الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سفراء أبوظبي» يرسمون الوجه السياحي بالثقة والمعرفة

«سفراء أبوظبي» يرسمون الوجه السياحي بالثقة والمعرفة
12 يونيو 2010 20:48
النهضة السياحية التي تشهدها البلاد منذ سنوات وتتعاون على إنجاحها عدة قطاعات في الدولة، لا تعني فقط تشييد المنتجعات والفنادق، ولا إقامة المهرجانات العالمية المتخصصة، إنما أكثر من ذلك بكثير. وهذا ما تنبهت له «هيئة أبوظبي للسياحة» عندما ارتأت تنظيم الندوات التعليمية والدورات التدريبية التي تستهدف المواطنين في أكثر من مجال واختصاص. ويعتبر برنامج «سفير أبوظبي» الذي تم إطلاقه قبل 3 أعوام، واحدا من المشاريع المهمة التي تحرص الهيئة على دعمها وتطويرها. والبرنامج الذي امتد نجاحه ليصل إلى جامعات «هونج كونج»، احتفل الأسبوع الماضي بتخريج الدفعة الأولى للعام الجاري والتي ضمت 67 مواطنا ومواطنة. «أمور كثيرة تغيرت في حياتي بعدما خضعت لبرنامج «سفير أبوظبي» يقول عامر المهري (24 عاما). فهو لم يكن يتوقع أن ينال كل هذا القدر من المعرفة خلال الدورة التدريبية التي استمرت على مدى 3 أشهر. يتحدث بفخر عن اللقب الذي ناله كسفير لبلاده في المجال السياحي، ويعتبر الأمر تكريما له ولرفاقه على التزامهم في أخذ الأمور على محمل الجد وعدم تفويت أي معلومة قد تفيدهم في المستقبل. ويشير إلى الاهتمام الكبير الذي لمسه من فريق عمل الهيئة الذي لم يتأخر في توفير كافة وسائل الراحة والدعم المعنوي لإنجاح البرنامج. «فقد تم اختيارنا لنكون واجهة أبوظبي من ناحية التعامل مع السياح وكيفية مساعدتهم وإبراز الوجه الحضاري للبلاد. وأتمنى أن نكون عند المستوى المطلوب لنتمكن في الأيام المقبلة من تشريف هوية البلاد سياحيا، وذلك كل بحسب اختصاصه». وعلى عكس العامين الماضيين بحيث كان يتم تنظيم دورة واحدة في السنة، فإن عام 2010 سوف يشهد تخريج دفعتين لتغطية أكبر قدر من أعداد الراغبين في تعزيز مداركهم في المجال السياحي. والمشاركون ليس من الشرط أن يكونوا طلاب جامعات ومن اختصاصات لها علاقة بقطاع الضيافة، وإنما يتم ترشيحهم إما من كلياتهم وإما من الدائرات التي يعملون بها. والهدف من ذلك أن يتمكنوا من صقل خبراتهم في الجانب المشرق للعاصمة، مما يمكنهم من خدمة وظائفهم بشكل ينسجم مع التوجه العام للإمارة. وهو إظهار الطابع السياحي الخدماتي لأبوظبي، والتي ينظر إليها العالم كواحدة من أهم العواصم في معايير استقطاب السياح. سلة معلومات في كواليس التحضير لحفل التخرج الذي حضره معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس «هيئة أبوظبي للسياحة»، نتابع حديثنا مع بعض الخريجين الذين التقيناهم منهمكين في التحضير لإطلالتهم. ومن بينهم وضحة القبيسي التي تعمل في قسم العلاقات العامة في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، والتي بدت سعيدة جدا بوشاح التخرج. تقول: «كانت فرحتي كبيرة عندما وقع الاختيار علي من إدارتي لأنتسب إلى البرنامج. وقد استفدت كما جميع زملائي من ورش العمل التي تم تنظيمها، ما بين المحاضرات والرحلات الاستكشافية داخل الدولة». وهي تحب المجال السياحي الذي يفتح المجال أمام الكثير من الثقافات المنوعة وعلى رأسها زيارة المعالم الأثرية والمرافق الحيوية التي تخاطب آخر خطوط التطور العمراني. ويرى خالد المرزوقي الذي يدرس اختصاص الموارد البشرية في كلية الإمارات للتكنولوجيا ويعمل في الوقت نفسه في «جمارك أبوظبي»، أن الدورة كانت أكثر من ممتازة. ويشرح أنها كانت عبارة عن فقرات شاملة ليوم واحد في الأسبوع، بحيث تضمنت الرحلات الميدانية والمحاضرات الخاصة بالجانب النظري. «ومن بين الوجهات التي زرناها، فندق «قصر الإمارات» ومتحف العين، ومسجد «الشيخ زايد»، حيث كان لنا في كل مكان ذكرى جميلة لن ننساها. وأكثر ما لفته في البرنامج، شموليته بحيث يخرج الطالب منه وفي حوذته سلة من المعلومات القيمة التي ما كان ليعرفها بمفرده. طموح قيادي أما ميسون عبد الحميد البكوش (22 عاماً)، فكانت تحضر للكلمة التي سوف تلقيها أمام الحضور. اقتربنا منها فأخذت تجيب بكل ثقة عن أهم المواقف التي تعرضت لها خلال البرنامج. «أحلى ما في الأمر أنني تعرفت على الكثير من الأصدقاء، واختبرت الحياة العملية من النافذة التي أحبها وهي العلاقات العامة مجال تخصصي». وأكثر من ذلك، فقد اكتشفت على مقاعد الإرشاد السياحي، أنها موهوبة في هذا