واشنطن تبقي «كل الخيارات» في التعامل مع إيران

أعلنت الولايات المتحدة مساء أمس الأول أنها مستعدة للرد على إيران إذا واصلت التحدي ولم تف بالتزاماتها في مجال التحرك لوقف برنامجها النووي، بعدما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أنها تريد إدخال تعديلات كبيرة على مسودة اتفاق بشأن إرسال الوقود النووي إلى روسيا وفرنسا لزيادة درجة تخصيبه، فيما استبعدت روسيا تشديد العقوبات الدولية عليها. وقال مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي الجنرال جيمس جونز خلال كلمة ألقاها أمام أعضاء جماعة “جيه ستريت” الأميركية المؤيدة لإسرائيل في واشنطن “ينبغي لإيران الآن الوفاء بتعهداتها”. وأضاف أن “كل الخيارات” مطروحة في التعامل مع إيران إذا واصلت تحدي المطالب الدولية بشأن وقف برنامجها النووي. وتابع “سنرى اذا كان الحوار من الممكن أن يثمر عن النتائج الملموسة التي نريدها وإذا لم يحدث ذلك فسنكون مستعدين ولا يوجد أي خيار مستبعد ولا يزال أمامنا طريق طويل”. لكنه لم يكشف تفاصيل الرد المحتمل. وذكر جونز أن الإدارة الأميركية تشاورت مع حكومات إسرائيل والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، وألمانيا ودول حليفة أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا. وقال “إن الإجماع يتفق مع توجهنا بشأن إيران ويجب ألا يكون هناك أي شك في أن هدفنا يبقى وقف برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم” ورأى جونز أن موافقة إيران على نقل اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا لإعادة تتخصيبه وتحويله إلى وقود نووي لمفاعل الأبحاث الذرية الطبية في طهران ستكون خطوة أولى جيدة نحو تقليص قدرتها على صنع سلاح نووي في المدى القريب. وقال “إذا نفذ الاتفاق فسيؤخر امتلاك إيران القدرة على صنع أسلحة نووية، إذ أنه سيقلص مخزونها (من اليورانيوم المخصب) إلى أقل بكثير من الكميات اللازمة لصنع سلاح نووي وستستغرق إعادة تكوين الكمية اللازمة من أجل امتلاك تلك القدرة وقتا إضافياً”. إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية يان كيلي لصحفيين في واشنطن إن رفض إيران للاتفاق سيكون “مؤسفاً”. وأضاف “ننتظر أن ترد إيران على الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل التحرك بأي شكل من الاشكال”. من جانب آخر استبعد مستشار الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لشؤون السياسة الخارجية سيرجي بريخودكو اتفاق الدول الكبري على فرض عقوبات جديدة على ايران في المستقبل القريب. وقال خلال تصريح صحفي في موسكو أمس “إن فرض عقوبات على إيران في المستقبل القريب احتمال بعيد”. واستشهد بقول مدفيديف بعد اجتماعه مع أوباما الشهر الماضي “إن العقوبات نادرا ما تؤدي إلى النتيجة المرجوة ولكن في بعض الحالات تكون أمراً لا مفر منه”. وقال “إن هذه الصيغة لا تزال سارية”. في غضون ذلك، صرح عضو لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني محمد كرمي بأن إيران سترد اليوم الخميس على مسودة الوكالة الدولية بشأن تخصيب الوقود النووي. وقال لوكالة أنباء “الطلبة” الإيرانية “إن إيران طلبت من الوكالة تزويدها بالوقود النووي لكن التفرعات في الوكالة ضيعت المطلب الاساسي لإيران واذا لم تتمكن الوكالة من تنفيذه فسنتمكن من توفيره داخلياً”. وذكرت وكالة أنباء “مهر “ الإيرانية أيضاً أن مندوب ايران لدى الوكالة علي أصغر سلطانية سيسلم مدير عام الوكالة محمد البرادعي الرد الإيراني في فيينا اليوم.