الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاقتصادات الناشئة تعاني من تراجع معدل النمو والصادرات

الاقتصادات الناشئة تعاني من تراجع معدل النمو والصادرات
18 أغسطس 2008 21:27
يعاني الاقتصاد العالمي منذ بضعة أشهر من الركود بسبب ضعف الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة، وأظهرت تقارير حديثة أن أربعة من الاقتصادات العالمية الكبرى بما فيها الولايات المتحدة ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة واليابان دخلت مرحلة الركود· وليس من الممكن الآن الحكم حول ما إذا كانت الاقتصادات الناشئة ستبقى قادرة على الإبحار في بحيرة الركود العالمي التي غرق فيها العالم المتقدم· وجاءت أحدث الأمثلة عن هذا الركود يوم الخميس الماضي عندما أشارت تقارير صادرة عن وكالة الإحصاء في الاتحاد الأوروبي إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو خلال الربع الثاني من العام الجاري بمعدل 0,2% (أو ما يعادل 0,8% سنوياً)، وهي المرة الأولى التي يسجل فيها مثل هذا التراجع خلال 15 عاماً، حيث امتدت ظاهرة ضعف الأداء الاقتصادي من إسبانيا وإيطاليا إلى ألمانيا وفرنسا· وفيما بدأت هذه الاقتصادات العالمية الكبرى تئن تحت وطأة الانكماش، بدأت الاقتصادات الناشئة تستشعر الألم، وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت تايوان عن أن حجم صادراتها لشهر يوليو جاء أقل من توقعات المحللين· وأظهرت إحصائيات أخرى تراجع حجم الإنتاج الصناعي في الصين خلال شهر يوليو، وهذه أول مرة منذ ثلاث سنوات يسجل فيها مثل هذا التراجع في الصين· وتراجع أيضاً حجم الصادرات الصينية إلى العالم خلال الشهر ذاته، وفي أوروبا، أعلنت استونيا، الدولة البلطيقية، ذات معدل النمو العالي، عن تراجع أدائها الاقتصادي بمعدل 0,9% خلال الربع الثاني من العام الجاري بعد أن كانت قد أعلنـــت عن تراجع بمعدل 0,5% خلال الربع الأول· وقد توحي هذه الأمثلة بأن موجة الركود أصبحت عالمية الطابع ولم تعد محصورة بمنطقة دون أخرى، حيث أصبح الركود يهدد مسيرة النمو في الاقتصادات الناشئة كلها· وقال جاري جوه مدير التصدير في شركة لورنزو إنترناشونال السنغافورية: إن مبيعات المصنوعات الجلدية والأثاث الخشبي المنزلي سجلت تراجعاً على مستوى الشركات الصانعة وتجار الجملة والتجزئة· وأشار جوه إلى أن فصل الصيف من المعتاد أن يشهد تراجعاً في المبيعات، إلا أن ما حدث هذه المرة هو أمر مختلف تماماً بالنسبة للشركة· وبدأت الصادرات المتبادلة بين الدول الآسيوية تتراجع بدورها بالرغم من أن تراجعها مع السوقين الأميركية والأوروبية كان أقسى بكثير، وقال جوه في وصفه لهذا الوضع: بأنه يمثل مشكلة عالمية حقيقية· وفي ماليزيا التي تعد قاعدة لصناعة الأجهزة الإلكترونية، توقع الخبراء أن تشهد انخفاضاً محسوساً في معدل نمو الصادرات خلال النصف الثاني من العام الجاري· وأدى الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأولية وعلى رأسها زيت النخيل الذي تشتهر به ماليزيا، إلى تراجع الصادرات خلال العام الماضي· ثم ما لبثت الأسعار أن انخفضت بسرعة في الفترة الأخيرة ما دفع الخبراء إلى التنبؤ بأن يحقق الناتج المحلي الإجمالي في ماليزيا خلال 2008 نمواً يبلغ 5,5% انخفاضاً من معدل 6,3% كان متوقعاً في بداية العام· وبالنسبة للولايات المتحدة، يعتبر الركود الذي تعاني منه الاقتصادات الناشئة سلاحاً ذا حدين لأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي يؤدي بالضرورة إلى انخفاض أسعار المواد الأولية ويقوّي الدولار الأميركي· وتكون الفائدة في نهاية المطاف لصالح المستهلك الأميركي، إلا أن ذلك سيؤدي أيضاً إلى تراجع الصادرات الأميركية التي كانت تستفيد من ضعف الدولار وارتفاع معدل النمو في العالم· ويقول فاسانت برابهو المدير المالي لشركة فندقية عالمية تدعى (ستاروود هوتيلز أند ريزورتس إنترناشونال) في معرض تعليقه على هذه الأوضاع: ''لقد بدأنا نلاحظ تأثر بعض الأسواق غير الأميركية بهذه العوامل مثل لندن وباريس وطوكيو وبعض الدول الأخرى مثل إسبانيا والمملكة المتحدة وآيرلاند التي أصبحت تعاني من فقاعة سكنيّة شبيهة بتلك التي انفجرت في الولايات المتحدة''· عن ''وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©