الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

روحانيات مُشتعلة في لوحات المغربي عبد السلام أزدام

روحانيات مُشتعلة في لوحات المغربي عبد السلام أزدام
7 مايو 2018 00:00
محمد نجيم (الرباط) في معرضه المقام حالياً، بمدينة مراكش، والذي اختار له عنوان «حلم مزدوج»، يأخذنا التشكيلي والنحات المغربي المعروف عبد السلام أزدام إلى عوالمه الموغلة في الروحانية والصفاء، عوالم تستحضر النور والفيض الصوفي وتدفق الألوان على أجساد وأشكال تبهر العين وتسحرها، وتسافر بالمتلقي إلى آفاق التأمل والانفعال الجمالي والروحاني. فأعمال هذا الفنان، ترتبط بالحالات الروحانية التي يحسّها كل باحث في العلوم والفلسفة والفنون والثقافة، وأجساده التي تنتابها حالة تفكير وتأمل وغوص في الذات، تعكسها لوحاته ومنحوتاته. ويقول عنها الناقد الجمالي عز الدين بوركة، إن «الرؤية هي التي ينطلق منها الفنان أزدام، في اشتغاله على طينه وصلصاله ليجعل منه منحوتات تمثل جلها إن لم أقل كلها، الجزء الأعلى من الجسد، خاصة من منطقة الصدر إلى الرأس أو ما فوق الخصر. لقد حررت الحداثة وفنونها الجسد من سلطة التحريم ومن صفة المدنس، بل قبيْلها في فترة الرومانسية سيجعل «كوربيه» الجسد يحضر عارياً من كل التصورات التحريمية والطابو، خاصة في لوحته «أصل العالم»، حيث صَوَّر جسد امرأة عارية تماماً ولا يذهب عبد السلام أزدام إلى هذا الحد في لوحاته ومنحوتاته، ليس للأمر من خلفية دينية تحريمية، بل إنه تصوّر خاص لما يريد هذا الفنان التبليغ عنه وتمثيله وحتى ما لا يريد قوله، فهو مدرك لقوة التأويل لما بات يحمله الفن المعاصر والما بعد حداثي. لهذا يترك متسعاً كبيراً للصدفة، ليجعل المجال كله للمتلقي ولتأويله. كما أن الأمر عنده قادم من ارتباطه الوثيق بالعالم الصوفي، وهو القادم من أرض الزوايا، مدينة تازة الجبلية». ويضيف بوركة: «إن أعمال هذا الفنان، انعكاس لما يعتمل في أعماق الإنسان من حيرة وقلق وتساؤل في قضايا الذات والوجود، وحفر في قضايا تشغل بالإنسان: الموت، الحياة، الوجود، الحب، ومستحضراً فلسفة إشراقية تعبر إلى الصفاء والجمال وتفجر سؤال اللاّمُفكر فيه، إنه فنان يعيد صياغة قضايا الوجود باللون والضوء، في أعمال هذا الفنان»، حيث تتحول اللوحة برأي الناقد محمد أشويكة «إلى ما يشبه الفضاء الذي يحتضن المنحوتة ويكسر أبعادها المألوفة، فتتكيف اللوحة شكلاً مع المعطيات الفنية التشكيلية التي يضيفها الفنان لها والمتمثلة خصوصا في الجوانب الأيقونية التي تتموضع بشكل جديد على حيز القماش، إذ يتخذ الجزء الأعلى من الجسد الإنساني صوراً متعددة تتميز بالميلان أو الانعكاف، وباختفاء الملامح أو التشويه، حيث نعثر، مثلاً، على عين واحدة أو قلب مكشوف».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©