السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطر تدعو إلى مرحلة جديدة تشجع الاستثمارات البناءة

قطر تدعو إلى مرحلة جديدة تشجع الاستثمارات البناءة
8 ابريل 2012
الدوحة (الاتحاد)- تستعد دولة قطر لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الاونكتاد) في دورته الثالثة عشرة لكنها تسعى إلى أبعد من ذلك، عبر نشر روح “الاونكتاد” وقيمها في مختلف الفعاليات المرافقة، خصوصا المنتدى العالمي الثالث للاستثمار. فالمنتدى الذي بدأ في أكرا، بغانا، على هامش مؤتمر الاونكتاد الثاني عشر عام 2008، جمع أكثر من 650 مستثمرا وصانع قرار اقتصادي وسياسي، التقوا للتباحث في أسباب ونتائج الأزمة الاقتصادية العالمية، مركزين على مخاطر الاستثمارات الدولية المباشرة ومصيرها، وارتأوا أن يلتقوا مرة كل سنتين. وقد حقق المنتدى العالمي الثاني للاستثمار عام 2010 قفزة نوعية، حيث تضاعف عدد المشاركين ثلاث مرات، لتتحول بالتالي مدينة شيامن الساحلية بمقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين إلى أكبر تظاهرة استثمارية جمعت أكثر من 1800 مستثمر وصانع قرار من 120 بلداً، وممثلين عن المنظمات العالمية، التقوا جميعا لتقديم رؤاهم حول سبل تحقيق التوازن بين الاستثمار والتنمية المستدامة. وفي ذلك المنتدى، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الاستثمار الدولي يعدّ على رأس جدول أعمال السياسات العالمية، مشيرا إلى أن الانتعاش لايزال هشا وأن نتائج التغييرات المناخية واضحة على نحو متزايد. وقد طالب بان كي مون حينها الحكومات والمؤسسات بجعل الاستثمار يتدفق على نحو أفضل، لحفز النشاطات الاقتصادية فضلا عن تعزيز كفاءة الطاقة والتكنولوجيا الخضراء في نفس الوقت. ومن جهته، قال الأمين العام للأونكتاد حينها سوباتشاي بانيتشباكدي، إن هذا الحضور من كبار المستثمرين وصناع القرار يظهر الأهمية التي اكتسبهــا الاستثـمار الدولي كمحرك للنمو والتنمية مطالبا بأن يتم إيجاد جيل جديد من سياسات الاستثمار” يعزز التحوّل باتجاه اقتصاد منخفض الكربون. ويمثل المنتدى الثالث للاستثمار، الذي تستضيفه الدوحة بين 20 و23 أبريل في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الاونكتاد رفيع المستوى في دورته الثالثة عشرة (بين 21 و26 ابريل)، فرصة لاستكمال ما تم بحثه في الصين عام 2010 والاستفادة من دروس المرحلة السابقة. وسيشكل المنتدى العالمي الثالث للاستثمار منصة للحوار واللقاء بين كبار القادة وصناع القرار، ومسؤولي كبريات الشركات العالمية والمستثمرين والمسؤولين عن وكالات تشجيع الاستثمار من مختلف دول العالم، كما سيركز على التحولات الجوهرية في أنماط الاستثمار الأجنبي بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، بما في ذلك التوجه صوب الاستثمارات في القطاعات الأقل استهلاكا للمنتجات الهيدروكربونية، والاقل تسببا في انبعاثات الكربون، والتركيز على الاستخدام الأمثل للعلم والتكنولوجيا. وسيتناول المنتدى التحديات والفرص التي يمثلها اتجاه الاقتصاد العالمي نحو مزيد من الحوكمة الرشيدة للتخفيف من المخاطر التي قد يواجهها صغار المستثمرين، وسيتيح المنتدى الفرصة لنسج علاقات تعاونية ثنائية ومتعددة الأطراف تشجع على اعتماد سياسات جريئة تروج لاستدامة الاستثمارات، بما يسهم بشكل فعال في تحويل فعاليات (الأونكتاد) ولقاءاته إلى خطط وبرامج عمل فاعلة. وستسعى دولة قطر خلال هذا المنتدى إلى التأسيس لمرحلة جديدة تشجع الاستثمارات البناءة، التي تحترم الموارد الطبيعية للدول المتلقية للاستثمارات الأجنبية، وتلتزم بحماية البيئة ضمن المنظومة العالمية للتصدي للتغييرات المناخية. ومن المتوقع أن تلعب دولة قطر خلال رئاستها للاونكتاد في السنوات الأربع المقبلة دورا رئيسيا في قيادة الجهود الدولية للتشجيع على الاستثمارات الأجنبية البناءة والمسؤولة، وإبراز ما يمكن أن يحققه هذا النوع من الاستثمار من مردود إيجابي لدى الدول المتلقية لهذه الاستثمارات ضمن سعيها لتحقيق التنمية المستدامة. وإن دولة قطر، خلال سعيها الى أن يكون هذا المنتدى الأكثر طموحاً والأوسع مشاركة، ستطلع الحضور على مشروعاتها الاستثمارية الكبيرة والجريئة، وتدعوهم إلى مشاركتها في تنفيذ برامجها التنموية الطموحة التي تتجاوز قيمتها 100 بليون دولار اميركي، والتي عكستها رؤية قطر الوطنية 2030، وتتنوع تلك المشروعات بين قطاعات السياحة والاستشفاء والتعليم والإسكان والنقل، استعدادا لاستضافتها كأس العالم لكرة القدم في عام 2022، وربما، إذا تحققت الرؤية الاستشرافية لقيادتها الرشيدة، بالفوز بشرف استضافة بطولة الألعاب الاولمبية لعام 2020.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©