الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احذروا «الكريستال»

8 ابريل 2012
نتوقف اليوم عند الخبر الذي نشرته الصحف اليومية من إحباط جمارك دبي لمحاولة اثنتين من النسوة قادمتين من دولة مجاورة إدخال 10,4 كيلوجرام من مخدر«الكريستال» عبر مطار دبي، مع تردد اسم هذا المخدر الجديد «الخطير» كثيراً في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي يجهله كثيرون، ولا حتى الذين أبتلوا بتعاطيه والإدمان عليه. قبل أيام معدودة أحبط قسم المنافذ الجوية في مطار دبي الدولي عملية تهريب كيلو ونصف من نفس المخدر داخل أحشاء امرأة إفريقية، وأعقبتها وزارة الداخلية في نهاية مارس الماضي، إحباط عملية ـ عرفت باسم «طوفان» ـ تهريب شحنة من مخدر «الكريستال» تزن 131 كيلوغراماً عبر قارب بحري في دبي. ما هي حقيقة هذا المخدر الاصطناعي الجديد الذي يُطلق عليه «الشبو» في دول شرق آسيا؟، ولماذا انتشر وتعددت محاولات تهريبه وإدخاله البلاد بهذه الصورة؟ الكريستال ميث هو نوع من المخدرات الاصطناعية المخلقة النقية جداً من الميثا أمفيتامين، وتتعدد طرق تعاطيه، خاصة عن طريق التدخين، ويعتبر من المنشطات شديدة الادمان، فجرعة واحدة منه تكفي لادخال المستخدم في حالة هلوسة سمعية وبصرية قوية تجعله أقرب إلى الذهول والانفصال عن الواقع وقد يستمر مفعول الجرعة الواحدة لشهر كامل. وللأسف تزايدت نسبة تعاطيه وإدمانه عالميا بسبب سهولة تحضيره ورخص سعره مقارنة بالأنواع الأخرى. وللأسف الشديد يحظى باقبال كبير من فئة الأطفال والمراهقين، دون وعي واستبصار بمخاطره المدمرة. فتأثيراته على المدى القصير، تتميز بظهور السلوك العدواني والتصرفات الغريبة جدا، والسلوك العدواني والإجرامي، بل ينعكس على المريض نفسه بحيث نراه لا يتردد في إيذاء نفسه بطرق بشعة وشاذة. ويؤثر على النوم بشكل كبير حيث إنه يقلله لدرجة تجعل المتعاطي لا ينام لأيام كما أنه يخفض الشهية للطعام بشكل ملحوظ، ويسبب زيادة ضربات القلب وضغط الدم ومعدل التنفس والتعرق والرجفة والتوتر الشديد، بينما يعاني المستعمل من تقلبات شديدة وسريعة في المزاج، والاندفاعية وعدم القدرة على التنبؤ بما يصدر منه. كما يعاني من الكثير من أعراض التسمم الجسدية مثل الرجفة الشديدة، والخفقان، والتشنجات الصرعية، وزيادة ضربات القلب، ونخر الأسنان وتساقطها، وظهور علامات الشيخوخة المبكرة في العشرينات، ويسبب الشلل الرعاشي، والموت المفاجئ. بعد الجرعة الأولى يشعر المتعاطي بالانهيار النفسي والكآبة والضعف الشديد مما يجعله يرغب في جرعة أخرى ليستعيد توازنه، ناهيك عن تأثيره المدمر لجهاز المناعة في الجسم، وفقدان الذاكرة، وتلف الدماغ بما لا يصبح قابلاً للعلاج أو الشفاء لإتلافه الأوعية الدموية إلى حد يصل إلى الانسداد ومن ثم حدوث الجلطة أو السكتة الدماغية. إن انتشار هذا الوباء بشكل واسع ومخيف، أمر يثير القلق. فمنتجو ومصنعيو ومروجيو عقار الموت، يعلمون جيداً طبيعة وقوة وفاعلية هذا المخدر في إحداث الإدمان عليه فور تناول الجرعة الأولى، ولا يحتاج الأمر إلى تكرار التعاطي بشكل متقطع ولو حباً في الاستطلاع كما هو شائع بين الصبية الصغار والمراهقين، ومن ثم فإن سوق تداوله وترويجه مضمونة تماماً، فالمتعاطي الجديد سيجد نفسه مضطراً للحصول على الجرعة الثانية مهما كلفه الأمر من عناء ومشاكل وخسائر وتنازلات.. وهنا مكمن الخطورة! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©