الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاتيح النّجاح والتّميّز والسّعادة

مفاتيح النّجاح والتّميّز والسّعادة
28 أكتوبر 2009 21:58
ضمن سلسلة “أيقظ قواك الخفيّة” صدر عن دار الوليد للدّراسات والنّشر والتّرجمة كتاب “كيف تصبح ناجحاً وسعيداً” للمؤلّف يوسف أبو الحجّاج، في قسمين رئيسيّين أخذا فصلين موازيين للعنوان في مئة وثمانين صفحة هما: أسرار النّجاح والتّميّز، وسيكولوجيّة السّعادة. عمد المؤلّف إلى تناول أسرار النّجاح بأسلوب الوصايا التي تتخلّلها أسئلة وإجابات وعلامات، فكانت له عشر وصايا تدور حول مقوّمات النّجاح، هي على التوالي: أيقظ دوافعك الدّاخليّة، الثّقة بالنّفس تدفعك للنّجاح، الصّبر مفتاح النّجاح، الالتزام والاستقامة، كن مؤهّلاً للنّجاح، امتلك مفاتيح النّجاح كاملة، تذكّر هذه الأقوال جيّداً، التّفاؤل طريق النّجاح، قرارك سرّ نجاحك، تعلّم كيف تدير ذاتك. أمّا سيكولوجيّة السّعادة فأتاها المؤلّف من زوايا التّعريفات المختلفة لها في أبواب علم النّفس والفلسفة والدّين، مستنداً إلى عناوين جذّابة: الحبّ والسّعادة، الصّداقة والسّعادة، السّعادة والأبناء، سعادة العمل، طرق الوصول للسّعادة، الوصايا العشر، أجمل ألوان السّعادة، كيف تصبح أكثر سعادة؟ طرق إدخال البهجة. وجهان لعملة واحدة انطلق الكاتب من أنّ “النّجاح والسّعادة وجهان لعملة واحدة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً، بإيقاظ العديد من القوى والإمكانات الإنسانيّة التي لدينا جميعاً بلا استثناء” وفي النّجاح لابدّ من إيقاظ القوى الدّخليّة قاعدة أولى للظّفر بما تريد، فهي التي تجعلك تنطلق بقوّة نحو الهدف. ويمكن القول إنّ هناك ثلاثة أنواع رئيسيّة من الدّوافع لدى الإنسان: دافع البقاء، والدّوافع الخارجيّة، والدّوافع الدّاخليّة. ومع الدّوافع تأتي الثّقة بالنّفس والتي تعني اتّخاذ مواقف إيجابيّة في الحياة، فيصبح المرء مؤمناً بأفكاره، معتمداً على نفسه، صاحب إرادة قويّة، إيجابيّاً مع النّاس، حائزاً الحيويّة والصّحّة، والذّكاء والتّشجيع وتركيز التّفكير، والحصافة والحماسة والإبداع وروح المخاطرة، وصواب الحكم على الأشياء، وضبط النّفس، ومتانة الخلق، والتّواضع والتّسامح والشّعور بالرّضا والاطمئنان. والنّجاح والثّقة يتبادلان التّأثير، وهما يقترنان بميزة الصّبر كما في الوصيّة الثّالثة، حيث يعكف المؤلّف على عرض وجهات نظر العلماء في العلوم الإنسانيّة والدّراسات الشّرعيّة، مظهراً أقسام الصّبر وأنواعه والمجالات التي يتجلّى فيها: كالصّبر على بلاء الدّنيا، والصّبر على مشتهيات النّفس، والصّبر على الدّنيا، والصّبر على طاعة اللّه، والصّبر على النّاس، وكلّها تحتاج إلى التّحمّل والانضباط والمجاهدة والإيمان. ومع الصّبر يأتي الالتزام والاستقامة وضبط الذّات، دوافع لمعاونة الموهبة والذّكاء على تنفيذ الأعمال وتفجير القدرات، والوفاء بالواجبات تجاه الأنا والآخر والخالق، وهنا يستنير المؤلّف بالمفاهيم الإسلاميّة والنّفسيّة والاجتماعيّة. ولا بدّ أن يكون الإنسان مؤهّلاً للنّجاح كما في الوصيّة الخامسة أي لديه الاستعداد النفسيّ والذّهنيّ ليكون ناجحاً ومميّزاً، وعليه أن يمتلك مفاتيح النّجاح كاملة، كوجود الطّاقة والحيويّة اللّتين تجعلانه في قمة الاندفاع نحو الهدف، يضاف إليهما صحّة الجسم والعقل، والرّغبة في المعرفة والبحث المستمرّ. والباحث عن النّجاح يسعى إلى تجارب غيره من