الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ميثاء الهاملي تقرأ الغياب والإنسان والحب

ميثاء الهاملي تقرأ الغياب والإنسان والحب
8 ابريل 2012
قدمت الشاعرة ميثاء الهاملي ديوانها “سما روح” الذي ضم خمساً وعشرين قصيدة، وهي “للروح روح” و”لا تندم .. غداً سيعود” و”وصايا شهرزاد” و”اعترافات” و”حين أعود لأحضان بلادي” و”الحب الحقيقي وطن” و”حوار القلوب” و”عذابات الفقد” و”ليتني أعرف” .. وغيرها. وامتازت قصائد الهاملي بالكثافة واليومية وطغيان العاطفة الشفافة على صورها المتخيلة، كما بدت الشاعرة تلعب على شكل القصيدة، حيث تجزأت لديها إلى عدد من الأقسام ربما المتشابهة في الربط بينها بقضية أو لفظة أو صورة أو عنوان وربما المختلفة عندما تتعدد عناوين الأجزاء. ويتضح ذلك - نظام المشابهة - في قصيدتها الأولى في الديوان التي حملت عنوان “للروح روح” التي تجزأت إلى ستة أجزاء عنونت جميعها بـ “البعض” وفي كل واحدة أيضاً ابتدأت بالكلمة نفسها “البعض” وكل جزء ينقسم إلى ثلاثة أجزاء أي بمعدل ثمانية عشر جزءاً في القصيدة. قصائد نثرية، نثر شعري، لمسة من دفء الوجدان، ومن صياغة الأحاسيس وعبق الحرف، جرّة قلم هام مع الشعور بالحب والقلق والصفاء، لا نستطيع أن نضع تلك الأجزاء النثرية في قالب الرومانسية أو الواقعية، أو المتخيل التصويري. وفي قصيدة أخرى للهاملي تتبع ذات النمط الشكلي وهي قصيدة “لا تندم .. غداً سيعود” إذ تكرر الحرف “لا” نافية به ثماني مرات وفي كل مرة يتجزأ إلى ثلاثة أجزاء لتصبح في القصيدة أجزاء تصل إلى أربعة وعشرين جزءاً ومنها: لا تحرق قلباً .. أنت ساكنه الوحيد ويضم الديوان “وصايا شهرزاد” التي تتبع فيها الهاملي ذات النسق عبر استخدام “مَنْ” اسم الاستفهام الذي توظفه الهاملي ضمن إطار خطاب إنساني راق أو “من” بوصفه حرف جر لاعبة الشاعرة على هذا التباين ما بين “من” المجردة تارة بالحرف وأخرى بالاسم. من أي غيمة نور .. هطلت البارحة .. مطر عشق حتى ازهرت كلك، في قلبي؟ وتستمر الشاعرة في كتابة قصيدتها النثرية بذات التركيب، معتمدة على هذه الطريقة الجديدة في التأليف، مستخدمة “أنت” و”حين” و”الحب” و”قالت .. قال” و”كنت” و”كل” في عملية التكرار في الخطاب، ملزمة نفسها بهذا النسق وكأنها قد استفادت من الموروث العربي الذي كان في بعض الأحيان يبتدع الشاعر فيه أو المنشء نصاً بشكل جديد ومغاير في كتابة نصه الابداعي وبخاصة في ميدان الشعر، وهذا ما وجدناه في شعر “أبي العلاء المعري” بلزوم ما لا يلزم. بعد قصيدتها النثرية “ليتني أعرف” تتحرر ميثاء الهاملي من هذا النسق لتدخل في قصيدتها “لغة الروح .. والصمت” إلى نوع آخر من الكتابة النثرية التي تعتمد على التنوع في الموضوعة، كذلك في قصيدتها النثرية “أعشق من يستحق العشق” حيث تقول في “الرحيل”: إذا كان لا بد من الرحيل فاترك زهرة .. لا داعي لترك جرح تلك هي شعرية ميثاء الهاملي، والتي التفتت إلى الجانب الشكلي في القصيدة مع ما في مضامينها من هواجس الحب الصافي واللوعة المباركة والغياب الحزين والمشاعر المتلونة بالعطر. قدمت ميثاء الهاملي ديواناً شعرياً بعنوان “شيمة” قبل ديوانها هذا وهي عضو في أسرة تحرير صحيفة هماليل الثقافية وحاصلة على الدكتوراه في الوعي السياسي للمرأة الإماراتية، ولها نشاط واضح في ميدان الشعر والكتابة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©