علي الزعابي ( أبوظبي) - انتفض «فارس الغربية» في الجولات الأخيرة لدوري المحترفين لكرة القدم، ودارت محركات قطار «فارس الغربية» بسرعتها القصوى، وفتحت «على الرابع»، ويعود الفضل إلى عومل مشتركة، من بينها الإدارة التي وفرت أجواء الإجادة للفريق، والجهاز الفني الواعي بقيادة الفرنسي لوران بانيد، ومجموعة اللاعبين الرائعين الذين يجمعون بين الخبرة وحيوية الشباب، ولكن لابد أن يكون أحدهم صاحب «البصمة»، و«العلامة الفارقة»، ويعود له الفضل في تحول «فارس الغربية إلى فريق لا يخشى أحداً، بل أنه من يخشاه الآخرون.
إنه السنغالي ماكيتي ديوب الذي يسجل الأهداف، بطراز عالي الجودة، فهو يجيد الكرات الرأسية، ويشكل خطورة دائمة في منطقة جزاء المنافسين، وبالتالي لم يكن غريباً أن يفرض نفسه في تشكيلة الفريق، خاصة أنه «المحور»، بل «القاسم المشترك» في معظم انتصارات الظفرة في هذا الموسم، ودائماً ما يسجل الأهداف الحاسمة لفريقه، وعندما يسجل ديوب، فإن «فارس الغربية» لا يخسر في معظم المباريات، وتمكن ديوب من تسهيل مهمة فريقه أمام عجمان في الجولة المؤجلة «الرابعة عشرة»، بعد أن هز «الشباك البرتقالية» بأول هدفين بالمباراة في أول 26 دقيقة، وأضاف زميله هزاع سالم الهدف الثالث لينتهي اللقاء لمصلحة الضيوف مبكراً.
مستوى مثالي
وظهر ديوب خلال المباراة بمستوى مثالي، جعله يسجل هدفين ضمن بهما الظفرة الفوز، وقدم أداءً رائعاً على مدار شوطي المباراة ، ويذكر أن ديوب سجل 5 أهداف في آخر 5 مباريات للفريق، والتي أسهمت في حسم معظم هذه المواجهات، ويملك ديوب 11 هدفاً في بطولة الدوري هذا الموسم، أي أنه سجل ما يقرب من نصف أهداف الفريق الظفراوي في بطولة الدوري تقريباً، إذ يملك الظفرة 25 هدفاً في المسابقة، بالإضافة إلى أنه كان قد سجل 4 أهداف في كأس المحترفين، قبل خروج الظفرة من البطولة.
من جانبه، عبر ماكيتي ديوب عن سعادته البالغة بالأهداف التي سجلها في المباريات الماضية، وأكد أن الفضل يعود إلى زملائه الذي يساعدوه على تسجيل هذه الأهداف، وأن الفريق بأكمله يسهم في هذه النتائج الإيجابية التي حققها منذ 4 جولات أخيرة بدوري المحترفين.
تحسن في الأداء
وقال ماكيتي ديوب: «في كل مباراة أخوضها مع «فارس الغربية» أشعر بأن هناك تحسنا على مستوى الأداء بالنسبة لي، وأنني أتطور في كل موسم مقارنة مع الموسم الذي سبقه، وأنا سعيد مع فريق الظفرة في هذا الموسم، وزملائي اللاعبين الذي دائماً ما يسعون لمساعدتي وأيضاً الفريق لتحقيق النتائج التي تخدمه، ومن جانبي دائماً لبذل المزيد من الجهد في التدريبات لتقديم مساعدة للفريق بوصفي لاعب أجنبي، وأقدم أقصى ما استطيع من واجباتي تجاه الفريق.
وأضاف «كما يدرك الكثيرون بأنه من الصعب المنافسة على لقب هداف دوري المحترفين، الذي أصبح يضم أسماء كبيرة، مثل أسامواه جيان مهاجم فريق العين، وجرافيتي مهاجم الأهلي اللذين يقدمان موسماً كبيراً مع ناديهما، ويتصدران قائمة الهدافين، إلا أنني وضعت هدفاً رئيسياً منذ بداية الدوري، وهو تسجيل 15 هدفاً مع الظفرة في المسابقة، ولا يفصلني عن هذا الرقم سوى 4 أهداف، وسوف أسعى لتسجيل هذا العدد بمساعدة زملائي بالفريق، وقبل موسمين كنت هداف الدوري السوري مع فريق الكرامة، والموسم الماضي كنت هداف دوري الدرجة الأولى مع الظفرة، وأبحث دائماً عن التطور وإحراز الأهداف لمساعدة الفريق في جميع الأحوال».
