الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عندما يوجد جوعى فإن هناك مجوّعين

عندما يوجد جوعى فإن هناك مجوّعين
28 أكتوبر 2009 21:59
أوردت المؤلّفة دوان بوي DOAN BUI ـ وهي فرنسيّة من أصول آسيويّة ـ في كتابها:”المجوّعون: رحلة في عالم الجوع” Les Affameurs : voyage au cœur de la planète de la faim أمثلة عديدة تدلّ على جشع الدول الغنيّة والشركات الكبرى، واتباعها الأساليب الشرعيّة وغير الشرعيّة من أجل كسب المزيد من الأموال دون اهتمام بالجوعى والفقراء، ففي الوقت الذي تكون فيه البطون خاوية في بلد كالسنغال، فإنّ الاحتكاريين والمالكين للشركات التجارية الكبرى الموزّعة للأرز يتحكمون في سوق الغذاء وفق أهوائهم ومصالحهم، فما يهمهم هو الربح حتى وإن مات نصف الكرة الأرضية جوعاً. وتؤكد المؤلّفة في كتابها أن ّالسفن المحمّلة بالمواد الغذائيّة في السواحل الإفريقية والتي هي على ملك شركات غربية كبرى تبقى لمدة قد تطول وقد تقصر راسية في البحر بعيدة عن الموانئ في انتظار الحصول على أسعار أرفع للبضاعة التي تحملها، وأنّ المالكين للسفن التجاريّة هم تجار جشعون حتى وإن كانت المواد الغذائية التي تحملها سفنهم موجهة لأكثر البلدان فقراً، والكتاب يفضح ـ بالأدلة ومن خلال أمثلة دقيقة ـ جشع الشركات العالمية الكبرى، في حين أنّ هذه الشركات تتمتع بكلّ الامتيازات الضريبيّة، وتجني أرباحاً خياليّة من وراء بطون الشعوب الفقيرة الخاوية، وضربت المؤلّفة مثالاً على ذلك بالشركة العملاقة “Cargyll”، وهي كما جاء في الكتاب أكبر شركة خاصة في العالم، وقد غنمت في هذه الفترة التي عمّت فيها الأزمة الاقتصادية العالم 4 مليارات يورو. ثورة الجياع الحقيقة أن الأزمة الغذائية ازدادت حدّة فعندما يضعف الأغنياء فإن الفقراء يموتون، وفعلاً فإنهم اليوم يموتون جوعاً، فقد أشار تقرير من إعداد منظمة التغذية والزراعة “الفاو” إلى أن عدد الجوعى في العالم قد ارتفع ليصل إلى أكثر من مليار جائع، وقد ازداد عددهم نتيجة الأزمة الاقتصادية الأخيرة وإن أكبر عدد من الجوعى هم في آسيا وجنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا وذهبت المنظمة الأممية إلى حد لفت الانتباه إلى إمكانية قيام ثورة الجياع. تقول المؤلفة: إنّ هناك جائعين وهناك “مجوّعون”، والكتاب إدانة وكشف لأساليب هؤلاء الذين لا يشعرون بأيّ ذنب، فهم يمتصّون دماء الفقراء مقابل بيعهم رغيف الخبز والمواد الغذائية الأخرى، والمؤلفة تقدّم تحقيقات من أسواق “داكار”، وحقول “جاكارتا” وقد أدانت بشدّة المنظّمة العالمية للتجارة ومقرّها “جنيف” بسويسرا واعتبرتها جهازاً خاوياً تماماً كبطون الجوعى الأفارقة. استعمار جديد إنّ المجاعة هي إحدى أهم تحديات القرن الواحد والعشرين، وأن سعر المواد الأولية سيبقى أحد أهم الرهانات الأساسية. وركزت المؤلفة على فضح الوجه البشع للعولمة من خلال الحديث عن نوع جديد من الاستعمار المتمثل في اقتناء دول مثل الصين لأراضي زراعية في إفريقيا لاستغلالها فلاحياً لفائدتها. وتؤكد المؤلفة أنّ الصين تشتري الأراضي الزراعية في البلدان الفقيرة لتستغلها لحسابها لتضمن غذاء شعبها، في الوقت الذي يجوع فيه الفلاحون في إندونيسيا، ويشعر فيه البحارة في السنغال بالعوز. وتؤكد المؤلفة من خلال تحقيقات ميدانية أجرتها على عين المكان أن مهنة الفلاحة ماتت والذي انتعش هو ما أسمته “بزنس الفلاحة” وضربت على ذلك أمثلة كثيرة من بينها ما يجري في فيتنام حيث تتم تربية “الجمبري” في أحواض ترمى فيها أشلاء السيارات الخردة وبقاياها لتتغذى منها الأسماك ويكون محتواها من الحديد أكثر وأقوى. وتقول المؤلّفة إنّ قضية الجوع ليست موضوعاً مرغوباً فيه في الإعلام، فهو في نظر الناشرين يثير الضجر، ولذا وجدت الكاتبة صعوبة في إقناعهم بطباعة كتابها الذي تضمن تحقيقات صحفية وريبورتاجات كبرى، وخلافا لرأي الناشرين وتكهناتهم فإن هذا الكتاب لاقى نجاحاً وإقبالاً لدى القراء. Les Affameurs : voyage au cœur de la planète de la faim المؤلف: دوان بوي DOAN BUI الناشر: اديسيون بريفي EDITION PRIVES
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©