المفكّرين، فيأخذ بأقوال العظماء الذين عرضوا خلاصة تأمّلاتهم حول أسباب النّجاح المرتبط دوماً بالكفاح والعمل والمتابعة. ثمّ يأتي دور التّفاؤل في الوصيّة الثّامنة، التّفاؤل الواعي: أن يكون صاحبه عارفاً أتمّ المعرفة نفسه وإمكاناته وظروفه، واعياً بموقفه العام في الحياتين الشّخصيّة والاجتماعيّة. والوصيّة التّاسعة: قرارك سرّ نجاحك، فعندما يتّخذ الإنسان القرار المناسب الصّائب في الوقت المناسب ويقوم بتنفيذه، يكون قد خطا خطوة متقدّمة نحو النّجاح. والقرار الصّائب يمرّ بأربع مراحل: جمع المعلومات أو الحقائق، الاستشارة وجمع النّصائح، تحليل المعلومات، اتّخاذ القرار. وأخيراً إدارة الذّات هي إحدى الوسائل التي تعين على النّجاح، ويمكن تعريفها ـ حسب المؤلّف ـ بأنّها الطّرق والوسائل التي تعين الإنسان على الاستفادة القصوى من وقته في تحقيق أهدافه، وتوفير التّوازن في حياته بين الأهداف والرّغبات والواجبات. وفي نهاية الفصل يضع الكاتب لائحة بعادات النّجاح وسلوكاته وطرقه مستنيراً بآراء ونظريّات علماء النّفس والاجتماع. مكوّنات السّعادة ينتقل الكاتب إلى الشّقّ الثّاني من الموضوع متسائلاً عن السّعادة: هل هي حقّاً في المال أو المنصب أو الوضع الاجتماعيّ أو الصّحّي؟ ولقد اختلف النّاس باختلاف طباعهم وسلوكاتهم وفلسفتهم في الحياة حول مفهوم السّعادة: البعض يشير إلى السّعادة كعامل رئيس لاعتدال المزاج، والبعض الآخر يشير إلى أنّ السّعادة في التّعبير عن الرّضا والإشباع وطمأنينة النفس، وتحقيق الذّات. والسّعادة ذات علاقة بكثير من ظواهر الحياة النّفسيّة والاجتماعيّة والمهنيّة، فهي غير منفصلة عن مشاعر الحبّ الدّافئة، حيث التّواصل الإنسانيّ الإيجابيّ الذي يشعرنا بالرّضا والاكتمال كما هو الحال في الحياة الزّوجيّة النّاجحة. وفي كثير من الأحوال يجد الإنسان نفسه سعيداً وسط أصدقائه المقرّبين الذين قد يوفّرون التّحسين الفوريّ للحالة المعنويّة ويخلقون جوّاً من المرح، فتنتج مساعدة عمليّة بتعاطف متبادل ونشاطات مشتركة ومهارات اجتماعيّة. والى جانب الصّداقة تنبع السّعادة من وجود الأبناء لدى الأفراد المتزوّجين، فضلاً عن ممارسة العمل المهنيّ بإتقان واندفاع، مع تحصيل المكاسب بالأداء النّاجح وتحمّل المتاعب. وبعد أن يعرض الكاتب النّظرة الفلسفيّة إلى السّعادة، يضع طرقاً لبلوغها في خمس نقاط لأحد العلماء الأميركيّين: -1حدّد بالضّبط الأمر الذي يسعدك. -2ارض عن نفسك وتقبّلها. -3تعوّد على عمل الأشياء السّارّة. -4اصنع المعروف وقدّمه للآخرين. وفي الكتاب أيضاً وصايا عشر من عالم آخر: -1لا تهتمّ بالأشياء التي تعجز عن أدائها. -2اتّخذ لنفسك هواية. -3حارب النّكد والكآبة. -4المحاولة مفتاح النّجاح. -5اجعل أهدافك معتدلة. -6اجعل النّجاح هدفك. -7لا تيأس ولا تقس على نفسك. -8لا تحبس مشاعرك. -9اتّخذ قراراتك فوراً. -10اعرف قدر نفسك. وللسّعادة أنشطة ترتبط بها، يمكن إجمالها بالضّحك والاسترخاء والتّفكير في شيء جيّد ومشاهدة مناظر جميلة، واستنشاق الهواء النّقيّ، والجوّ الهادئ، والاستمتاع بالشّمس والملابس الجميلة وأوقات الفراغ والنّوم العميق والابتسام للآخرين، والإيمان بوجود اللّه وعظمته. وفي الختام يؤكّد المؤلّف الرّابطة العضويّة بين النّجاح والسّعادة، فالنّجاح الحقيقيّ هو الذي يسعد الإنسان فيشعره بالرّضا والإشباع والثّقة والتّميّز وراحة البال والكمال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©