الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أحمد الشامسي: ماضي الأجداد أمانة في أعناقنا

أحمد الشامسي: ماضي الأجداد أمانة في أعناقنا
29 يوليو 2016 23:01
أحمد السعداوي (أبوظبي) على الرغم من حصول أحمد الشامسي على أعلى الدرجات العلمية، وعمله مهندساً للطائرات في أحد المصانع بمدينة العين، إلا أن عشقه للتراث يسرى في العروق، ما دفعه للمشاركة في فعاليات ومهرجانات تراثية داخل الإمارات وخارجها، مقدماً العديد من ألوان الفولكلور الشعبي، ويؤكد مدى ارتباط أبناء الإمارات بماضيهم العريق واعتزازهم بكل ما تركه الأقدمون من عادات وتقاليد وأنماط حياة عاشوا بها مئات السنين، وتحرص الأجيال الجديدة على التمسك بهذه العادات، وجعلها موجهاً رئيساً لملامح الهوية الإماراتية، في زمن تداخلت فيه الثقافات والأفكار العابرة للحدود. دور الوالد يقول الشامسي: «إنه نشأ في بيئة محبة للتراث، وكان جميع من في المنزل يهتمون بالعادات والحرف التراثية، خاصة الوالد الذي كان يشجعه على تعلم وممارسة العادات التراثية حتى يترسخ لديه حب التراث والتعلق به، وهو الشيء الذي لازمه منذ الطفولة وحتى انتهاء دراسته الجامعية قبل أكثر من 10 سنوات»، مشيراً إلى أن عمله المرتبط بأحدث المعارف التكنولوجية في عالم الطيران والفضاء، كان من محفزات زيادة تمسكه بالتراث وضرورة التعمق فيه، لأنه لولا الأقدمون وصبرهم على الحياة وصعوبتها في زمن الأولين، ما وصلنا إلى هذه النهضة والتقدم الذي يعيشه المجتمع الإماراتي الآن. ويوضح، أنه شارك في عدد كبير من الفعاليات والأحداث التراثية المهمة التي تنظمها الدولة محلياً أو تشارك فيها عالمياً، ولكل واحد من هذه الفعاليات مذاقه الخاص ودوره المختلف في إبراز أحد نواحي التراث الإماراتي، ومن تلك المساهمات، تأدية عروض الفنون الشعبية الإماراتية من حربية وعيالة في مهرجان قصر الحصن بأبوظبي، والمشاركة في برنامج الشارة المتخصص في التراث، ويذاع سنوياً خلال شهر رمضان المبارك، ومزاينة الظفرة للإبل، ومزاينة الرطب في المنطقة الغربية، ومهرجان قصر المويجعي في العين، ومهرجان طانطان في المملكة المغربية لأكثر من دورة. ويبين أن أهم الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها من وراء المشاركة في الفعاليات التراثية، يتمثل في تثقيف الجيل الحاضر والقادم بتراث الدولة، وتوصيل المعلومة الصحيحة للمقيم عن عراقة تراثنا، وفي الوقت نفسه توصيلها خارج الدولة، وبالتالي عند مجيء أي زائر للدولة تكون لديه الفكرة الكافية عن تراثنا وعراقتنا. نماذج التراث وبالحديث عن الخبرات المستفادة من تأدية هذه المهام والمشاركة في المهرجانات والمناشط التراثية المختلفة، يؤكد أنه اكتسب أشياء كثيرة، منها كيفية التعامل مع الجمهور، وتوضيح طريقة عمل أي حرفة يدوية بصورة مبسطة تثبت في ذهن المتلقي، حتى يكون هو الوسيلة التي ينشر بها تراث الإمارات، بعد أن يكون رأى نماذج منها بشكل مباشر وبأسلوب سهل ويسير. وحول تنظيم وقته بين العمل ومهامه الأسرية يشرح أنه يبدأ يومه في الصباح بالتوجه إلى دوامه المعتاد، وهذا يسهل المشاركة في فعاليات متنوعة لكون غالبية هذه الأنشطة تقام في المساء، وعبر تنظيم الوقت لا يؤثر ذلك على العائلة أو أداء مهامه الوظيفية، التي يعتبرها في مقدمة أولوياته، لكون الدولة تساهم بشكل كبير في تعزيز اهتمام الشباب بالتراث الإماراتي. علم الإمارات ولفت إلى أنه يجيد العديد من المهارات التراثية، ومنها الفنون الشعبية، مثل العيالة بأنواعها البحرية والبرية، وفن الحربية، ولكل منها طريقتها في العرض حتى بالنسبة للصفوف وتسمى بالرزفة، ولها طريقة في حمل العصى وحركتها، وتختلف بين كل رزفة وأخرى، كما أنه حمل علم الدولة في كثير من الفعاليات، ويعتبر ذلك شرفاً كبيراً له أن يقوم بهذه المهمة التي تزين المشاركات الإماراتية في الفعاليات المختلفة. وينصح الشامسي غيره من أبناء الإمارات بممارسة كل ما يتعلق بالتراث من فنون وحرف، لأنه يجب على كل إماراتي أن يكون ملماً بتراثه وعاداته وتقاليده، وعندما يتمسك الإنسان بماضيه يعرف نعمة الحاضر، مبدياً تعجبه من أن بعض الشباب لا يعرف معنى كلمات قديمة أو أكلات شعبية معينة، ولذلك عليهم أن يكونوا أكثر اهتماماً ويسألوا أهل الخبرة وكبار السن حتى يساهموا بدورهم في حفظ وصون التراث في نفوس الجميع حالياً ومستقبلاً. اختلاف المسميات ويوضح الشامسي قائلاً: «إن أكثر الصعوبات التي واجهها خلال تعلمه فنون التراث تمثلت في اختلاف المسميات التراثية المتفرقة بين إمارات الدولة، مثلاً في بعض المناطق يطلقون على أكلة شعبية اسم «قروص»، والبعض يسميها «جباب»، ولكنه تغلب على ذلك بالاستماع إلى كبار السن، وتتبع مفردات ومكونات التراث حتى يكون ملماً بكل ما يتعلق بتراث الأهل والأجداد». «القرص المدقوق» حول أكثر الأكلات الشعبية التي يجيد صنعها، يشرح أحمد الشامسي أنها «القرص المدقوق»، وهي عبارة عن طحين وماء وسكر وملح وسمن يوضع عند تقديم الطبق الشعبي، وعن طريق إعداده يوضح: يوضع الطحين بمقدار كوب، ومن ثم ملعقة سكر وملعقة ملح صغيرة، ثم تعجن بالماء حتى تصبح العجينة متماسكة، ثم تمد العجينة، وتصبح مثل قرص الخبز، ومن ثم تغطى بالجمر، وتترك تقريباً نصف ساعة، ثم تخرج من تحت الرماد، وتوضع في «المنحاز»، أي المدقة حتى تطحن ثم نضعها في إناء وفوقها السكر والسمن، وتقدم للأكل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©