الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

4 ملايين ألماني لا يعرفون القراءة والكتابة

12 يونيو 2010 00:41
يضطر الأميون في ألمانيا إلى الكذب والأعذار غير الحقيقية خوفا من أن يكتشف المحيطون بهم أميتهم. ولابد أن يطور الأميون أعذارهم مع تكرار المواقف المحرجة ما جعلهم يبتكرون المزيد من الأفكار مع مرور الوقت للتهرب من القراءة. فتارة يقول أحدهم إنه نسي نظارة القراءة، وتارة يقول آخر إنه مصاب بالتهاب القميص العضلي الوعائي بالعين، وهكذا تتعدد الأعذار التي يخفي بها الأميون أميتهم في مجتمع متحضر مثل المجتمع الألماني. ويقدر الاتحاد الألماني للتعليم الأساسي ومحو الأمية في مدينة ماينس غرب ألمانيا عدد الأميين أو الذين لا يجيدون القراءة والكتابة في ألمانيا بنحو 4 ملايين أمي من إجمالي 80 مليون نسمة. ويقول ماركوس هوفر ميلمر الذي يرأس مشروع “محو الأمية” في جامعة ماينس “غالبا ما يكون لهؤلاء الأميين شخص يثقون به ويعتمدون عليه وقت الضرورة كأن يملأ لهم استمارات أو يقرأ لهم الخطابات التي ترسلها إليهم الهيئات الألمانية”. وتدعم وزارة التعليم الألمانية هذا المشروع بنحو مليوني يورو. ويحاول القائمون عليه تقديم المزيد من العروض للأميين الألمان للمشاركة في دورات خاصة، وإعداد دورات للمعلمين أنفسهم لتأهيلهم وتعريفهم بالطرق التعليمية الخاصة بكبار السن من الأميين. ويرى الدكتور هوفر ميلمر أنه ليست هناك وسيلة موحدة يمكن الاعتماد عليها في تعليم الأميين. وأضاف “غالبا ما تكون هناك حزمة كاملة.. فربما كان سبب الأمية لدى شخص ما في ألمانيا هو سوء الوسط العائلي المحيط به والذي تلعب فيه المشاكل الاجتماعية والإهمال دورا كبيرا”. ولا يستبعد الخبير الألماني أن يعاني الأميون من مشاكل في الكلام أو مشاكل في الإدراك ما قد يؤدي إلى نقص القدرة على القراءة والكتابة لديهم، رغم التحاقهم بالمدارس وانتظامهم بها فيحول دون تعليمهم أو يجعل هذا التعليم سيئا للغاية. وإذا كان سبب الأمية هو عدم القدرة على الالتحاق بالمدارس كما يحدث في الكثير من الدول النامية فإن هذه الأمية توصف بالأمية الأساسية، أما الأمية التي هي في بلد مثل ألمانيا فهي أمية وظيفية، أي متعلقة بقصور في قدرات الإنسان. ولا يستطيع مثل هؤلاء الأميين توظيف معلوماتهم عن القراءة والكتابة في حياتهم اليومية رغم التحاقهم بالمدارس. ومن أكبر المشاكل التي تعرض لها الخبراء والمعلمون المشاركون في برامج محو الأمية هو صعوبة الوصول لهؤلاء الأميين. وهناك متطوعون من أمثال السيدة ايلفريده هالر لا يساعدون الأميين في تعلم القراء والكتابة فقط، بل يقفون بجانبهم للتغلب على مشاكل الحياة اليومية. وتقول هالر “لا أعرف عدد الخطابات التي كتبتها باسم المشاركين في دورات محو الأمية لدي”. وتعمل هالر في مدرسة لودفيجسهافن الحكومية المسائية منذ أكثر من 20 عاماً. وتقدم دورات تعليمية للأميين وهي عضو في مجلس إدارة الاتحاد الألماني لمحو الأمية. وتؤكد هالر أن الدورات تتجاوز بكثير مجرد تعليم القراءة والكتابة. وتقول إن المجموعات المشاركة في الدورات تكون غالبا مختلفة التركيب ومختلفة الاحتياجات تبعا لاختلاف أفرادها. فأحيانا لا يكون الدرس عبارة عن نص من كتاب تعليمي، بل إجابة على خطاب غرامي حقيقي أو رسالة قصيرة بالمحمول، ذات طابع شخصي للغاية. والسبب في ذلك حسب هالر هو عدم وجود مادة تعليمية مناسبة تماما للأميين من البالغين. وترى هالر أن أهم مشكلة يواجهها الأميون هي قلة فرصهم في الحصول على عمل لأنهم لا يستطيعون على سبيل المثال قراءة اللافتات التحذيرية أو التعليمات الصادرة عن المؤسسة التي يعملون بها.
المصدر: ماينس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©