الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

700 فنان من 31 دولة يتنافسون في إبداعات الخط العربي

700 فنان من 31 دولة يتنافسون في إبداعات الخط العربي
12 يونيو 2010 20:41
عرب وأجانب تفننوا في رسم الخطوط، وأبهروا المتلقي بما قدموه في مختلف الفنون الخطية، عشرة منها تألقت لتحتفي بهذا الفن النبيل الذي وثق المراجع الدينية والأدبية وعمل على حفظ التراث، وذلك بمناسبة المسابقة الدولية الثامنة لفن الخط العربي التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية «إرسيكا» باستنبول، واحتفت هذا العام باسم الخطاط السوري الراحل محمد بدوي الديراني. شارك في المسابقة الدولية الثامنة لفن الخط العربي نحو 700 خطاط وفنان من 31 دولة بحوالي 1000 لوحة فنية في 10 أنواع من الخطوط المعروفة في العالم الإسلامي قديماً وحديثاً، وهي الثلث الجلي والثلث العادي والنسخ والتعليق الجلي التعليق «النستعليق» والديواني الجلي والديواني والكوفي والرقعة والمغربي، ووصل مجموع جوائز المسابقة في دورتها الثامنة إلى 28 جائزة و32 مكافأة و8 جوائز رمزية وتجاوزت مجموعة المكافآت والجوائز قيمة 126.500 ألف دولار أميركي. إلى ذلك، أشار بلعيد حميدي، الخطاط المغربي وعضو لجنة التحكيم، إلى الجوانب المتعلقة بالخط والأسلوب والنقاط وكل الجزئيات والظلال الخفية غير المألوفة بالنسبة لغير الخطاطين، كما تحدث عن طرق تعلمه للخط والمراحل التي مر بها للحصول على عدة إيجازات في الخط من استنبول، وكان من بينها الحصول على إيجازات في خمسة خطوط خلال فترة زمنية قصيرة كما عمل على نسخ القرآن الكريم ست مرات. وعن مشاركته وتعاطيه مع هذا الفن، قال حميدي أستاذ فن الخط بالأزهر الشريف لـ«الاتحاد» «نشأت نشأة عصامية، لانعدام المراكز المتخصصة في المغرب، إذ تعلمت من تلقاء نفسي، وتعمقت في البحث عن أصول هذا الفن، وبالرغم من ذلك كنت أشعر بأن هناك نواقص يجب تداركها». وذكر أنه في 1990، نظم مهرجان المغرب العربي الأول للخط العربي والزخرفة الإسلامية الذي حضره الخطاط العراقي الكبير يوسف دنون. وقال إنه زوده بكراسة فن خط الرقعة مما شجعه على مزيد من الدراسة، ساعتها كان بلعيد مدرساً في مدرسة ابتدائية في مدينة إفران بالأطلس، وأضاف «في سنة 1992 استقبلني الراحل الحسن الثاني وعرض علي العمل في المدرسة المولوية لتحسين خطوط أصحاب السمو والأمراء، إذ كان رحمه الله حريصاً على الأصالة والثقافة العربية الإسلامية، وفي سنة 1994 رحلت في دورة إلى تركيا باستنبول لخط النسخ، التي دامت 5 أسابيع، وكانت على يد الشيخ حسن شلبي، وفي سنة 1996 قدمت إلى استنبول من جديد لدراسة فن خط الثلث والنسخ وكانت مدة الدورة شهراً كاملاً بحصة 11 ساعة في اليوم، وفي سنة 1997 حصلت على الإجازة الأولى في الثلث والنسخ». خدمة الخط العربي ظل حميدي ينهل من فن الخط ويتابع الدورة تلو الأخرى ليحصل في سنة 2000 على الإجازة في الجلي والديواني من البروفيسور الدكتور علي ألب أرسلاني، أستاذ الخط في جامعة معمار سينان في استنبول، وفي سنة 2005 حصل على الإجازة في النستعليق من البروفيسور ألب أرسلان، وبذلك أصبح أول خطاط عربي مسلم يحصل على إيجازات في خمسة خطوط رئيسية في فن الخط، حسب قوله وهي خطوط «الثلث والنسخ الجلي والديواني النستعليق». ونظراً لولعه بالخطوط ورغبته الملحة في مواصلة البحث والتعلم وتعليم الخط بأنواعه، طلب الإعفاء من مهامه في المدرسة المولوية بالمغرب، للتفرغ لخدمة الخط، إذ قال «طلبت الإعفاء من مهامي سنة 2008 للتفرغ لخدمة الخط العربي وذلك بالإشراف على مشروع خيري لفائدة طلبة الأزهر الشريف بالقاهرة، بهدف إحياء المناهج التقليدية في تدريس فن الخط ومنح الإجازات». وذكر حميدي مقولة الحاج كامل أقديد رئيس الخطاطين الذي مات