دبي (الاتحاد)- لا يعتبر البعض ما قام به أحد الجماهير خلال مباراة الأهلي العين، مؤشراً على وجود ظاهرة سلبية تتطلب التحرك للتصدي لها بكل حزم، ولكن الأرقام لا تكذب، ومن واقع أوراق ومستندات لجنة الانضباط في اتحاد الكرة، والتي فصلت هذا الموسم في 22 حالة من أندية مختلفة بين هواة ومحترفين، تحت بند «شغب جماهيري» حتى الآن، وتراوحت العقوبات الخاصة بين الإنذار والغرامة المالية، التي تجاوزت 100 ألف درهم، نال منها الشباب 60 ألف درهم قبل أسبوعين نتيجة لتلفظ جماهيره ضد أطقم التحكيم واللاعبين في مباراتيه أمام عجمان في كأس المحترفين.
ومن ضمن تلك الحالات الـ 22 المتعلقة بالشغب الجماهيري، تجاوزت حالات الاعتداء على أطقم التحكيم، ما يقرب من 9 حالات عبارة عن إلقاء الزجاجات والعبوات على طاقم التحكيم، والتلفظ بالشتائم والسباب عليهم، بخلاف أنواع أخرى من الشغب المتعلقة بمحاولات النزول إلى أرض الملعب، وحالات استخدام المفرقعات والألعاب النارية.
ووفق ما سبق نرى أن الأمر يستحق وقفة، لأن انفلات الجماهير حتى وإن لم يصل لمرحلة خطرة في دورينا لأسباب كثيرة، منها طبيعة المجتمع الإماراتي الرافض للعنف والمدين له، إلا أنه يعتبر أمر يحتاج إلى التدخل، ويعكس في الوقت نفسه، أن واقعة مدرجات الأهلي لم تكن استثناء أو حالة خاصة، لأن هناك أندية عدة تثور مدرجاتها وتهين أطقم التحكيم تارة، أو تعتدى عليها تارة أخرى، وهو ما ذهب إليه الدكتور عبد الرزاق المضرب أستاذ علم الاجتماع والباحث والمتخصص في علم النفس الرياضي والاجتماعي.
وشدد المضرب على ضرورة التصدي لتلك الظاهرة التي لا تقتصر على واقعة الأهلي في مباراته أمام العين، بل تتكرر كثيراً، خاصة خلال الموسمين الماضيين، وشدد على أن هناك عنفاً أيضاً من جانب اللاعبين، في أرض الملعب يستوجب وضع حلول له، والعمل على توجيه بشكل يفيد في التأكيد على الروح الرياضية والتشجيع المثالي.
وعن تلك الواقعة، قال «هي ظاهرة مؤسفة، والتعصب الأعمى للأندية، لا يعني التورط في أفعال تسيء لها، مثلما حدث في واقعة التعدي على الجلاف الذي ترفضه جماهير الأهلي قبل أن جماهير أخرى، والمطلوب من المجالس الرياضية والإعلام وإدارات الأندية أن تتواصل مع الجماهير، وأن تهتم قليلاً بتوجيه حلقات تثقيف للجماهير، حيث نهتم فقط باللاعبين والإداريين منذ إطلاق مشروع الاحتراف ونهمل الاهتمام بالجماهير نفسها».
عدد اليوم
