دبي (الاتحاد) - يطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة خلال شهر أبريل الجاري، مجموعة كبيرة من الحيوانات في محمية الحفيّة بمدينة كلباء، وتشكل محميــة الحفيّة مـزارا لكثــير من الأهالي وزوار دولة الإمارات العربية المتحدة، للاستمتاع بمشاهدة حيوانات هذه المنطقة.
وسيتم تخصيص جزء تعليمي وجزء إرشادي في المحمية، من خلال ما سيقام بها من مراكز تعليمية وبحثية وخدمية، ولن تقتصر المحميات على وجود الحيوانات بل للزراعة نصيب فيها، وذلك بإعادة زراعة بعض النباتات التي بدأت أعدادها تنحسر، بغرض إكثارها في بيئاتها الأصلية.
500 شتلة غاف
وضمن توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، وفيما يخص ضرورة حماية التنوع الحيوي في المناطق البرية، والاهتمام بزراعة المناطق الصحراوية، نظمت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، بالتعاون مع بلدية البطائح ولجنة مبادرات أبناء ضمير الاتحاد، حملة لتشجير خمسمائة شتلة غاف في محمية المنثورة في محافز، وذلك ضمن حملة التوعية البيئية الخامسة لمرتادي المناطق البرية في الشارقة وبرنامج «لا تترك أثرا»، والذي يهتم بنظافة الصحراء.
وقالت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية خلال الحملة التي شاركت فيها، إن هذا البرنامج يأتي ضمن مواصلة مسيرة صاحب السمو حاكم الشارقة في حملات التشجير، والتي بدأت منذ حوالي ثلاث سنوات، حين قام سموه بتشجير جبال منطقة وادي الحلو، والتي أصبحت من المناطق التي تشهد الآن تغييرا في طبيعتها البيئية، بعد انتشار الغطاء النباتي على جبالها.
إلى جانب نمو نباتات أخرى من تلقاء نفسها بدون تدخل بشري، وقد ساهم هذا المشروع في ظهور أنواع من الطيور، وبعض الحيوانات التي تعيش على تلك النباتات والأشجار.
توازن بيئي وحيوي
وأضافت السويدي: تسعى الهيئة من خلال مثل هذه البرامج إلى مواكبة رؤية الحكومة لإعادة التوازن البيئي والحيوي في المناطق البرية، وإعادة تأهيلها بيئيا لتصبح موطنا للنباتات والحيوانات البرية.
وتعد حملة تشجير محمية المنثورة في محافز، لزرع شتلات الغاف من الحملات المهمة التي تسهم في صنع التوازن الطبيعي للمنطقة البرية، وخاصة أن شجرة الغاف من الأشجار التي ارتبطت بتاريخ دولة الإمارات لأهميتها بيئيا، كما أنها تعد من الأشجار المثلى في تأقلمها مع الظروف البيئية القاسية.
وتكمل هناء السويدي قائلة، إن شجرة الغاف تتأقلم حتى في المناطق الصحراوية، لأن المجموع الجذري لتلك الشجرة، والذي يصل أحيانا إلى عمق يتراوح بين 15 بين 20 مترا، يسمح لها بالبحث والحصول على الماء، ولا يخفى أن جذور هذه الشجرة تساهم في زيادة خصوبة التربة، كما تتحمل فترات طويلة من الجفاف وملوحة التربة الزائدة، ولذلك فهي تبقى خضراء على مدار العام، ولهذه الشجرة فوائد جمة ربما يجهلها كثير من الناس.
كنوز طبيعية
وأكدت السويدي أن شجرة الغاف من الكنوز الطبيعية التي تعيد التوازن البيئي للمناطق الصحراوية، موضحة أن لها قدرة هائلة على امتصاص الغبار والمعلقات الضارة في الهواء، وتثبيت الكثبان الرملية وصد الرياح.
وأيضا في تحسين الظروف البيئية والاســتدامة، إلى جانب تحسين خصوبة التربة وزيادة المادة العضوية فيها، وهي مناسبة لتنشيط الحياة البرية للعديد من الكائنات الحية من طيور وحيوانات وحشرات نافعة.
عدد اليوم
