة، كما تدربت في أوقات مختلفة في الوثبة والختم وجزيرة السمالية، وبعدما رأيت تحسنا ولمست في نفسي حبي لهذه الرياضة قررت أن أكثف الدروس، ما دفعني للبحث عن التدريب الخاص وكنت أدفع مقابل ذلك مبالغ مالية ومازلت لأحصل على أحسن نتيجة، واليوم التدريبات كلها في مركز بني ياس للفروسية». تخطي الصعاب عن الصعوبات التي واجهت الخاجة أثناء التدريب وخاصة في بدايته، قالت «كنت أتعرض للسقوط لمرات متعددة، فأكثر من 5 مرات رماني الحصان من على ظهره، ومرات أفقد التوازن وأنزلق، وفي إحدى هذه المرات أصبت بضربة قوية على ظهري كدت أتوقف عن التدريبات على إثرها، لكن حبي للحصان ولهذه الرياضة جعلني أقاوم وأرجع للتدريبات من جديد». ومن المشاركات التي نجحت فيها الخاجة، قالت «شاركت في مسيرة «أم الإمارات» التي شاركت فيها عدة فارسات، حيث نظم مركز بني ياس للفروسية يوم مسيرة الحب والوفاء ورد الجميل من بنت الإمارات، إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «أم الإمارات» حفظها الله، قائدة مسيرة العمل النسائي ورمز نهضة المرأة الإماراتية، وقد شارك في هذه المسيرة 57 فارسة من جميع أنحاء الدولة حباً ووفاءً لأم الإمارات، وكانت المسافة المقطوعة لهذه المسيرة 15 كلم مشياً بالخيول». ونوهت الخاجة إلى أن هذه المسيرة سبقتها تدريبات مكثفة فاقت الشهر، موضحة أن الخيول التي شاركت في المسيرة وتحسبا لأي طوارئ، فإنها كانت مخدرة تخديراً خفيفاً. في السياق نفسه، قالت «بعض الخيول تقف فجأة وتفض التحرك خاصة مع المؤثرات الضوئية وحضور بعض العناصر الأخرى، في مثل هذه الأحداث مثل السيارات والأضواء وغيرها، ما يجعل بعضها يحرن، وبعضها يركض بسرعة، ومنها ما يكون هائجا». أبرز المشاركات أهم الإنجازات التي حققتها الخاجة تتمثل في مشاركتها في السباق التأهيلي (القدرة)، الذي نظم في قرية بوذيب، إذ أعربت عن اعتزازها بذلك. وقالت، شاركت في السباق التأهيلي لمسافة 40 كم بمشاركة 186 فارساً وفارسة، ودخلت في الصفوف الأولى». وحول تجربتها في هذا الإطار، قالت «كنت خائفة جدا من المشاركة، خاصة أنه أول سباق أدخله بشكل رسمي، حيث كان ضغطي منخفضاً، وقد تعرفت على الحصان قبل فترة السباق، ومن شجعني أكثر على خوض التجربة هي زميلتي دانة الحمادي، إذ شكلنا ثنائياً طوال مسافة السباق، وكانت سرعة الحصان تتراوح بين 23 و24 كيلومتراً في الساعة، وكان من المتوقع إنهاء السباق خلال ساعتين، لكنني والحمادي قطعناها قبل الوقت بنصف ساعة»، مشيرة إلى أن معايير النجاح تتضمن فحص دقات قلب الحصان، ومدى راحته. ورغم ما حققته الخاجة من تألق، وما وصلت إليه بعزيمة وإصرار، فإنها ترفض أن تشارك ابنتها في نفس السباق، لأنها تخاف عليها من السقوط، إلى ذلك، قالت الخاجة «كنت أتدرب مع بنات من عائلتي وكن في مراحل متقدمة، لكن سقوط إحداهن من على صهوة الحصان وتكسر أسنانها، دفع بوالدتهن لمنعهن من دخول السباقات، لذا سأمنع ابنتي من ركوب الخيل، لأنني أخاف عليها كثيرا». وفي سياق آخر، أعربت الخاجة عن نيتها في المشاركة في السباق التأهيلي لمسافة 80 كم و120 كم، كما أبدت رغبتها في التدرب على قفز الحواجز، موضحة أنها سعيدة جدا بهذه الرياضة التي ساعدتها على إثبات ذاتها من ناحية، ومن ناحية أخرى ساعدتها على الحفاظ على لياقتها البدنية، إذ أصبحت تتمتع بجسم رشيق، إلى ذلك، قالت «كنت في السابق أعاني من انزلاق في إحدى فقرات العمود الفقري، وكان الأطباء قد قرروا إجراء عملية جراحية لي، لكن ممارسة الرياضة من سباحة وركوب الخيل جعلني أشعر براحة تامة». حياة مهنية عن تجربتها في مجال عملها، قالت الخاجة إنها بدأت موظفة في مستشفى الشيخ خليفة كإدارية، ثم التحقت بجامعة أبوظبي، حيث درست سنتين لتحصل على وظيفة جديدة في نادي تراث الإمارات قسم العلاقات العامة، واليوم تعمل مسؤولة تسويق في مجلة «الإعلام والعصر»، التي تصدر عن مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام. وأضافت «نعمل على تسويق المجلة وتوزيعها على القصور والدواوين والهيئات والشركات الخاصة والحكومية في كل أنحاء الإمارات، كما نوزعها خارج الدولة على السفارات الإماراتية»، موضحة أن التسويق مسؤولية ليست هينة، حيث تلزمها حنكة وإدارة جيدة. وتسعى الخاجة إلى ابتكار آليات جديدة في التوزيع من خلال خلق فريق متحاب ومتآلف، حيث تقود زميلاتها بطريقة لبقة، إلى ذلك، قالت «القيادة وحسن التعامل يلعبان دوراً كبيراً في تحبيب العمل للموظفين، وأنا أؤمن بالتعاون في العمل، كما أؤمن بالعمل الجماعي في جو تسوده المحبة بين كل الفريق، لهذا أحاول ما أمكن خلق جو من الألفة بين الجميع ليكون المكان مصدر إلهام للشخص وليس العكس، وهذا بالطبع ينعكس على العمل وعلى العطاء، وأقدر كل موظف مجد في عمله ولا أحاسبه إذا اعترضته بعض الظروف الخارجة عن إرادته».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©