سنة 1943 وعاصر العهد العثماني، حيث قال «هذا الفن يحتاج مائة سنة لفهمه»، وقال أيضاً حين كان يحتضر «لا أحزن لأنني أموت، ولكنني حزين لأنني لم أستطع تعلم كل أسرار هذا الفن». وقال «سبق وحضرت دورة في مكتب المفتي بالقاهرة لفائدة طلاب وطالبات دار الإفتاء المصرية تحت إشراف فضيلة المفتي الدكتور علي جمعة، وفي 2008 أقمت نهائياً في القاهرة وبدأت التدريس في إطار المشروع الخيري الذي يهدف إلى تعليم أصول الخط عن طريق منح الإجازات، ويشرف على هذا المشروع محسن مغربي (يرفض ذكر اسمه أو التعريف به)، وبدأنا بـ 14 طالباً، وارتفع العدد اليوم إلى 81 طالباً، وهناك قائمة كبيرة في لائحة الانتظار، وطلابنا يمثلون 255 جنسية من مختلف القارات، وفاز اليوم منهم 3 طلاب، كما نال ثلاثة منهم إجازات، حيث أخذتهم معي إلى استنبول فأجازوهم». أرضية التأسيس لكون حميدي كان مدرساً، فهو يستطيع التحكم في مناهج التدريس، وله طريقة خاصة في إيصال المعلومة، لذا استطاع في ظرف وجيز لا يتعدى السنتين رسم معالم النجاح لطلبته، في هذا السياق قال «أرضية التأسيس مهمة جداً، وأنا أنهج طريقة المجموعات في التدريس وكل مجموعة تضم 14 أو 15 طالباً فقط، وأتعامل مع جميع الخطوط، وبدأنا بخط الرقعة، وأرتب الخطوط وطرق تعليمها من اليسير إلى العويص، لأن الطلاب لهم قدرات مختلفة على التعلم والتعليم، ومن الطلاب الذين صادفتهم وأعجبت بقدراتهم طالبة فازت بالجائزة الثانية في فن الخط المغربي، وهي نور خاميديا التي أتقنت أربعة خطوط في فترة زمنية تعد قياسية في ظرف شهرين وهذا في نظري يعد إنجازاً كبيراً، ومن هذه الخطوط الديواني والرقعة والنستعليق وجلي الديواني، ودرست في أقل من شهرين الخط المغربي عن طريق الإنترنت ودخلت المسابقة وفازت بالجائزة الثانية بعد المغربي جمال بنسعيد». وبوصفه عضو لجنة تحكيم في الدورة الثامنة لفن الخط العربي، قال حميدي إن «النتائج كانت متقاربة وبالتالي وجدنا صعوبة في فرز النتائج، ولكن المثلج للصدر هو مشاركة عدة فنانين وخطاطين من مختلف الدول، وهناك إقبال كبير على هذا الفن الإسلامي المقدس من الأجانب الذين يتقنونه إلى درجة كبيرة جداً». وعن مميزات الخط المغربي، بين أن «هذا الخط مستمد من الخط الكوفي القديم، ويتميز بسلاسته في الكتابة، وعدم خضوعه لنظام ميزان النقطة على غرار الخطوط المشرقية، فهو يكتب بطريقة فطرية كون سكان المغرب الأقدمين لما اعتنقوا الإسلام أخذوا هذا الخط بفطرتهم». تعلم عن بعد تحت سقف واحد اجتمعت نخبة من المولعين والمتابعين والمهتمين بفن الخط العربي، عرب وأجانب كشفوا عن براعتهم في اختيار الحرف ونقشه بطرق مختلفة أبهرت الجميع، كان من بينهم نور خاميديا من إندونيسيا، الفائزة الثانية في الخط المغربي، بعد الفائز الأول المغربي جمال بنسعيد في المسابقة الثامنة لفن الخط العربي، وتعلمت خاميديا عن بعد على يد الخطاط المغربي بلعيد حميدي، في هذا الإطار قالت «خطيبي نور يدرس في الأزهر، حيث يأخذ دروساً في فن الخط على يد أستاذه بلعيد، وبعد فترة غير قصيرة من تعلمه، كنت دائماً أخوض معه في الحديث عن فن الخطوط وعن دراسته وعن كل خصوصياتها وجزئياتها، وجدت نفسي عاشقة لحد كبير لما يقوم به». وأضافت «كنت دائمة التواصل معه عن طريق الإنترنت، فخطر على بالي مرة أن أطلب منه أن يعطيني لمحة عما يتعلمه ويزودني ببعض النماذج، وبالفعل بدأت تقليد ما يقوم به، هكذا زاد تواصلنا بالخط، بدأت أطلب منه عرض ما أكتب على أستاذه، وبعد فترة تحسن خطي كثيراً وبدأت التعلم بسرعة، وفي هذه الأثناء تم اقتراح الدراسة عن طريق الإنترنت، وهكذا كنت أدرس وأصر على تصحيح الدروس في نفس اليوم، حيث يراسلونني بالواجبات وأعيد إرسالها من جديد، لتصحيحها وتقييمها وهكذا بدأ التشجيع، ما أكسبني ثقة في