السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جولة «كيري»... وإذابة جليد «التسوية»

8 ابريل 2013 22:53
آن جيران رام الله يريد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يبدأ جولة استطلاعية لدبلوماسية أميركية مكوكية في الشرق الأوسط، من كل من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني تقديم تنازلات صغيرة، من أجل تمهيد الطريق لمحادثات جديدة، بحسب مصادر أميركية ومسؤولين آخرين، أول من أمس الأحد. وفي البداية زار كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي كان يرفض إجراء محادثات جديدة خلال الجزء الأكبر من السنوات الأربع الماضية، والذي سعت حكومته لتقديم شكوى ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب بنائها لمساكن جديدة في القدس، ولكنها علقت الخطة قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي بوقت قصير. وكان من المتوقع أن يطلب كيرى من عباس التخلي عن الشكوى، أو تعليقها، كوسيلة لبناء الثقة لدى القادة الإسرائيليين، بأن المحادثات يمكن أن تكون مثمرة -بحسب مسؤولين عرب. ومع أن السلطة الفلسطينية أنكرت أن تعليق الشكوى كانت له صلة بزيارة كيري، إلا أن الموضوع ألقى بظلال على احتمال عقد المحادثات التي كان كيري يأمل في رعايتها قريباً. وكان الاعتذار الذي قدمته إسرائيل لتركيا الشهر الماضي عن غارة سادها الارتباك قامت بها قواتها وأدت إلى مصرع 7 مواطنين أتراك على ظهر سفينة مساعدات تركية، قد ساعد على تنقية الأجواء بين المؤيدين العرب المحتملين لأي مقترح سلام جديد. وهناك تنازلات إسرائيلية أولية ممكنة، بحسب مصادر أميركية ومسؤولين آخرين، رفضوا تقديم المزيد من التفاصيل. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن كيرى وعباس قد تحدثا عن «كيفية توفير مناخ إيجابي للمفاوضات»، وإن كيري طلب «إبقاء التفاصيل الدقيقة طي الكتمان حتى يتمكن من مواصلة التقدم». وكان من المقرر أن يلتقي كيري بالقادة الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس يومي الاثنين والثلاثاء. وقال مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون، إنهم يتوقعون عملاً مكثفاً من جانب الولايات المتحدة لمدة شهرين أو أكثر للإعداد للمحادثات الرسمية. وتحاول إدارة أوباما تخفيض سقف التوقعات، وإن كانت رحلة أوباما لإسرائيل الشهر الماضي، قد أرهصت بالجهد الأميركي الجديد، لدفع عملية السلام قدماً إلى الأمام. وكان كيري قد أدلى بتصريح في إسطنبول يوم الأحد الماضي قال فيه «كما نعرف، ليست هناك عملية سلام سهلة. ولكن الأمر يتطلب دائماً شجاعة وتصميماً، ورغبة في الحديث بصراحة، للتغلب على سنوات من عدم الثقة ونزيف الدماء، واللحظة الحالية لا تختلف عن ذلك». وقال كيري أيضاً إن تركيا ستلعب دوراً حيوياً، وإن إسرائيل وتركيا يجب أن تلتزما باتفاقهما بإنهاء ثلاث سنوات من التباعد، وأن تجعلا من ذلك الاتفاق لبنة أساسية لعملية صنع سلام أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. ولم يحاول كيري أن يلطف من المخاوف التي يرى أصحابها أن المناورات السياسية الداخلية في تركيا يمكن أن تؤخر تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين أوباما وزعيمي دولتين حليفتين رئيسيتين للولايات المتحدة في المنطقة. وكان كيري قد أضاف التوقف في إسرائيل وتركيا على جدول رحلة كان يقوم بها وليست لها علاقة بموضوع السلام في الشرق الأوسط. وتطرق كيري إلى نبرة الشماتة في تركيا التي تظهر بوضوح في مقالات الرأي، وذلك بعد الاعتذار الذي قدمته إسرائيل عن مصرع سبعة مواطنين أتراك على ظهر سفينة المساعدات «مافي مرمرة»، التي كانت متجهة إلى غزة على رأس أسطول معونات يهدف لكسر الحصار على قطاع غزة الذي يسيطر عليه الفلسطينيون. وقال كيري في هذا الصدد «لقد أوضح رئيس الوزراء التركي لي بشكل واضح تماماً، رداً على استفسار تقدمت به إليه، إنهم قد اتخذوا خطوات لمحاولة منع ظهور أي نوع من أنواع الإحساس بزهو النصر». وقال كيري أيضاً «نحن نقول مرة أخرى إننا نريد أن نرى هذه العلاقات وقد تحسنت لأنها مهمة جداً لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. نحن نريد أن نرى هذه العلاقات وقد عادت إلى مسارها الصحيح تماماً مرة أخرى». ولم يقل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الكثير عن الاتفاقية، ولكنه قال إن تركيا ستحاول توصيل وجهة نظرها بأن الحصار الإسرائيلي على غزة يجب أن ينتهي. وكان أردوغان قال إنه يخطط لزيارة قطاع غزة على رغم معارضة إسرائيل لذلك. وبعد أيام من المحادثة الهاتفية الثلاثية بين أوباما ونتنياهو وأردوغان، أجرى رئيس الوزراء التركي مقابلة وصفها المسؤولون الأميركيون سراً بأنه قد بدا فيها مزهواً بنفسه. يشار إلى أن جواً من التوتر قد ساد زيارة كيري الأخيرة لتركيا منذ عدة أسابيع، بسبب تصريحات لأردوغان حط فيها من قدر الصهيونية. وينظر المسؤولون الأميركيون إلى رأب الصدع بين تركيا وإسرائيل، على أنه يمثل مفتاحاً للحصول على دعم المسلمين والعرب لعقد محادثات جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين. وألقى حادث مصرع أول دبلوماسية أميركية في أفغانستان منذ بدء الحرب هناك عام 2001 بظلاله على زيارة كيري. وتهدج صوت وزير الخارجية الأميركي وهو يتحدث عن «آن سميدينجوف» المستشارة الشابة الواعدة في السلك الدبلوماسي والتي كانت قد كلفت بمهمة مساعدة كيري عندما زار كابول منذ أسبوعين. وأعاد حادث مصرع الدبلوماسية تأجيج سجال مسيّس حول أمن الدبلوماسيين في مناطق الصراع، وذلك قبل ظهور كيري أمام لجان تابعة للكونجرس خلال هذا الشهر والشهر القادم. وعلى رغم أن الموضوع مدرج على ميزانية وزارة الخارجية فإن المتوقع أن يتركز عدد كبير من الأسئلة التي ستوجه لكيري على مصرع اثنين من الدبلوماسيين الأميركيين في مدينة بنغازي الليبية العام الماضي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©