الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القروض الصغيرة “تضيء” حياة الفقراء في الهند

القروض الصغيرة “تضيء” حياة الفقراء في الهند
27 أكتوبر 2009 23:50
عندما يحل الليل على أجزاء نائية من أفريقيا وشبه القارة الهندية يلجأ مئات الملايين من السكان المحرومين من إمدادات الكهرباء إلى استخدام الشموع أو مصابيح الكيروسين الملوثة للبيئة للإضاءة. لكن الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية بدأت من خلال القروض الصغيرة تنير ببطء تلك المناطق الريفية التي تسبب فيها عدم الوجود الكهرباء في خنق التنمية الاقتصادية ورفع نسب الأمية وتدني الأحوال الصحية. ويقول بينال شاه من بنك سيوا “رابطة العمل الحر للنساء” التي تقدم القروض الصغيرة إنه “في وقت سابق لم يكن في مقدورهم القيام بأمور كثيرة بمجرد غروب الشمس. الآن تستخدم الشمس بطريقة مختلفة. لقد زادوا من إنتاجيتهم وحسنوا صحتهم ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي”. وحصلت بائعة الخضراوات راميبن واجري على قرض لشراء مصباح شمسي تستخدمه في إنارة كشكها ليلاً. تكلفة هذا المصباح بين 66 و112 دولاراً وهو ما يعادل دخل نحو أسبوع بالنسبة لواجري. قالت واجري التي تقدر أنها تربح نحو 300 روبية (ستة دولارات) إضافية بهذا المصباح الشمسي “شكل الخضروات أفضل في نور هذا المصباح وهو أرخص من الكيروسين وليس له رائحة كريهة”. وأضافت “إذا كان بمقدورنا استخدام الشمس لتوفير بعض المال.. فلم لا؟”. وفي الهند تساعد مشاريع الطاقة الشمسية التي عادة ما تمولها مؤسسات تقدم قروضاً صغيرة في الحد من انبعاثات الكربون وتحقيق هدفها بمضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة إلى ستة في المئة أو 25 ألف ميجاوات خلال السنوات الأربع المقبلة. ويقول براديب دادهيتش وهو زميل في معهد أبحاث الطاقة إن أجهزة غير مرتبطة بالشبكات العامة مثل أجهزة الطهي والمصابيح الشمسية التي يمكنها أن تظل منيرة عدة ساعات ليلا بعد أن تشحنها الشمس خلال النهار ستساعد في الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض البصمة الكربونية لرابع أكبر مصدر في العالم للانبعاثات. وأضاف “إنها تصل للناس الذين لديهم قدرة محدودة أو ليس لديهم قدرة على الإطلاق على الحصول على الكهرباء ويعتمدون على الكيروسين أو الديزل أو الحطب للحصول على احتياجاتهم من الطاقة.” وأضاف “هذه الأجهزة لا تلبي احتياجاتهم فحسب بل إنها تحسن أيضاً من نوعية الحياة وتحد من البصمة الكربونية”. وتعتبر رابطة العمل الحر للنساء “سيوا” واحدة بين عدد متزايد من المؤسسات التي تقدم القروض الصغيرة في الهند وتركز على توفير مصادر في متناول اليد للطاقة المتجددة للفقراء الذين كانوا سيضطرون لو لم يحصلوا على هذه المصادر إلى الوقوف ساعات لشراء الكيروسين لاستخدامه في المصابيح أو السير كيلومترات لجمع الحطب للطهي. ويشير شيريش جارود منسق مؤسسة المشاركة للطاقة المتجددة وفاعلية الطاقة في جنوب آسيا إلى أن “توفير الكهرباء مسؤولية الحكومة لكنها مهمة عملاقة والحكومة غير قادرة وحدها على توفيرها”. وفي أفريقيا أيضاً ساعدت القروض الصغيرة على إدخال الأجهزة الشمسية للمنازل والمدارس في المناطق النائية دون الاعتماد على الشبكة العامة. ويستخدم الفقراء الأموال التي كان من الممكن أن ينفقوها على الكيروسين في تسديد قروضهم التي اشتروا بها الأجهزة الشمسية. وهناك مئات الملايين من الناس في الهند الذين لا يحصلون على إمدادات كافية أو لا يحصلون على أي إمدادات من الكهرباء. غير أن الطلب على الكهرباء من جانب الصناعات في بلد بلغ فيه الناتج المحلي الإجمالي تسعة في المئة أو أكثر خلال السنوات الثلاث التي تسبق السنة المالية 2007-2008 كان له أثره على السعة والبنية الأساسية. وتقول مؤسسة المشاركة للطاقة المتجددة وفاعلية الطاقة إن من بين 76 مليون منزل في الهند محرومة من الكهرباء يستخدم 65 مليون منزل مصابيح الكيروسين التي تسبب انبعاثات مضرة. والكيروسين عالي القابلية للاشتعال والدخان المتصاعد منه مضر بالصحة. ويتوفى الآلاف سنويا في الدول النامية بسبب مواقد ومصابيح الكيروسين. وتسبب الدول النامية حاليا أكثر من نصف الانبعاثات للغازات المسببة للاحتباس الحراري وهذه النسبة في طريقها للارتفاع. وفي الهند من المتوقع أن تزيد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى ما بين أربعة مليارات طن و7.33 مليار طن في 2031. وليس هناك رقم بشأن انبعاثات الهند في الوقت الراهن. وأظهرت دراسة مولتها الحكومة الهندية مؤخراً أن نصيب الفرد من الانبعاثات الذي يقدر بأنه 1.2 طن من المتوقع أن يرتفع إلى 2.1 طن بحلول 2020 . وتمثل الطاقة المتجددة في الهند أقل من ثلاثة في المئة من إجمالي السعة الموجودة وتمثل الرياح الجزء الأغلب من مساهمة الطاقة المتجددة. وتقدر مؤسسة المشاركة للطاقة المتجددة وفاعلية الطاقة التي تباشر 10 مشاريع للطاقة المتجددة من خلال القروض الصغيرة أن هناك حاجة إلى 234 مليار روبية (49 مليار دولار) لإمداد 65 مليون منزل في الريف بالمصابيح الشمسية. وهذا المبلغ أقل من نصف إجمالي الدعم الذي تقدمه الحكومة لجعل الكيروسين متاحا للفقراء. وسيكون مصدر بعض هذه الأموال المؤسسات التي تقدم القروض الصغيرة التي تواجه مخاطر أقل كثيراً بالنسبة لهذه القروض الصغيرة القصيرة الأجل لتوفير الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية. وفي حي جمالبور المكتظ بالسكان في مدينة أحمد اباد تضيء بطارية تعمل بالطاقة الشمسية متجر سلمى محمد الصغير بعد أن اشترت البطارية بقرض قيمته 33 ألف روبية من بنك سيوا. وقالت “هذا المتجر ساعدني على تربية أبنائي... حسنت البطارية الشمسية من حياتنا.. ومنحتنا الكثير الذي يجعلنا ممتنين”.
المصدر: أحمد اباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©