الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغضب.. يتأرجح بين حد "السيف" وصفاء "الوردة"

الغضب.. يتأرجح بين حد "السيف" وصفاء "الوردة"
27 أكتوبر 2009 23:56
الغضب رد فعل إنساني وانعكاس على وضع ما، تتفاوت نسبته بين شخص وآخر، ويعتقد المفسرون أنه له ارتباطات جسمية وعقلية، تناقش حوله المدونون هذا الاسبوع على الشبكة، بل ووضع بعضهم نظريات وأسس للتعامل معه، فتحت عنوان "عندما تحول الغضب إلى فعل إيجابي" كتب أحمد في مدونته http://www.ahmad-b.net : تملك كارمن مونوز من الحزم والصلافة ما أهلها لتكون فعالة في أعمال الرجال فهي تعمل في تجارة تصميم قطع السيارات منذ خمس وثلاثين سنة. وقد بدأت العمل منفردة كبائعة في شركة صغيرة في منطقة ديترويت. وذلك عندما دعاها ابن صاحب الشركة إلى مكتبه عند استلامه إدارتها سنة 1984م. تقول مونو : (قال لي إني كامرأة أكسب الكثير من المال وهذا كثير، وخاصة بالنسبة لامرأة مكسيكية. وقد اندهشت جدا وطلبت إعادة ما قاله وعلى مهل) . ففعل ذلك. ولن تنسى مونوز نهار الخميس الواقع في 13 مارس سنة 1984م أبدا، إذ كان هذا التاريخ هو يوم انقلب أسلوب حياتها كلياً بعد أن قدمت استقالتها. بدأت مونز في تأسيس شركة خاصة بها لتنافس بها شركة الابن الذي أثار غضبها. لم تنظر إلى الوراء البتة، على الرغم من أن صاحب العمل السابق قد أغلق مؤسسته بعد ثمانية عشر شهرا من تركها للعمل عنده. قالت مونوز : (إن الغضب هو شيء مذهل. قد يدفعك إلى فعل عمل رئيسي مهم). إن مونوز الحاصلة على جائزة أيفون للمرأة المقدامة سنة 1997، أصبحت رئيسة لمجلس الإدارة في شركة الأركان العامة الصناعية (GSC) في سنة 1996م، عندما استلمت شركتها شركة أخرى لتصنيع قطع السيارات. وكان المركز الرئيسي في ديترويت وهناك مكاتب أخرى في ليفونيا و أنديانابوليس وأن المئتين وعشرين موظفاً في شركة (GSC) يصنعون القطع بدقة وإحكام لنقلها إلى الخارج. من الواضح، أن لا أحد يتمنى أن يُهان وأن يُؤذى كي يحرض امرأة أو رجلاً للتفوق في مجال العمل. لكن من الممكن مواجهة ذلك الأمر، ففي بعض الأحيان قد يتطلب الأمر حالة قصوى من الانفعال الايجابي لحثك على البحث لمستقبل أفضل تظهر خلالها إمكانياتك المخبأة، وعلى ذلك فإن الغضب قد يستعمل في طرق إيجابية، إن سمحت أنت بذلك. انفعال اجتماعي وفي مدونته " إني أتأرجح"http://www.iswing.ws كتب عبدالله : يقول ستيفن مانالاك وهو استشاري في مجال التواصل، المشكلة في الغضب أنه انفعال جماعي، إنه ينتشر، فلو أننا شعرنا بالغضب وقلنا لصديق أو زميل شيئا يعبر عن غضبنا هذا، فإن احتمالية أن يغضب هو الآخر تزداد للغاية. ثم لا يلبث أن ينمو ذلك في صورة خلافات أو حزازيات وضغائن. فعندما يتواصل الغاضبون، فإن تواصلهم هذا يكون بمثابة سلاح رهيب ومخيف، إذ يولد الغضب غضبا إلى أن يتقاتل الجميع. إن تحقيق نتائج إيجابية من التواصل يقوم على أساس العقل ومهارات التواصل. فتحسين عقلك دون اكتساب تلك المهارات سوف يتركك على حالك من الغضب. واكتساب المهارات مع بقائك بعقليتك السلبية لا جدوى منه كذلك. وعلى حين أن معظمنا ينظر إلى الغضب على أنه انفعال قوي وفوري، فمن