لطيفة آل مكتوم تودع من الجولة التأهيلية الثانية

تقدمت الفارسة الشيخة لطيفة آل مكتوم 7 مراكز في التأهيلية الثانية لمنافسات قفز الحواجز الأولمبية، حيث جاءت في المركز (54) على مستوى نخبة فرسان القفز في العالم، وكانت تحتل المركز (61) بانتهاء الجولة التأهيلية الأولى، وهو مايعني أن مشاركتها ناجحة بكل المقاييس في الأولمبياد، بالرغم من عدم تأهلها إلى المرحلة التأهيلية الثالثة، حيث تم وضعها ضمن قائمة الاحتياط قبل الإعلان رسمياً عن الاكتفاء بعدد 51 فارساً في طريقهم إلى الجولة التأهيلية الثالثة التي انطلقت مساء أمس· وكان فرسان قفز الحواجز في الأولمبياد قد خاضوا منافسات الجولة التأهيلية الثانية على الميدان الأولمبي في هونج كونج بقوة مشوبة بالحذر الشديد، وتقلص عدد الفرسان إلى 76 فارساً وفارسة بعد انسحاب المصري كريم الزغبي إثر تعرض جواده ''علاء الدين'' لإصابة في السلسلة الفقرية خلال تمارين الإحماء في أول أيام المنافسات يوم الجمعة الماضي ليزيل الغموض والحيرة عن سبب احتلاله لمركز متأخر لا يتناسب مع ما يمتلكه من قدرات حسبما أشرنا من قل· وكما كنا نتوقع، وحسب قراءتنا لإيقاع أداء الفرسان في الجولة التأهيلية الأولى، فقد تأثر الجميع بنتائج الجمعة الماضي ضمن أجندة تدريباتهم والتي أجروها بخيولهم الأولمبية مجدداً السبت الماضي استعداداً للقاءات أمس الأول في محاولة جادة ذات بُعدين: الأول يهم الفرسان الذين خرجوا من لقاء الجمعة بما كانوا يشتهون أداء ونتيجة ومحاولتهم تكرار ذات المستوى ما أمكن، والثاني يهم أصحاب المستوى الذي لم يشف غليلهم، وبالتالي كان لابد من العمل المستميت لتعديل النتائج والصعود إلى مراكز متقدمة تمنحهم فرصة الاستمرارية أمام جمهور أولمبي ضخم يتابع ويتفاعل مع المنافسات· المنافسات الفردية وهذه المرة في التأهيلية الثانية كان دخول فرسان الفردي إلى الميدان بعكس نتائج التأهيلية الأولى، بمعنى أن أولهم كان آخر المشاركين، وآخرهم أول الداخلين إلى المرمح، وبلغ عددهم 13 فارساً وفارسة، وكانت الفارسة الشيخة لطيفة آل مكتوم المشارك رقم (4)، مما يعني أن فرصتها في متابعة أداء غيرها من الفرسان قبل المشاركة كانت أشبه بالمعدومة بسبب ضيق الوقت الذي عليها أن تستغل بعضاً منه لتجهيز جوادها وأداء تمارين الإحماء قبل أن يؤذن لها بالدخول إلى الميدان· وتتقدم فارسة الإمارات وبطلتها المميزة، ويحيِّيها الجمهور، وتبدأ في الأداء، حيث تتجه نحو الحاجز الأول من مكان نحسب أنه كان أكثر قرباً مما ينبغي وهو ما أكدته فارسة ''كلاسكا'' فيما بعد، وتخفق في القفز عليه، وعلى ما يليه وعلى الحاجز الثالث أيضاً لتفقد 12 نقطة في لحظات (4+4+4)، أضيفت إليها 3 نقاط جزاء لتجاوزها الزمن الممنوح (90 ثانية)، ويتبقى أمامها عبور 10 حواجز أخرى تحتاج من ''كلاسكا'' إلى 13 قفزة، حيث إن أحدهم مركب تركيباً ثنائياً، وهو الحاجز (6أ،6ب)، وآخر مركب تركيباً ثلاثياً، وهو الحاجز (11أ،11ب،11ج)، و4 