إسلام آباد (وكالات) - أمر القضاء الباكستاني أمس بمثول الرئيس السابق برويز مشرف اليوم أمام المحكمة العليا للاستماع إليه بشأن مزاعم ارتكابه “خيانة الدستور”. ويحاول محامون باكستانيون إقناع أعلى محكمة في البلاد بمحاكمة مشرف بتهمة “خيانة” دستور البلاد بسبب فرضه حالة الطوارئ لدى توليه الحكم في خريف 1999 إثر انقلاب عسكري. وقال حميد خان أحد المحامين المناهضين للرئيس السابق مشرف أمام المحكمة العليا أمس “إن مشرف يجب أن يحاكم بتهمة الخيانة لتجاوزه الدستور”.
وقال القاضي جواد خواجا خلال الجلسة إن المحكمة العليا كانت قد وصفت حالة الطوارئ التي فرضها الجنرال السابق بأنها “غير دستورية”. لكنه طلب مثول مشرف اليوم في إطار هذه القضية. وأضاف القاضي خواجا “إن وزارة الداخلية يجب أن تتأكد أيضا من إدراج اسم الجنرال برويز مشرف على قائمة الممنوعين من مغادرة البلاد، إن لم يكن ذلك قد تم فعلا”. وانسحب من هذا الملف كبير قضاة المحكمة العليا افتخار محمد شودري الذي عزله برويز مشرف عام 2007 ثم أعادته الحكومة المدنية بعد سنتين إلى مهام عمله، لضمان “نزاهة” الإجراءات التي تستهدف عدوه منذ زمن بعيد.
من جهة أخرى، قال رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي التي ستراقب الانتخابات الباكستانية المقررة الشهر القادم، إن البعثة ستبقى بعيدة عن الأقاليم المضطربة في شمال غرب البلاد، إضافة إلى إقليم بلوشستان. وقال مايكل جالير للصحفيين خلال إعلانه عن أهداف بعثته في إسلام آباد “بينما نرغب في التواجد في كافة أنحاء أفغانستان، إلا لا أنه يمكننا ذلك. ويعود هذا بشكل جزئي إلى أن لدينا عددا محدودا من المراقبين، إضافة إلى أسباب أمنية”. وأضاف أنه “من المؤسف أنه يجب أن أقول إننا بالتالي لا نستطيع أن يكون لدينا مراقبون في أجزاء مهمة من البلاد مثل المناطق القبلية التي تخضع للإدارة الاتحادية وبلوشستان”. وأضاف أن المراقبين سيحاولون متابعة الانتخابات في هذه المناطق بمساعدة مجموعات محلية.
ومازالت جماعة طالبان المسلحة، التي تشن حربا على الحكومة، تسيطر على المناطق القبلية من البلاد المحاذية لأفغانستان. وبدأت بعثة مراقبة الاتحاد الأوروبي عملها أمس بفريق أساسي يضم 11 محللا. وسينضم لهذا الفريق تدريجيا نحو 100 عضو من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والنرويج وسويسرا وكندا، طبقا للبعثة. وقال جالير إن الانتخابات مهمة، مشيرا إلى اهتمام الاتحاد الأوروبي بباكستان وبالديمقراطية فيها.
يذكر أن جالير، وهو عضو ألماني سابق في البرلمان الأوروبي منذ عام 1999. وقاد في السابق بعثة مراقبة الاتحاد الأوروبي للانتخابات في باكستان عام 2008. وجاءت بعثة المراقبة بعد أيام قليلة من الرسالة التي وجهها زعيم طالبان حكيم الله مسعود والتي انتقد فيها الديمقراطية وتوعد بالجهاد من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية. وكانت طالبان قد توعدت بشن هجمات على الحملات الانتخابية للأحزاب التي تروج للأفكار العلمانية وتنتقد أعمال العنف.
عدد اليوم