علاج السلبيات
وقال ديوب « يجب نسيان الإيجابيات في الوقت الراهن والتفكير في علاج السلبيات التي نقع بها، فهذا هو السبيل للتطور والتقدم إلى الأمام، وفي الفترة الحالية نقدم مستوى رائعاً، يستحق الإشادة من الجميع، وأن اللاعبين يبذلون الجهد في التدريبات بكل جدية وحماس، ونملك الروح العالية والقتالية من أجل تحقيق النتائج الإيجابية في جميع المباريات التي نخوضها».
ومن جانبه، أكد مدرب الظفرة، الفرنسي لوران بانيد أن ماكيتي ديوب لاعب مجتهد، ويستحق الإشادة والدعم من الجميع، فهو منضبط جداً في التدريبات ويمارس مهام دوره كلاعب بكل احترافيه، وفي كل مباراة يخوضها مع الفريق يقدم الإضافة المرجوة منه، ولديه رغبة وعزيمة على تقديم الأفضل دائماً، ويتمتع بإرادة عالية، بعدم الاستسلام، ومواصلة العمل في المباريات، كما أنه مثال للمهاجم القناص، إذ يجيد التمركز والهروب من رقابة المدافعين في منطقة الجزاء، ويقدم مباريات رائعة وسجل أهدافاً عديدة حاسمة للفريق في هذا الموسم.
واجبات دفاعية
وأضاف «أن ديوب رغم تأديته الواجبات الهجومية على أكمل وجه، إلا أنه يقوم بالواجبات الدفاعية التي يطلبها منه الجهاز الفني بشكل جيد، ويساعد الفريق في جميع الحالات، حسب ما تتطلبه ظروف المباراة، وأن تألق ديوب في هذه الجولة سوف يمنحه الحافز للمواصلة وتقديم مستويات أكبر في المباريات المقبلة، والتطور بشكل جيد لخدمة إمكانياته الشخصية، وفريقه بشكل خاص، وأتمنى أن يستمر ديوب على هذا الأداء طيلة المباريات لمساعدة فريقه في تحقيق النتائج الإيجابية المتتالية في الجولات الماضية».
من ناحيته، أكد منذر عبد الله، المحلل الفني في «قناة أبوظبي الرياضية»، أن ديوب يقدم حالياً مستوى متميزاً في المباريات الأخيرة التي خاضها في الدور الثاني، ودائماً ما يسجل للفريق الظفراوي، ويقدم الإضافة المرجوة منه، ولا شك أن الظروف التي مر بها «فارس الغربية»، ساعدت ماكيتي ديوب كثيراً، من تغيير المدرب، والتوظيف السليم من شأنه أن يفجر طاقات أي لاعب، ويعود الفضل إلى المدرب لوران بانيد في توظيف ديوب بالشكل السليم، وجعل خطة الفريق ترتكز على طريقة وأداء اللاعب، بالإضافة إلى أن بقاء أمارا ديانيه في مقاعد البدلاء، والذي كان يشكل عبئاً على الفريق، وعلى ديوب نفسه، بسبب اختلاف طريقة لعب المهاجمين، جعل الأخير يقدم مستوى متميزاً دون ديانيه الذي أصبح يشارك على فترات متباعدة في المباريات.
وقال منذر «إن ديوب لم يظهر بمستوى جيد بداية الموسم، حيث كان يشارك في مباراة ويغيب أخرى، وكذالك الحال في الموسم الماضي مع الظفرة بالدرجة الأولى، إلا أنه مهاجم وهداف غني عن التعريف، ولديه تجارب ناجحه في الدوري السوري وكذلك اللبناني قبل قدومه إلى الأمارات، ومن المنتظر أن يقدم ديوب مستويات أكبر مع الفريق الظفراوي إذا استمر في السنوات المقبلة، حيث إن إمكانياته تتناسب مع طريقة لعب «فارس الغربية»، وقادر على المضي مع الفريق إلي الأفضل إذا ما سنحت له الفرصة، وبمساعدة زملائه على التطور والتقدم.
عدد اليوم
