الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانقلابيون يتحدون المجتمع الدولي

الانقلابيون يتحدون المجتمع الدولي
30 يوليو 2016 19:56
حسن أنور (أبوظبي) يبدو أن الانقلابيين في اليمن، اعتادوا على استخدام كل الحيل والألاعيب الممكنة التي تمكنهم من عرقلة أي فرصة تلوح في الأفق، تمثل بادرة أمل أمام اليمنيين في استعادة حياة آمنة وإحلال الاستقرار في ربوع البلاد. فمع استمرار المشاورات في الكويت بحثاً عن سبل لإحلال السلام والاستقرار، تقوم عصابات الحوثي وصالح بما يمثل انقلاباً جديداً ضد هذه المشاورات، وذلك من خلال إعلانهم التوقيع على تشكيل «مجلس سياسي» لحكم اليمن. ويعني هذا الإعلان أن الانقلابيين قرروا الإفصاح عن وجههم الحقيقي ورفضهم للتوصل إلى أي حل سلمي، وبالتالي هذا القرار صدر ليعلن القضاء على أي فرصة حل سياسي، يمكن التوصل إليها عبر المفاوضات للأزمة اليمنية، بل ويحاولون إضفاء الشرعية على انقلابهم، فضلاً أنه يمثل استخفافاً خطيراً بالمجتمع الدولي والقرارات الدولية المعنية بالأزمة اليمنية. كما تؤكد الخطوة الأخيرة لميليشيات الحوثي وصالح، الاتهامات باستغلال المتمردين للمفاوضات للإبقاء على الوضع الحالي في اليمن واستمرار النزاع والفوضى خدمة لأجندة الراعي الإيراني الذي يتمسك بسياسة ضرب استقرار المنطقة. وهذا الإعلان من قبل الانقلابيين يعد امتداداً لمسلسل الممارسات التي تهدف إلى فرض حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في ربوع اليمن لا لشيء سوى تحقيق أهداف إيران التي تدعمهم بالمال والسلاح لتقويض استقرار منطقة الخليج بأكملها. ولعل من بين ممارسات الانقلابيين لتحقيق هذا الهدف هو انقلابهم على الشرعية وإنهاك الدولة في صراع كانت في غنى عنه، كما أنهم حرصوا على انتهاك اتفاقات وقف إطلاق النار بل وتصعيد القتال مع تدشين كل مرحلة من مراحل المحادثات، سواء في جنيف أو الكويت، غير آبهين بمخاطر المجاعة والكوارث التي قد يتعرض لها الشعب اليمني. إضافة إلى ذلك، حرص الحوثيون وصالح على المماطلة والمراوغة في محادثات جنيف والكويت لعدم تحقيق أي تقدم رغم موقف المجتمع الدولي وصدور قرار مجلس الأمن 2216 الذي تتضمن بنوده انسحاب المتمردين من المناطق التي سيطروا عليها منذ عام 2014 وتسليم أسلحتهم، وهو ما رفضوا تطبيقه حتى الآن. ومع صدور إعلان تشكيل «المجلس الرئاسي» للحوثي وصالح، فقد اليمنيون آخر بارقة أمل في إمكان إعادة الاستقرار والأمن إلى ربوع البلاد التي أصبحت على شفا الانهيار الاقتصادي الكامل، فيما اعتبرت الحكومة اليمنية في بيان عاجل أن اتفاق طرفي الانقلاب على تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد يعكس حالة من الغطرسة وعدم احترام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وأن الانقلابيين أطلقوا رصاصة الرحمة على مشاورات الكويت. كما اعتبر مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن توقيع ميليشيات الحوثي وصالح، على اتفاق لتشكيل مجلس سياسي يشكل انتهاكاً قوياً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، كما أنه خرق واضح للدستور اليمني ولبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، داعياً إلى التوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية في اليمن، مدركاً في الوقت نفسه أنه قد أصبح لزاماً لاتخاذ موقف حازم حيال استخفاف الانقلابيين بالقرارات الدولية. انتصارات للشرعية في الوقت الذي سعى فيه الانقلابيون لضرب المشاورات التي تجري في الكويت، نجح الجيش الوطني اليمني، مدعوماً بغطاء