الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

اليابان تنتظر عودة «هايابوسا» بكنوز الفضاء

12 يونيو 2010 00:41
ينتظر العلماء والساسة والقائمون على قطاع الصناعة في اليابان هذه اللحظة بفارغ الصبر، آملين أن يحمل المسبار “هايابوسا” لدى عودته من الفضاء أولى العينات المأخوذة من كويكبات تابعة للنظام الشمسي. وتسود أجواء من الإثارة البالغة في غرفة المراقبة بالوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء “جاكسا” تطلعاً لوصول المسبار هايابوسا “أي الصقر باليابانية” الذي لا يزيد حجمه عن حجم الثلاجة. ويأمل العلماء في أن يحمل المسبار الياباني الذي أطلق قبل نحو 7 سنوات في جعبته معلومات لا تقدر بثمن بشأن نشأة النظام الشمسي. وعن مهمة المسبار، قال تاميهيرو ياجيوكا من وكالة جاكسا: “حصلنا على عينات من القمر وعينات من كويكب”. ويظهر الفخر والاعتزاز على ياجيوكا بهذا الإنجاز العلمي الذي تحقق بالتعاون مع أستراليا ووكالة الفضاء الأميركية “ناسا”. والكويكبات هي بقايا من النظام الشمسي لدى نشأته، وهي المادة التي تتكون منها الكواكب. ولكن طبيعة الكويكبات كانت دائماً مبهمة للعلماء. ويقول ياجيوكا “تكمن الأهمية الخاصة للكويكبات في أنها تحمل معلومات عن حقبة ميلاد النظام الشمسي”. ورغم أن النيازك هي أيضاً من أعماق الفضاء إلا أنها سرعان ما “تتلوث” بمجرد وصولها للأرض ومرورها بغلافها الجوي. كما أنه عادة ما يستحيل تحديد المصدر الحقيقي الذي جاء منه النيزك. أما المسبار “هايابوسا” فيعرف بدقة مصدر الثروة العلمية التي يحملها في حاويته الصغيرة، ألا وهو عينات من الكويكب إيتوكاوا الذي يقع على بعد نحو 300 مليون كيلومتر من الأرض ويشبه في شكله حبة الفول السوداني. وانطلق المسبار الياباني متوجهاً إلى هذا الكويكب في 9 مايو 2003. وكانت رحلته محفوفة بالمغامرات والعوائق، ولكنها كانت ناجحة في نهاية الأمر. وعندما وصل “الصقر” الياباني إلى هدفه في 12 سبتمبر 2005 كان قد قطع بالفعل رحلة طولها نحو ملياري كيلومتر، حيث دار أولاً حول الكويكب الذي سمي باسم أحد علماء الصواريخ اليابانيين والتقط صوراً مفصلة له ثم هوى في نوفمبر من العام نفسه، مثل الصقر، على الكويكب وبدأ في أخذ عينات من على سطحه. وقام المسبار خلال ذلك بإبراز كرة معدنية صغيرة قطرها نحو سنتمتر واحد باتجاه سطح الكويكب لخلخلة الجزء الذي سيأخذ منه العينة ثم التقط الجزيئات التي يفترض أنها تطايرات إثر هذا الاحتكاك. ثم بدأ المسبار رحلة العودة. ولكن فجأة فقد اليابانيون سيطرتهم على صقرهم وانساب الوقود من أحد المحركات الكيميائية للمسبار وهو المحرك الذي يحدد مكان الصقر، ثم انقطع الاتصال به. وقال أحد علماء وكالة الفضاء اليابانية إنه وزملاءه آنذاك ظنوا أنهم فقدوا المسبار وأنه لن يعود للأرض أبداً. ثم تنفس العلماء الصعداء في ربيع 2006، وذلك لأن الاتصال بالمسبار عادة مرة أخرى “وكأن معجزة حدثت” حسبما قول أحدهم. ولكن ما زال القلق والترقب مستمرين، حيث تراجعت فجأة قدرة المحركات الإضافية العاملة بالأيونات. كما تعطل اثنان من الأنظمة الثلاثة التي تحدد ارتفاع المسبار وتراجع أداء بطارياته. واضطر العلماء بسبب كل هذه المشاكل إلى تأجيل موعد عودة المسبار ثلاثة أعوام بعدما كانوا ينتظرونه في 2007. ولكن هذا القلق بشأن مصير المسبار وصل إلى نهايته الآن. وعن ذلك، كتب أحد اليابانيين الذين سيطر عليهم الحماس على الموقع الإلكتروني لوكالة الفضاء اليابانية “قريباً ستنجح يا هايابوسا. نحن جميعاً في نفوس انتظارك”، معبراً بذلك عما يجول في نفس الكثيرين من هذا الشعب المولع بآخر صيحات التقنية.
المصدر: طوكيو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©