حواجز منها على ارتفاع 160سم (5,7,9,13)· وتعود الفارسة لطيفة إلى رباطة جأشها وإلى أجواء المنافسة بسرعة، وتصمم على إبراز كل ما لديها من قدرات وخبرات، وتنجح في تخطي كل ما صادفها من حواجز منتقلة بـ''كلاسكا'' الذي لم يخذل فارسته أبداً من الحاجز رقم 4 إلى الحاجز الأخير رقم 13 لتكسب تشجيع وتقدير الجمهور· ومن غرائب ومفاجآت هذا اللقاء، أن الحواجز التي تعثرت عندها الفارسة لطيفة كانت الأسهل لدى معظم الفرسان، في حين أن أصعب الحواجز، والتي استعصت على فطاحلة فرسان القفز في العالم، مرت فوقها الفارسة لطيفة مرور الكرام· وكانت المنافسة التأهيلية الثانية قد شهدت تصدر الفارس الأميركي مكلين وورد قائمة الفردي بالجواد ''سابفير'' بالاشتراك مع الفارس الكندي ايريك لامازي بالجواد ''هيكستيد''، وكلاهما بنتيجة من دون خطأ في الجولتين· أما على مستوى فرسان الفردي، فقد جاء الفارس الأيرلندي دنيس لينش بالجواد ''لانتينوس'' في المركز الرابع· وأفضل نتائج فرساننا العرب حققها الفارس السعودي القدير رمزي الدهامي بالجواد ''الله جابك'' بنتيجة 7 نقاط جزاء في الجولتين (2+5) لتحل من بعده فارسة الإمارات الشيخة لطيفة آل مكتوم في المركز الثاني على صهوة جوادها ''كلاسكا'' بمجموع نقاط جزاء بلغت في الجولتين 26 نقطة (11+15)، ثم الفارس السعودي كمال باحمدان في المركز الثالث وظل مطارداً لأداء الفارسة لطيفة في الجولتين وخرج منهما بذات النقاط التي سجلتها، ومواطنه الفارس الأمير فيصل الشعلان بالجواد ''ويدو'' رابعاً بمجموع 29 نقطة جزاء (11+18)، والفارس الأمير عبدالله بن متعب آل سعود بالجواد ''أوبلكس'' في المركز الخامس عربيا بمجموع 40 نقطة جزاء في الجولتين (10+30)، ثم الفارس الأردني إبراهيم بشارات بالجواد ''سمسم'' سادساً بمجموع 41 نقطة جزاء (19+22)، وأخيراً الفارس المصري كريم الزغبي (52 نقطة جزاء) والذي ودّع الأولمبياد مبكراً بسبب إصابة جواده ''علاء الدين'' كما ذكرنا· منافسات الفرق على جانب آخر، وفي منافسات الفرق فقد تابع جمهور ميدان شاتين الأولمبي سيمفونية رائعة عزف ألحانها الأولمبية نخبة فرسان قفز الحواجز في العالم، فأجادوا الاستعراض وأبهروا الحضور، سواء من ناحية الأداء على المستوى الفردي أو على مستوى الفرق، واستطاع الفريقان السويسري والأميركي تصدر قائمة الفرق بعد تمكنهما من قراءة ورقة امتحان مصمم الحواجز الألماني أولاف بترسون وفك طلاسمها والإجابة بذكاء على كل أسئلتها الميدانية· وجاء الفريق السويدي في المركز الثالث، والبريطاني في المركز الرابع بالاشتراك مع الفريق الكندي· أما الفريق السعودي فقد كان أداؤه مدعاة للحيرة بعد أن تراجع مركزه، ونتيجة الفريق المعلنة هي المركز 13 من أصل 16 فريقاً شاركوا بالأولمبياد بمجموع 38 نقطة جزاء، وهي أفضل النتائج المعتمدة لثلاثة من فرسان الفريق بعد استبعاد نتيجة أداء الفارس الأمير عبدالله بن متعب الذي لازمه سوء حظ عجيب خلال المشاركة·