الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

98 خطاطاً من 14 بلداً يعرضون إبداعاتهم في الجزائر

98 خطاطاً من 14 بلداً يعرضون إبداعاتهم في الجزائر
12 يونيو 2010 20:54
احتضن قصر الباشا مصطفى بالجزائر العاصمة مؤخراً المهرجان الدولي الثالث للخط العربي بمشاركة 98 خطاطاً، منهم 58 من الجزائر و40 من 13 بلداً عربياً وإسلامياً ومنها المغرب وتونس وليبيا والسودان والكويت والسعودية والبوسنة والهند. لوحات فنية افتتحت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي المهرجان الذي قدم فيه الخطاطون 113 لوحة وحرص المنظمون على إحداث التوازن بين الخط الكلاسيكي العربي بمختلف أنواعه؛ النسخ، والثلث، والديواني، والإجازة، والكوفي، والخط الحروفي العصري، وهو خط يأخذ من الحروف العربية أبرز ملامحه التعبيرية ويصنع منه لوحات تشكيلية جميلة وتجريدية حديثة تؤطرها زخارف عديدة. وقدم الخطاطون العرب والمسلمون المشاركون في المعرض لوحاتٍ جميلة، مختلفة الأشكال أغلبها حمل آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو أدعية أو أشعار ومدائح نبوية بخطوط متنوعة رائعة الجمال؛ إذ قدم الخطاط الجزائري الشهير اسكندر محمود لوحات عديدة ضمنها الحديث الشهير “الدال على الخير كفاعله” وهي بخطوط متنوعة منها الكوفي، والديواني، والإجازة، فضلاً عن لوحات أخرى عديدة. بينما عرض الخطاط الموهوب بوثليجة محمد من الجزائر لوحات حروفية تشكيلية جميلة حتى أنه قدم لوحة واحدة تحمل عبارة “آمنتُ بالله” بخطوط متعددة وذات ألوان زاهية. الخط المغربي قدم الخطاطان عبد المالك نونوحي وبستان محمد من المغرب والجمني عمر من تونس لوحات للخط المغربي الشهير الذي تكتب به المصاحف الشريفة في المغرب العربي منذ قرون. وعرض المأمون أحمد محيي الدين موسى من السودان لوحتين ضمَّنهما قصيدتي مدح للرسول الكريم، بينما برزت المشاركة المشرقية بلوحات ثرية بخط الثلث التقليدي للحداد محمد من سوريا بعنوان “قل ربي إني ظلمتُ نفسي” و”أعف عنا وارحمنا” بينما برز جاسم محمد معراج حسين صالح من الكويت بلوحة “وكان وعد ربي حقاً” واقتصرت لوحة جمال عبد الكريم خميس الترد من الأردن على كلمة “ياودود” إلا أنه صاغها بكثير من الإبداع والحس الجمالي. من جهتهم، سوَّق الخطاطون الإيرانيون وفي مقدمتهم فلسفي أمير وزنديهرودي محمد الذي يعيش في فرنسا، للخط الفارسي وكذا خط الثلث في لوحاتهم، وتميزت أعمالهما بالمزج بين الحروف العربية والفن التشكيلي من خلال تقديم لوحات ذات حروف بارزة ناتئة. بينما لفت خليل الله محمد حسن المهند من الهند انتباه الزوار بلوحة تضمنت رسماً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، محاطاً بتشكيلة حروف رائعة حملت اسمه. حظي المهرجان بإقبال العشرات من الخطاطين الشباب وكذا طلبة الفنون الجميلة ومحبي الفنون التشكيلية والخط العربي، كما أقيم على هامشه العديد من النشاطات المتصلة بموضوع الخط العربي ومنها إقامة ورشات حول الخط المغربي وورشة حول كيفية الاستفادة من الأجهزة الحديثة وفي مقدمتها الكمبيوتر في تطوير الخط وزخرفة اللوحات ومنحها خلفية جميلة بألوان زاهية، فضلاً عن إقامة ندوات ثقافية وفنية ألقيت خلالها محاضرات عن التأثر والتأثير المتبادل بين الخط العربي والخطوط العربية الأخرى من خلال الإضافة التي قدمها المسلمون غير العرب للخط العربي، وقدم الخطاط والباحث العراقي الشهير يوسف ذنون محاضرة قيمة قدم فيها نظريته الجديدة عن الأصل النبطي الحضري للخط العربي. وعن مستوى المهرجان يقول ذنون لـ”دالاتحاد” إنه حقق قفزة في الخط العربي مقارنة بالمهرجانين السابقين في العامين الماضيين، حيث أصبح في الجزائر خطاطون مُجيدون كما أن الخطاطين العرب والمسلمين المشاركين في الدورة الجارية للمهرجان ذوو خبرة ومهارة عالية في الخط العربي. عصرٌ ذهبي عن تطور الخط العربي مقارنة بالعصور السابقة، يقول ذنون، صاحب نصف قرن من الخبرة في المجال “لا أبالغ إذا اعتبرت عصرنا الحالي هو العصر الذهبي للخط العربي؛ لقد طوَّر الخطاطون العرب والمسلمون في السنوات الأخيرة الخط العربي كثيراً وأصبح على درجة عالية من الجمالية والإبداع والذوق، كما أن عدد الخطاطين يتزايد باستمرار في العالم الإسلامي، وأصبح عددهم في كل دولة بين 50 إلى 100 خطاط وفي مقدمتها العراق وتركيا التي تقيم معرضاً للخط العربي كل ثلاث سنوات، كما أصبحت مختلف الدول تفتح معاهد ومراكز للخط العربي في جامعاتها وفروعاً له في مدارسها للفنون الجميلة وتتشكل من أجله جمعيات”. ونوَّه الأستاذ ذنون بمركز الخط العربي بالشارقة وإقامة دبي ملتقى سنوياً للخط العربي وكذا اهتمام أبوظبي بهذا المجال، وقد حظي بتكريم في الشارقة في 7 أبريل 2010. واعتبر ذنون الخط العربي ظاهرة إبداعية متفردة في خدمة الحضارة الإنسانية حتى أن جماله جعله ينتشر في أندونيسيا وماليزيا والبوسنة في السنوات الأخيرة، وكان السبب في إسلام الأميركي محمد زكريا الذي انبهر بجمال الخط العربي فأسلم وأصبح الآن يدرِّسه ويمارسه وهو من كبار الخطاطين في العالم.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©