الممكن لهذا الغضب أن يكون صورة غير واضحة من صور الاستياء الذي ينمو بداخلنا محدثا حالة من الاهتياج الشديد والذي يحول بيننا وبين التفكير بوضوح أو رؤية الأحداث على حقيقتها وبشكل واقعي. وفي ظل أعراض الفشل والغضب يرى الشخص الغاضب كل حدث وكل قول من منظور هذا الغضب، وهكذا يزداد الجدال حدة ويولد الغضب غضبا والشخص الذي يولد الغضب يكون على قناعة بأنه بفكر بوضوح. فهو بعقله يرى أنه يعاني الكثير من الآلام والجراح في حياته، ويعتقد أنه قادر على إزالتها لو سببت هذه الآلام والجراحات للآخرين. لكن كثيرا من الناس أيضا يكون رد فعلهم إزاء جرح الآخرين لهم أن ينزلوا بأنفسهم لوما وإيلاما مدينين إياها على نحو بالغ. ويشير العلم إلى أن الضغط النفسي والشعور الداخلي بالاستياء لا يؤديان فقط إلى العزلة والتعاسة وإنما يسهمان أيضا في ظهور الأمراض العضوية والاكتئاب وضعف الطاقة والحماس. وللتعامل مع الغضب اقترح مانالاك طريقتين: أولاهما العودة إلى منبع عقلك، والأخرى تعلم الأساليب الجديدة عن الكيفية التي تتعامل بها مع المشكلات. بالنسبة لمعظمنا، يعد الغضب جانبا من الحياة والحياة في تغير مستمر، والتغير يؤدي إلى مشكلات، لذلك فسوف نصبح أسعد حالا بكثير وأكثر فعالية إذا غيرنا من عاداتنا في الاستجابة. كثيرا ما يحدث تصادم بيننا وبين الآخرين وننفجر غاضبين، في مثل هذه المواقف الأولى بنا أن نفكر وننتظر. إذا كانت هناك مشكلة فلنفكر في سببها، وإذا لم نستطع التفكير في السبب، فلا ننزعج، فقد يكون سببها على قدر بالغ من التعقيد. فقط علينا أن نقبل حقيقة أن هناك مشكلة وسوف نخطو بوعي نحو تواصلنا. إذا نظرنا إلى المشكلات على أنها سلبية تماما، فإن ذلك سوف يصبح عادة فينا، محولين حتى المشكلات الثانوية التافهة إلى عقبات هائلة. الأولى بنا أن نأخذ نفسا عميقا ونسترخي ونحاول التفكير بترو فيما نحتاج إلى القيام به، بدلا من التفكير المشوش والمتعجل، نتروى ونهدأ كي تكون عقولنا متفتحة وأذهاننا صافية. بهذه الطريقة نبدأ في رؤية المشكلات بوضوح أكثر. والتدريب على التفكير بإيجابية فكرة طيبة. وبذلك عندما تقع مشكلة، فلن نندفع أوتوماتيكيا بالطريقة القديمة. مثلا عندما تجد نفسك واقفا في طابور، بدلا من أن تتململ وأنت نافذ الصبر، اعتبر هذا الطابور بمثابة فرصة نادرة لأن تأخذ نفسا عميقا وتهدئ أعصابك. إذا تقدمت عليك سيارة في إشارة المرور، فحاول أن تفكر في أنها لن تكون سببا في تأخرك كثيرا. كل هذا يعني أن تحاول اكتساب عادة الاستفادة بشكل أفضل من أي موقف. نظرية الوردة والسيف أما نجدي محايد http://www.m7ayed.com فقد وضع نظرية خاصة للتعامل مع الغضب أسماها ( نظرية الوردة والسيف) يقول فيها: في زمن اللامنطق الكل مدان. والبريء هو من أغمض عينيه في تيه .. والحل لن يأتي من دون تنازلات. فهل نحن قادرون على تلبية نداء الوردة والسيف؟ حينما يغيب الغضب يزاح الشعور بالعجلة ويحل محله طمأنينة لا تنجز شيئا ولا تغير من الواقع حقيقة .. وعندما تفقد الرجاء في حاضرك ومستقبلك فأنت خارج نطاق تغطية حاسة مهمة لديك ألا وهي الأمل الصادق/الكذاب الذي يجعلك تمضي قدماً مهما كانت الأحوال قاتمة .. قطعة حادة من حديد مقوى صقلت بمهارة بإيدي رجال أشداء تحت النيران المشتعلة والدخان السام, أتقنوا صناعتها لكي تقطع وتقتل وتمضي مخترقةً ما اعترض طريقها من لحمٍ وعظمٍ ومعدنٍ وخشب .. في المقابل ذلك الكائن النباتي الجميل المظهر والرائحة المحاط بالشوك, وجه الشبه معدوم .. وهم في الواقع أضداد، السيف الصلب يقطع الوردة اللينة وينهي حياتها ولكن هنا بهذه النظرية هم مكملان لبعض لا يكتمل الأول إلا بالآخر .. هي نظرية فلسفية بحته مفصلة، يتفرع منها جانب تطبيقي سيكون له أثر ملموس على حياتنا فيما لو تم استيعابه وتم التمكن من ترويضه. أردت أن أختصر هذه النظرية بطرفين أساسيين يعبران عنها، الوردة والسيف .. الأمل والغضب .. الوقود والمحرك .. الموظف المخلص والمدير الجازم .. مبدأها: الغضب طاقة عظيمة والأمل مخدر جميل. إذا استسلمت لطبيعة الغضب سيتمثل أمامك كحرارة وألم وسوء فعل وتدبير. قيل إن كل مصيبة وراءها غضب، ولكن إن عكست المفهوم وقلت إن الغضب يأتي تحصيل حاصل فالدنيا ابتلاء وسترى منها ما يسوؤك رغماً عنك، ستظلم وستعذب وستتكدر، فالغضب والمشاعر التعيسة المحبطة هي نصيب مكتوب عليك مهما فعلت. إذن، لم لا تسير هذا الغضب في أحد توجهاته المنطقية غير المعروفة، هذا التوجه هو توجه السيف المحكوم بالوردة .. باستيعاب وجود "الوردة" في حياتك تتحمل الضغط .. هي الطموح الذي يجعل مشوار الألف ميل يبدو وكأنه ميل وهي محطة الوصول الجميلة التي تكدح من أجلها .. الجنة التي وعد الله هي أكبر تمثيل لرمز الوردة في هذه النظرية .. وكل شخص له "وردته" التي يريدها .. يراها بعينيه ويتمناها بقلبه ولكل إنسان ما تمنى وله الحق في ذلك، باستيعاب دور "السيف" تضمن تحقيق الوصول لذلك بالقوة المسيرة قدر المستطاع .. أصلها: عندما تحيا حياتك بانتظام جميل، وفجأة تسود السماء فترى الشمس وقد فقدت ابتسامتها المعتادة، بادئة في توجيه نظرات محيرة لك أنت وفقط أنت. عندها لن يكون للحياة طعم كسابق عهده، بل ستعيش حيرة وحرارة وظلام الشمس في ابتسامتها التي ذبلت وستشعر أنك مجمد في مكانك ولن تعدو أكثر من خطوتين للخلف وخطوة للأمام، وستشعر بحمل ثقيل على قلبك وعقلك .. روحك ستمل ولن تحتمل هذا كله، ستغضب كثيراً وستشعر بالإحباط وستنهك وسيرى الناس في عينيك النار التي لا تنطفئ إلا بصعوبة .. لا تتفاءل كثيراً لأنها ستنطفئ يوماً ما، إن كافحت وصمدت فالشمس ستبتسم لك مرة أخرى ومجدداً سترى نيرانك تعم .. من أثر هذه الكلمات أتت نظرية الوردة والسيف .. عامل الأمان فيها: في هذه النظرية عامل أمان واحد هو عدم طغيان "نطاق" السيف على نطاق الوردة أي أن عامل الأمان هو التوازن التام بينهما وإلا ستنهار العملية بأكملها ومن ثم تنعكس سلباً بخطورة حادة على الشخص المطبق للنظرية عملياً في حياته .. لماذا؟ لأنهما بكل بساطة نقيضان والمنطق يقول إن نطاق السيف أخطر من نطاق الوردة فالغضب والسوداوية الزائدان عن حدهما سيلتهمان كل ما تبقى من روح في الشخص ثم سيتحول إلى كائن عديم المشاعر كثير الأحقاد قليل الود .. وإن طغى نطاق الوردة على نطاق السيف فهو سيوجد كمية من السذاجة والأريحية المفتعلة مما يؤجل مشاريع كثيرة في حياة الإنسان لن تنجز بدون "العامل المحفز" لها .. القوة الخالصة .. الغضب المتحرك .. العنف الموجه .. السيف .. الجانب التطبيقي منها: الهدف من النظرية هدف تطبيقي يتم فيه تعليم الشخص كيفية تطويع التجارب السيئة والمشاعر الأكثر سلبية في حياته وتحويلها إلى طموح ومرونة في التعامل مع مختلف عقبات الحياة. المطلوب استحضار التجربة/التجارب السيئة في حياتك بكل تجرد .. حالات الظلم والغضب المكتوم في المقدمة، لما لهم من تأثير قوي، ومن ثم تأتي التجارب العاطفية والعملية التي لم يكتب لها النجاح لسبب ما، ماهو السبب؟ اجعل غضبك يتكلم عنك، وترجم حروفه إلى الطاقة الموجبة التي تكلمنا عنها .. ومن ثم يتبقى لدينا الأمور الأبسط كضغوط المنافسة والغيرة وما شابه .. استشعر كل ما يدور حول هذه التجارب .. كونك خرجت منها معافى .. منتصراً أو مهزوماً تبقى الفكرة واحدة .. وهي أنك موجود لا تزال. معك خبرة إضافية في مواجهة التجارب السيئة المختلفة وقادر على خوض تفاصيلها مرة أخرى بكل اقتدار .. استشعر قيمة نضالك .. لكل رجل معركة، ولو هانت في نظر الغير، فهي لا تزال تسمى معركة، ولا تزال أرضها غمار حرب .. عند الوصول إلى مرحلة أيقنت فيها بما أنت حامل على كتفيك وفي صدرك واستشعرت قيمة الظلم والخطأ الذين تحملتهم، مهما زادوا أو قلوا .. حينها ستكون ممتلئا بروح فيها من قوة الغضب والانتقام والحدة ما يجعلك مؤهلا لأن تحمل رمز "السيف" نظرياً على عاتقك .. وهنا مباشرة يجب أن تروض "السيف" الذي بداخلك بـمبدأ "الوردة"، المبدأ البسيط جداً الذي لا يحتاج منك إلا أن تتمثل في مخيلتك وقلبك شيئاً محبباً لك، مهما اختلف .. مرحلة أو مستوى تريد الوصول إليه أو شي مجرد تريد أن تحوز عليه .. حبيب، مال، سعادة أو سلطة .. مهما اختلف الهدف يبقى رمز "الوردة" منقوشا على كيانه .. وجود "الوردة" في حياتك يروض الملل ويزيد من مدى صبرك على الحياة. غالبا "الوردة" موجودة بشكل طبيعي في حياة الإنسان، ولكن السيف هو الغائب بمبدئه الذي شرحته وتواجده بفهمك لما كتب. عيوبها 1- عدم قدرة الشخص على استيعاب فكرة الغضب جملة وتفصيلاً وخصوصاً مسألة تحويله من شعور سلبي مدمر إلى مصدر لاستمرار الطموح بقوة. هذه النقطة أساس في النظرية ولها احتمالان فقط، إما أن تناسبك النظرية وتتمكن من تطبيقها على نفسك بدون ضرر أو أن لا تناسبك بتاتاً ولا ضير في ذلك أبداً لأن الأساس هو عدم مناسبتها لك. 2- الاستسلام التام لقوة العنف والغضب والسوداوية "السيف" خصوصاً عند ملاحظة نتائج جيدة تأتي مع هذه التوجه مما يؤدي مباشرةً إلى ظهور الجانب السيئ من الشخص وتضخمه، هذه النقطة عولجت بعامل الأمان. 3- أنها نظرية عكسية غير مثالية وليست مبدأ بحد ذاته، عكسية في كونها جاءت أساساً من تجربة شخص عاشها بغير إرادته فرأى نتائجها في نفسه ومن بعد أن فهمها اقتنع بها و "من ثم" فندها ثم حولها إلى ماهي عليه الآن .. وغير مثالية ولا هي مبدأ في ذاتها بسبب أنها تستخدم أسوأ ما في الإنسان ألا وهو الغضب وما شابهه من مشاعر سيئة كشرط للوصول لحالة التفاعل القوي للمضي للإمام.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©