جوي من التحالف العربي، من تحقيق انتصارات جديدة لعل أهمها استعادة السيطرة على جبال وتلال استراتيجية في بلدة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، حيث تم طرد عصابات الحوثي وصالح من جبلي ظافر والقذاف وتلال محيطة بهما بعد معارك عنيفة، وذلك فيما يعد مؤشراً قوياً على رغبة الشرعية في تسريع خطواتها العسكرية لتحرير صنعاء وضرب مخططات الانقلابيين. كما واصلت مقاتلات التحالف العربي قصف العديد من مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في نهم البوابة الشرقية لعاصمة البلاد، حيث استهدفت الغارات مواقع للانقلابيين في جبل يام وفي منطقتي المجاوحة وبني فرج وسط البلدة، إضافة إلى تجمعات للميليشيات الانقلابية في جبل هيلان ومنطقة المشجح بالقرب من بلدة صرواح آخر معاقل الحوثيين في محافظة مأرب شرق البلاد. وبدا من الواضح أن قوات الشرعية تستعد للهجوم على مواقع الميليشيات في جبل سليام ومعسكر النعمانية، في خطوة تمهد للاقتراب من بلدة أرحب البوابة الشمالية لمحافظة صنعاء. كما قصفت مقاتلات التحالف مواقع وتجمعات في بلدة كحلان عفار وسط محافظة حجة، وأغارت المقاتلات أيضاً على مواقع في صعدة، حيث أصابت معسكر الشرطة، ومنطقة مران مسقط زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي. وشنت مقاتلات التحالف غارات جوية على مواقع يتمركز فيها عناصر تنظيم القاعدة في أبين جنوب اليمن، حيث استهدفت الغارات مواقع شرق زنجبار عقب إعلان القوات الحكومية جاهزيتها لتنفيذ حملة عسكرية واسعة لتأمين المحافظة وتطهيرها من الجماعات المسلحة. وكالعادة لم يجد الانقلابيون سوى الانتقام من المدنيين في مواجهة انتصارات الشرعية، فقد صعدت مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية قصفها العشوائي للأحياء السكنية في تعز، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، خاصة أن القصف تركز على أحياء الأربعين والبعرارة ومواقع الدفاع الجوي وقرى في منطقة الشقب. وجاء القصف العشوائي بعد ساعات من تمكن قوات الشرعية من طرد المتمردين من منطقة الصراري جنوب المحافظة. كما استمرت الاشتباكات بين قوات الشرعية والمليشيات في مناطق سكنية شرق تعز، بالتزامن مع تظاهر عشرات اليمنيين، بينهم نساء، احتجاجاً على صمت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على «الحصار الجائر» الذي يفرضه المتمردون الذين قاموا في تحدٍ صارخ للأعراف المحلية والدولية بتفجير المسجد الرئيس في الصراري قبيل فرارهم منها. وفي الإطار نفسه، أفشلت قوات الشرعية والمقاومة محاولة تسلل للمليشيات الانقلابية هي الرابعة هذا الأسبوع صوب بلدة كرش الحدودية بين تعز ولحج. ضرب الإرهاب في عدن نجحت الأجهزة الأمنية في مدينة عدن في توجيه ضربات جديدة لعصابات الإرهاب التي تحركها يد المخلوع صالح، وذلك بعد أن تمكنت من ضبط عدد من العناصر الإرهابية المتورطة في جرائم ضد قيادات أمنية ورجال دين ومدنيين. فقد تم ضبط عناصر إرهابية تعد من أخطر العناصر في المدينة، وثبت تورطها في قضايا إرهابية طالت رجال الأمن والدين والمواطنين الأبرياء، حيث تم نقلهم إلى أحد المعتقلات للتحقيق معهم في تلك القضايا. كما ضبطت أجهزة الأمن أحد العناصر الإرهابية الخطيرة في شمال عدن أثناء مداهمة أحد المنازل في المدينة الخضراء السكنية المحاذية لمحافظة لحج. وتم خلال المداهمة العثور على ملابس عسكرية وبطاقات مزورة وأسلحة وذخائر متنوعة، إلى جانب منشورات تابعة لتنظيم «القاعدة» الإرهابي في اليمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©