الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منصات التواصل الاجتماعي .. كيف يمكن تحويلها لأداة تنمية في العالم العربي؟

منصات التواصل الاجتماعي .. كيف يمكن تحويلها لأداة تنمية في العالم العربي؟
20 ابريل 2014 21:11
بينما يستمر ارتفاع أعداد المستخدمين العرب على شبكات التواصل الاجتماعي، يزداد اهتمام متخصصين بفرص الاستفادة من هذه الشبكات في استخدامات وأهداف تنموية مباشرة، مثل توزيع محتويات ومواد التوعية الصحية أو التربوية المدنية، أو حتى في مجال التعليم. ومن الآمال التي تدغدغ مثل هذه الاحتمالات، التغير الذي حصل في عادات واتجاهات المستخدمين على الشبكات الاجتماعية، ولاسيما الأوسع انتشاراً. الاستفادة من التطور الحركة الجارية على موقع فيسبوك مثلاً كمرورها بمحطات عدة منذ ظهورها، حيث تحوّلت من مجرد مواقع للتواصل، إلى منصات للتفاعل والتعارف العابر للحدود، ثم إلى شبكات للانتشار العالمي، فأدوات تكتيكية واستراتيجية للتسويق والنشاط التجاري. هذا التطور يفتح المستقبل على العديد من الاحتمالات، بما في ذلك إمكانية استخدام المنصات كأدوات للتعليم والتوعية. وما بلغته استخدامات شبكات مثل تويتر بالدرجة الأولى، يستدعي التوقف ملياً أمام نفوذ هذا النوع من “التواصل الاجتماعي” في عالم النشر، والذي لم يعد ممكنا، حتى لكبريات وسائل الإعلام تجاهله في عملية بحثها عن مزيد من القراء لمحتوياتها أو أكبر عدد من الزوار لمواقعها، وسعيها لأكبر قدر من التفاعل مع القراء. ويبدو أن على جميع، أصحاب أي محتوى على الويب، الذهاب والتوجه إلى حيث يوجد المستخدمون، من قراء ومتسوّقين، وزبائن، أي إلى شبكات التواصل الاجتماعي، التي تعتبر الوجهة الأولى لمعظم مستخدمين، ومتصفحي الإنترنت، إن لم نقل لأكثريتهم الساحقة، وخاصة للشباب مع نسبة كبيرة من الطلاب. ويمكن لأصحاب خدمات التعليم والصحة والتربية في العالم العربي أن يفكروا في سبل الاستفادة من شبكات التواصل لتعزيز هذه الغايات. وفي ضوء اتجاهات تكنولوجية ستغير وجه التعليم العالي في السنوات المقبلة ونمو حركة استخدام التكنولوجيا كعامل محفز لتعزيز ثقافة الابتكار وتطور التعليم عبر الإنترنت، تبرز توقعات واعدة بتطور قريب لوسائل التواصل الاجتماعي من أداة لقضاء الوقت بالنسبة للعديد من الأساتذة والطلاب المحتملين إلى أداة متكاملة للتعليم بالنسبة للعديد من الأساتذة. قاطرة التعليم يمكن القول إن لهذه التوقعات أرضية متينة، على الأقل من حيث حجم سوق مستخدمي شبكات التواصل. فإجمالي عدد مستخدمي هذه الشبكات في العالم يتجه بسرعة نحو ثلاثة مليارات مستخدم، بينهم نسبة كبيرة تتشارك في شبكات بعينها. وتسري ضرورة توجه مصادر المحتويات - والخدمات والمنتجات - إلى شبكات التواصل على جميع المستويات، العالمي والإقليمي والوطني، وهي تزداد قيمة في ضوء تقديرات الوقت الإجمالي، الذي يقضيه المستخدمون على الشبكات الاجتماعية. أي أن حجم الاستفادة المتوقعة لا يتعلق فقط بالأعداد الهائلة للمستخدمين بل بالوقت الفعلي الذي يقضونه على هذه الشبكات. في حالة النطاق العربي، لابد من ملاحظة النمو الهائل في أعداد مستخدمي مواقع التواصل ومعدل الوقت الذي يقضيه كل منهم يومياً. فاستنادا لتقارير “كلية دبي للإدارة والحوكمة”؛ سجل عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي الرئيسة، فيسبوك وتويتر و”لينكد إن” حتى منتصف العام الماضي ما مجموعه 70,3 مليون مستخدم عربي، بنسبة ارتفاع بلغت 35 في المائة خلال ستة أشهر فقط (من مجموع 125 مليون مستخدم للإنترنت في المنطقة العربية). وتذكر هذه التقارير أن 36 في المائة من المستخدمين العرب يقضون أوقاتاً تتراوح بين ثلاث إلى أربع ساعات يومياً على الإنترنت، ويقضي 6 في المائة أكثر من عشر ساعات، وهذا يعني تريليونات من الساعات، ويفتح المجال للحديث عن نظام حياة فعلي وراسخ، يقتضي البحث عن سبل توظيف جزء من هذا الوقت الهائل في العملية التعليمية، في سوق هائل مرشح لمزيد من النمو السريع، ويتطلب من المتخصصين العرب وهيئات تعليمية وتكنولوجية المباشرة بخوض هذا الغمار. وتذوق نتائجه التي ستكون في فائدة مختلف أطراف هذه العملية، من مؤسسات وطلاب وأساتذة، وكذلك في مصلحة مواقع التواصل الاجتماعي، التي أخذت تلقى إقبالاً متزايداً كمنصات للاستخدام التعليمي في الغرب، ويفترض أن تكون كذلك في العالم العربي، وباقي العالم. فهذه المواقع لن تستمر إلا ما نهاية كمواقع لقضاء الوقت والدردشات والتبادل السريع للآراء والتعليقات. (أبوظبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©