الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قضية وفكرة وهدف

12 يونيو 2017 00:10
لكل الأعمال الدرامية حكاية وهدف، وهذا يظهر جلياً على شاشات التلفاز، فمعظمها يدعو إلى الخير والفضيلة، فأهل الفن يتسابقون لنيل المجد من خلال ما يقدمونه من إبداع بالكلمة والصورة، فالحكايات كثيرة ومتشعبة والأحداث تحمل معاني وأحاسيس عميقة، والزمن هو الذي يفصل بين مشاهدها. الوقت يمر ولكل مرحلة شروطها وعواملها، ففي الأربعينيات والخمسينيات وصولاً إلى التسعينيات وحتى يومنا هذا كانت العدسة هي الناقل الحصري للواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي في البيئة، فالتطور لا يقتصر على التكنولوجيا والعلوم، بل شمل كل شيء يتعلق بحياة الفرد، والأعمال الدرامية التي قدمت قبل سنين من مسلسلات وأفلام ومسرحيات حملت الحدث والمشهد الخاص بمرحلة زمنية معينة وما يتم تقديمه الآن هو امتداد لدورة حياة متكاملة تتعلق بالإنسان تختلف فيها الشروط والعوامل لكنها تجتمع تحت ذات السقف، فالإبداع لا يتجزأ، هو ذاته الشكل بينما المضمون يتطور بداية بتجسيد الفنان لشخصية معينة واكتساب مهارات جديدة في عالم الإخراج والمونتاج والطريقة التي يدون بها الروائي أو الكاتب سطوراً من الخيال والواقع، فبالأمس كانت الكلمة والصورة مقتصرة على حدث إنساني اجتماعي معين بينما اليوم هناك تنوع كبير وشاسع، فلقد تطور كل شيء الخير بكل أطيافه والشر بصورته الكاملة، وهذا يظهر واضحاً على واجهة الأعمال الدرامية التي تعرض في الحاضر، فمسلسلات وأفلام الأمس كانت تحكي عن بدايات العشق الجميلة ونهاياته التعيسة هذا كان الواقع الأقوى حينها بينما اليوم لا مكان للعشق في أي عمل منها وإن وجد فهو واجهة إعلانية لقيمة إنسانية زالت قبل سنين طوال، بل احتدم الصراع الآن بين هذه الأعمال في خانة الدم والقهر والظلم والاضطهاد والمشاكل والكوارث والنكبات الاجتماعية والسياسية والثقافية. هكذا تنقل العدسة الآن المشهد، فهو الواقع المرير الذي ينسجه أهل الفن وإظهاره بصورته الحية لعامة الناس فالعملية عبارة عن إضاءة لبقعة مظلمة يقوم بها المبدع ممثلاً كان أو ممثلة أو كاتباً أو روائياً أو مخرجاً ومنتجاً لتنبيه عقل المشاهد والمتلقي إلى أن ما يحدث الآن من فوضى في الحياة بحاجة إلى تصحيح مسار القيم والمبادئ وتغيير موازين القوى بين الخير والشر، لهذا فإن هذه الأشياء الجميلة التي تجسدها عدسة الكاميرا وروح المخرج وإحساس الممثل ما هي إلا تحفيز للعقل والقلب كي يعاودا السير على الطريق الصحيح. إيفان زيباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©