حيدر محمد: «الأعمال الكرتونية» مظلومة

تامر عبد الحميد (أبوظبي) عاش المخرج الإماراتي حيدر محمد حالة خاصة مع الإبداع، فهو صاحب الأعمال الكرتونية المحلية الشهيرة «شعبية الكرتون» و«أشحفان» اللذين عرضا في الموسم الرمضاني الماضي، ما يجعله يدعو الوسائل الإعلامية إلى ضرورة دعم «الكرتون» المحلي، إلى جانب اهتمام القنوات التلفزيونية المحلية بعرضها على شاشتها، معتبراً أن الكرتون لا يقل أهمية عن الأعمال الدرامية، بل وفي بعض الأحيان يتفوق عليها، خصوصاً أن لدى الرسوم المتحركة قاعدة جماهيرية عريضة تكونت منذ عرض سلسلة أعمال «شعبية الكرتون» و«فريج» منذ عشر سنوات مضت. وأشار حيدر في حواره مع «الاتحاد» إلى وجود الكثيرين ممن يعتقدون أن الكرتون هو بمثابة عمل مكمل للأعمال الدرامية الأخرى، الأمر الذي يعرضها للظلم، خصوصاً أن هناك بعض الأعمال التي بات لها قاعدة جماهيرية كبيرة جداً خصوصاً في الإمارات، إلى جانب حصول بعض الحلقات على نسب مشاهدة أكثر من الأعمال الدرامية الأخرى، ما يضعها منافساً قوياً بين المسلسلات التلفزيونية التي تعرض في «ماراثون رمضان». مراكز متقدمة ورغم حصول حيدر في استطلاع «الاتحاد» الأخير عن دراما رمضان، على المركز الأول والثاني عن مسلسليه «شعبية الكرتون» على شاشة تلفزيون «دبي» و«أشحفان» على شاشة تلفزيون «أبوظبي»، فإنه يؤكد على ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بمجال الكرتون في الإمارات وإعطائه الحق في أن ينافس وبقوة، لافتاً إلى أن حصول عمليه على مراكز متقدمة في الاستطلاع الذي شارك فيه أكثر من 11 ألف شخص، دليل كبير على تفاعل المشاهد مع الأعمال الكرتونية المحلية داخل الدولة وخارجها. مسؤولية أكبر وعبّر المخرج الإماراتي عن فرحته بنسب المشاهدة العالية التي حققها كل من «شعبية الكرتون» و«أشحفان» في رمضان سواء عبر الشاشة الفضية أو موقع «يوتيوب»، معتبراً أن التفاعل الكبير الذي لاحظه من قبل المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي، زادته فرحاً عندما استحق العملان مراكز متقدمة ضمن فئة أفضل عمل كرتوني الأمر الذي أعطاه دفعة لتقديم الأفضل في أعمال المقبلة. شعبية كبيرة ويرى حيدر أن «شعبية الكرتون» عبر مواسمه الـ11 قد كوّن شعبية كبيرة من الجماهير العاشقة لمثل هذه النوعية من الأعمال الكرتونية المحلية، والذين حفزوه للسير قدماً والاستمرار في إنتاج وتنفيذ هذا العمل من دون توقف، وعرضه على الشاشات المحلية، لافتاً إلى أن أكثر ما ميز «شعبية الكرتون» عن غيره من الأعمال الكرتونية الأخرى، عرض ومناقشة العديد من القضايا الاجتماعية بطريقة كوميدية، خصوصاً أنه يرى أن الكرتون ليس للترفيه فقط، إنما هو رسالة حقيقية للناس يريد من خلالها تسليط الضوء على بعض القضايا المجتمعية. إحياء الذاكرة وعن عمله الجديد «أشحفان» في جزئه الثاني، عبر حيدر أيضاً عن سعادته لما حققه هذا العمل من نجاح، وقال: «أشحفان» هو استكمال لقصة المسلسل الأصلي من «أشحفان» الذي عرض العام 1978، وهو استمرار للجزء الأول من العمل الكرتوني الذي عرض على قناة «أبوظبي» العام 2011، ولعب الأدوار الرئيسة في العمل كل من الفنانين ناجي خميس ومحمد ياسين وإبراهيم سالم، وأبرز ما قدم في هذا العمل أنه تخليد لنسخة العمل الدرامية القديمة التي حققت رواجاً في الإمارات ودول الخليج آنذاك، وكان من أهم وأنجح المسلسلات الكوميدية. وأضاف أن فخور بأن يعيد إحياء ذكرى «أشحفان» من خلال شخصيات كرتونية تجسد أبطال العمل الرئيسيين، مع إضافة شخصيات جديدة كونت بصمة وإضافة حقيقية، خصوصاً أن أغلب الشخصيات هم أحفاد الأبطال، وكانت إضافتهم على أحداث العمل من أجل أن تتعرف الأجيال الجديدة عبرها على طبيعة حياة الأجداد وتقاليدهم وعاداتهم اليومية. تقنيات التصوير أوضح حيدر محمد أنه استخدم تقنيتين مختلفتين في عملية «شعبية الكرتون» و«اشحفان»، حيث فضل في «اشحفان» استخدام تقنية 2D الثنائية الأبعاد، كي تكون شخصيات العمل أقرب من ملامح الشخصيات الرئيسة في تصميمها الكرتوني، فيما استخدم تقنية 3D الثلاثية الأبعاد، في الموسم الـ11 من «شعبية الكرتون»، من أجل يظهر العمل الجديد بحلة جديدة وتقنيات حديثة، كاشفاً في الوقت نفسه أنه يستعد حالياً لبدء تنفيذ الموسم الـ12 من «شعبية الكرتون» لعرضه في رمضان المقبل.