المجال. «خصوصا أن صناعة الضيافة علم حديث تنتهجه كبريات الدول، وتأتي أبوظبي في المقدمة من حيث حجم الاهتمام الحكومي في القطاع السياحي». وتتمنى أن تتمكن في المستقبل القريب من إبراز موهبتها في هذا المجال. بالاندفاع نفسه تتحدث عائشة محمد الحمادي التي تتخصص في مجال الإعلانات في «جامعة زايد». وهي مع صغر سنها تطمح لأن تتصدر العمل في قيادات القطاع السياحي. «هذا المجال الذي جذبني بكل ما فيه من ثقافة وتجدد وحيوية، وأهم من ذلك أن بلادي توفر لي مجالات كثيرة في قطاع الضيافة». وهذا الأمر يشجعها على المضي قدما في خوض التجربة بعد الانتهاء من دراستها الجامعية. «كانت فقرات البرنامج مشوقة، وأقربها إلى قلبي تلك الساعات الطويلة التي أمضيناها في قاعات المحاضرات نتلقى كل ساعة كمية من المعلومات الجديدة والمفيدة». جسور للحوار وهكذا وبعد إكمال المشاركين تدريبهم السياحي على مدى 3 أشهر بهدف إعدادهم ليكونوا واجهة مثالية لإمارة أبوظبي، تم تكريمهم في حفل خاص نظمته «هيئة أبوظبي للسياحة» في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. وتسلّم 67 مواطنا ومواطنة شهادات التخرج من معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، ومعالي محمد أحمد البواردي، أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وفي كلمة ألقاها أمام الحضور أوضح معالي الشيخ سلطان: «تلتزم أبوظبي بقيم الضيافة والترحيب بالزوار، وتعريفهم بإرثها الثقافي العريق. ونؤمن بأن أفضل من ينهض بمسؤولية توصيل رسالتنا للعالم هو المواطن الإماراتي. ونثق بأننا سنحصد ثمار ذلك من خلال الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف أبوظبي، وبناء جسور من الحوار الحضاري معهم، وهو ما يدعم مكانة وجهتنا السياحية على الخارطة العالمية». ووصف معالي محمد أحمد البواردي البرنامج بالركيزة التعليمية التي تسهم في تحقيق أهداف أبوظبي على المدى الطويل. وأوضح معاليه: «يستطيع المواطن، من خلال التفاعل مع ضيوف أبوظبي، تقديم الوجه الحضاري للإمارة، وترك انطباعات إيجابية عن ثقافتنا وتقاليدنا لديهم. ويشكل العمل سواء كمضيف أو مرشد سياحي أو التدريب كـ»سفير لأبوظبي» منصة مناسبة للتواصل مع الزوار، وعرض جوانب من تاريخنا وحضارتنا، ونقلها للعالم». وأشار سعادة مبارك حمد المهيري، مدير عام «هيئة أبوظبي للسياحة» إلى أن تطور البرنامج يعكس بوضوح دعم كافة قطاعات المجتمع لرؤية قطاع السياحة في أبوظبي الرامية إلى تقديم أرقى مستويات الجودة والتميز لكافة زوار الإمارة. وقال: «سنواصل توسعة برنامج «سفير أبوظبي» سنوياً، ونتطلع إلى توجيه العديد من الطلاب والطالبات المتخرجين إلى بدء مسيرتهم المهنية في قطاع السياحة المتنامي في أبوظبي». يذكر أن التسجيل في الدفعة الثانية للعام 2010 من برنامج سفير أبوظبي يبدأ عقب شهر رمضان، على أن تُقام الدورة خلال الربع الأخير من العام. هيئة أبوظبي للسياحة» تفتح باب التسجيل في برنامجها التدريبي الصيفي «أجيال السياحة» جولات أكمل ممثلو 11 هيئة ومؤسسة عامة وخاصة إلى جانب أحد المتطوعين البرنامج الذي تكون من 12 وحدة تدريبية غطت محاور متعددة منها سياحة الأعمال والعلاقات العامة وتقاليد السلوك في مجتمع الأعمال الدولي والبروتوكول إلى جانب السياحة البيئية والمستدامة. كما اشتمل على جولات في مدينتي أبوظبي والعين، وزيارات للمعالم الرئيسية ومنها، «مسجد الشيخ زايد» و«قصر الإمارات» إلى جانب مزرعة للمنتجات العضوية. 8 نجوم اختير 8 من الخريجين كنجوم لبرنامج «سفير أبوظبي» تكريماً لأدائهم الاستثنائي الذي تم تقييمه جزئياً بنتائج الاختبارات النهائية، حيث سينضمون إلى بعثة دراسية، تحت رعاية هيئة أبوظبي للسياحة، إلى جامعة هونج كونج التطبيقية، المصنفة ثانياً عالمياً للأنشطة البحثية والعلمية من مجلة تقرير أبحاث قطاع الضيافة والسياحة . وخلال إقامتهم في كلية إدارة خدمات الضيافة والسياحة، سيدرس نجوم برنامج سفير أبوظبي السياحة التراثية والمستدامة، وسيزورون مجلس سياحة هونج كونج ومدينة ديزني لاند هونج كونج. والنجوم هم: جنان المدفعي من مكتب أبوظبي للهوية الإعلامية وماجد خلفان البدواوي من دائرة التنمية الاقتصادية وعائشة الأمير وآمنة الزعابي ومنصور المرزوقي ورباب سيف من شركة الاتحاد للطيران وعائشة الحمادي وميسون البكوش من جامعة زايد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©