نفسي، وكنت أتواصل دائماً مع أستاذي بلعيد الذي كان يبدي إعجاباً بما أقوم به، هذا الأمر حفزني كثيراً على العمل أكثر، وتعلمت من الخطوط الديواني والرقعة والنستعليق وجلي الديواني وفزت بالجائزة في الخط المغربي، ما شجعني على أن أعطي المزيد للظفر بجوائز أخرى». لوحة شاملة فاز من إيران علي رضا شيخلري بالجائزة الأولى في خط «النستعليق»، حيث أنجز لوحة واحدة ضمت عشرة خطوط، في هذا الإطار قال «أنا سعيد جداً بهذا الفوز، وهذه ليست المرة الأولى التي أتوج فيها في الإمارات، بل فزت مرتين في جائزة البردة التي تقام في الشارقة»، وأضاف «أنا عاشق للخط وأعتبره أوكسجين حياتي لا أتنفس هواء إلا هواءه، وأعتبره بحراً من الفنون، ومهما أبحرنا لا نصل إلى أعماقه وأسراره. ورأى شيخلري النور عام 1976 بإيران وهو قزويني الأصل شرع بأنشطته الفنية قبل دخوله المعهد العالي لفن الخط في عام 1996، وتتلمذ على أيدي أساتذة كبار من أمثال، أبوالحسن محصص، وعلي شيرازي، وغلام حسين اميرخاني، ويدرس في مجال التخطيط عدداً من الخطوط كالخط الكوفي، الثلث، النسخ والخط كسر النستعليق، وتألقت أنامله أيضاً في مجالات التصميم الابتكار، كالرسم وفن الرسم البياني. كما شارك في عدة معارض وفاز بعدة جوائز، وأقام عدة معارض شخصية. إضاءات - أقيم حفل توزيع جوائز المسابقة الدولية الثامنة لفن الخط العربي الذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع مركز ارسيكا، بحضور محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وخالد آرن، مدير عام «ارسيكا». - يقام المعرض الأول بعنوان «عطاء القلم» عن أجيال أرسيكا من الخطاطين في 25 عاماً، وضم 92 لوحة لـ52 خطاطاً من مختلف دول العالم، أما المعرض الثاني فهو عن اللوحات الفائزة في المسابقة التي احتفت بالخطاط السوري الراحل محمد بدوي الديراني (1894 – 1967)، وضم المعرض الذي يقام بمناسبة الدورة الثامنة لفن الخط العربي، اللوحات الفائزة في المسابقة التي اشتملت على عشرة أنواع من الخط العربي. الفائزون بالمسابقة توزعت جوائز المسابقة على عشرة أنواع من الخطوط العربية، حيث حصل على الجائزة الأولى في فرع «خط الثلث الجلي» محمد يامان من تركيا، بينما فاز بالجائزة الثانية عبدالرحمن دبه لر من تركيا، ونال الجائزة الثالثة أحمد فارس رزق عوض الله من سوريا. وفاز في فرع خط «الثلث» بالجائزة الأولى صباح أربيللي من إنجلترا، وأيمن عبدالله حسن من الكويت بالثانية، ومحفوظ ذنون العبيدي بالثالثة. كما فاز في خط النسخ صباح اربيللي من إنجلترا بالجائزة ا لأولى، وذهبت الثانية إلى هدى كاظم نايف الدراجي من العراق، وحصل على الثالثة خليل عمرضة من سوريا. أما خط «التعليق الجلي» فقد حجبت جائزتاه الأولى والثانية، وفاز بالثالثة أيمن عبدالله حسن من الكويت. كما فاز في خط «النستعليق» الإيرانيون علي رضا شيخلري بالأولى، وغاسيم ميما زادة غفاري بالثانية، ومهدي فوروز انده بالثالثة. وفاز في خط «الديوان الجلي» مهند الساعي من سوريا بالجائزة الأولى، وذهبت الثانية إلى عبدالرزاق محمد المحمود من الإمارات، والثالثة إلى جمال محمود عفيفي من مصر. وفاز في خط «الديواني» عبدالرزاق قره قاش من سوريا بالأولى، وحسين علي شاقوله من سوريا بالثانية، وعبدالرزاق محمد المحمود بالثالثة. وفي خط «الكوفي» فاز محمد أشرف هيرا من باكستان بالأولى، وكمال بن عبدالقادر البحري من تونس بالثانية، وعامر بن جدر بالثالثة. وفي خط «الرقعة» فاز السوريون أحمد ماجد خياطة بالأولى، ومحمود عبداللطيف دوشو بالثانية، وفاطمة جمعة إبراهيم بالثالثة، وفاز في «الخط المغربي» جمال بنسعيد من المغرب بالأولى، ونور خاميديا من إندونيسيا بالثانية، ومحيي الدين خشارم بالثالثة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©