الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عرس فلسطيني» يترجم أحلام التحرر ويؤكد عروبة القدس

«عرس فلسطيني» يترجم أحلام التحرر ويؤكد عروبة القدس
8 ابريل 2012
عمت الفرحة المكان، وحشدت الكلمات الهمم، فتدفقت جموع الشباب الحاضر بكثافة للمنصة ليشاركوا في إحياء ليلة عرس تحت عنوان «فرحة مقدسية» بمناسبة يوم الأرض التي تقام سنوياً بأبوظبي، فبعد أن دخل العريس على صهوة الحصان لمكان الحدث حمله الشباب على أكتافهم، حيث جابوا به المكان، وسط زغاريد وأغان تراثية فلسطينية عريقة ليصل لعروسه المحاطة بفرحة أهلها وصديقات العائلة، ليصطحبها العريس وسط فرحة كبيرة إلى “الكوشة” التي صممت خصيصا لهذه المناسبة. استمر الحفل الذي أقيم تحت عنوان “فرحة مقدسية” إلى ساعات متأخرة من ليلة أول أمس بحديقة لورويال ميريديان، والمنظم من طرف اللجنة الاجتماعية الفلسطينية في أبوظبي والذي أقيم تحت رعاية الدكتور خيري العريدي سفير دولة فلسطين لدى الإمارات، بمناسبة يوم الأرض، ودعما لصمود وعروبة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين. غنى ثقافي في هذا الإطار قالت ميساء حرب المستشار الثقافي والإعلامي لسفارة فلسطين في الإمارات عن الحدث، الذي شمل العديد من الفقرات التراثية العريقة التي تحتفي بفلسطين وبأرضها الطيبة: اخترنا هذه السنة عرساً على الطريقة المقدسية، وذلك ليكون ردا على الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تتعرض لها مدينة القدس من قبل العدو الاسرائيلي، كما أردنا من خلال هذا العرس الثقافي الحضاري تأكيد مواقفنا من خلال الفن والأغنية الهادفة والشعر والزجل الذي يتحدث عن قضيتنا العادلة، وارتأينا أن تكون تقاليدنا العريقة وثقافتنا وفننا هو الجواب على ما يحصل في فلسطين، المعروفة بغناها الثقافي وتنوعها، فرغم خصوصية كل مدينة إلا أن هناك قواسم مشتركة بين جميع المناطق. شعر وطني وأضافت حرب: سيتخلل الحفل فقرات عديدة منها “صمدة العروس”، و”زفة العريس”، كما أن الحفل سيتخلله إلقاء شعر لإذكاء الشعور بالوطنية وتعريف أبناء هذا الجيل بقضيتهم وربطهم بأرضهم المقدسة. موضحة أن الهدف من العرس السنوي هو تعريف الجيل الفلسطيني الجديد والشباب المولود خارج فلسطين بعاداته وتقاليده في الأفراح والأعراس والاحتفالات، لكي تظل حاضرة في ذهنه وليحافظ عليها، إذ نعاني من محاولات وهجمات دائمة لطمس هذه الهوية وتضييعها، ولذلك نحاول أن نحمي هذا التراث ونورثه للأجيال القادمة من خلال هذه الفعاليات، بالإضافة إلى إظهار تاريخنا وعاداتنا للثقافات والشعوب والجاليات الأخرى التي تعيش على أرض الإمارات، وإن تمسكنا بإحياء هذه العادات وتوريثها لهو جزء أساسي من تمسك الفلسطيني بحلم التحرر من الاحتلال والعودة إلى أرضنا الأم، وهذا ما يتردد صداه اليوم في أشعار كل الشعراء الذين حضروا من الأراضي الفلسطينية لإحياء هذا العرس الثقافي. اسيفاء الشروط وعن الفرحة المقدسية أوضح سائد رزق رئيس اللجنة الاجتماعية الفلسطينية في أبوظبي أنه وقع الاختيار على العروسين “طارق وآلاء” بعد أن استوفيا كل الشروط، إلى ذلك أضاف: قامت اللجنة باختيارهما بناء على طلبات تقدمت لنا قبل شهرين، لعرسان مقبلين على الزواج، وقمنا باختيار هذين العروسين “طارق وآلاء”، نظرا لاستيفائهما لكافة الشروط، وأهمها أن الزوج غير قادر مادياً على القيام بعرس، ليتم إحياء زفافهما حسب العادات والتقاليد الفلسطينية الأصلية. موضحاً أن هذا العرس هو تأكيد لحقنا في أرضنا ومن خلاله قررنا تمرير رسائل تنديد على ما تتعرض له القدس من تهويد. تحضيرات العرس وفيما يتعلق بالتحضيرات التي سبقت هذه الفرحة والمهرجان الفلسطيني الضخم، قال رزق إنها بدأت منذ شهرين، بعد حفل فرقة العاشقين، حيث تم اختيار العروسين أولاً، إلى ذلك فقد تمت دعوة فرقتي دبكة شعبية محلية للمشاركة في أداء مراحل العرس، بالإضافة إلى دعوة أربعة مطربين وزجالين من داخل فلسطين والذين لبوا الدعوة، ومنهم محمد العراني، سعيد الجلماوي، أكرم البوريني وأبوبسام الياموني، وإلى ذلك قال: هم ينتمون لمناطق مختلفة من فلسطين، أما طريقة العرس فاخترنا أن تكون على الطريقة المقدسية التراثية القديمة الضاربة في جذور التاريخ، حيث تلبس العروس الثوب الفلسطيني القديم، وتتزين بالحلي القديمة، أما العريس فيلبس “القمباز”، وهو لباس عبارة عن ثوب طويل ينتشر في جميع أنحاء فلسطين من الشمال إلى الجنوب، بالإضافة لذلك فالعريس يلبس البشت، وفيما يخص عائد العرس من بيع تذاكر الحفل فأشار سائد رزق: نحن كلجنة اجتماعية، فإننا نفتح بابا للتكافل الاجتماعي في الإمارات، بحيث نساعد كل فلسطيني يحتاج إلى مساعدة أياً كان نوعها، كما نمد يد العون للفلسطينيين المتواجدين في فلسطين، كما نعمل على إرسال معونات أخرى من حقائب مدرسية وملابس وغيرها من الاحتياجات اليومية لأطفال فلسطين. وبدأ الفرح تحت عنوان “فرحة مقدسية” انطلق العرس، بالزغاريد والهتافات والأشعار، ثم حُمل العريس على أكتاف الشباب الذين تمت دعوتهم للوقوف بجانبه، فجابوا المكان حتى وصلوا به إلى عروسه آلاء سعيد حمد 20 سنة والتي قالت: أنا فرحانة جداً اليوم وفخورة بالتعريف بتقاليد بلادي، لكن ينقصني حضور أسرتي، وخاصة أبي وأمي، فأنا وحيدتهما وكانا يتمنيان الوقوف في عرسي، ثم كفكفت دموعها وقالت: حلمت ككل فتاة بعرس جميل متألق، لكن لم أتصور أن أكون في هذا العرس الكبير، أما عن لباسها للثوب الفلسطيني وتخليها عن الفستان العصري الأبيض، فقالت إن ذلك لا يهم مقارنة مع كل هذه الامتيازات خاصة أنه سيصبح عرسا تاريخيا، وربما هذه مساهمة بسيطة أقدمها لبلدي فلسطين من خلال التعريف بالعادات والتقاليد. ومن جهتها أعربت ابتسام سعيد والدة العريس، التي كانت تقف بقرب العروس، عن سعادتها الكبيرة بيوم زفاف ابنها طارق، وقالت إنها كانت تتمنى لابنها عرسا كبيرا، لكن لم يصل توقعها لمثل هذا الحدث الذي يحتفي بابنها وبفلسطين وبتراثها وتقاليدها، وأضافت أن عرس ابنها سيظل مخلدا في الذاكرة وفخرا لأحفادها. بطاقات حب صادقة بعد أن رافق العريس عروسه إلى الكوشة، “الصمدة” بدأ الغناء والتهليل والرقص أمامهما حيث شارك الجميع بالرقص التقليدي، وسط فرحة عارمة، وفي أداء عفوي أضفى على العرس نكهة خاصة، فهناك من اختار المشاركة من خلال الرقص على أنغام الدبكة الشعبية، كما تقدمت جموع الشباب ورقصوا مع أعضاء الفرقة الشعبية أمام منصة العرس، ولم يستطع المنظمون الوقوف في وجه سيول الشباب المتدفق المشاعر الذي أبى إلا أن يعبر عن ولائه للقضية من خلال المشاركة في الغناء الهادف وترديد الأشعار التي صدح بها الشعراء والمطربون الحاضرون لإحياء الحفل، والذين تناوبوا على إحياء فقرات الحفل، وأرسلوا بطاقات حب صادقة لأرض الإمارات ولحكامها ولشعبها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©